عسراء 10

7 1 0
                                    

استعاد الملك فرسه من الفتى اسمر البشرة وفي طريقهم إلى القصر قاطعهم محاصرة مجموعة ملثمين يحملون خناجر 

نزل الملك من الفرس بينما ديالا مذعورة لاتدري مالحل..كاد الملك أن يشهر بسيفه الذي يمسك مقبضه بقوة تحت رداءه حتى أزال احد الملثمين غطاء وجهه..تبين انها ميدوسا لحسن الحظ ، زفرت ديالا براحة لكن سرعان مااختفت تلك الراحة حين قالت ميدوسا دون مقدمات 

"اعتذر عن مقاطعة امسيتكم الجميلة لكن..سموكِ يجب ان تأتي إلى المملكة في الحال ، العائلة الحامية تواجه خطر الإبادة!"

توسعت عينا المستمعة في دهشة ونزلت من الفرس هي الأخرى والملك يرمقها بقلق..هو اكثر من يعلم مدى خوفها من القيادة..حين سمع شهقاتها في اوقات مختلفة من اليوم ، يعلم بانها لاتقوى على مجابهة هذه الحياة الجديدة حين سمعها تخاطب نفسها في الممرات وامام البحيرة بانها لاتستطيع الخوض في هذا..كاد أن يرد مكانها لكنها منعته من التقدم وسمعها تقول بحزم

"سنتحرك الآن"

انحنت ميدوسا بإحترام للملك واختفت داخل دخان اسود ظهر من العدم..وأخذت معها ديالا دون ان يقدر على وداعها . وجدت ديالا نفسها في جزء من الثانية امام قلعة مهيبة يكسوها السواد

لم تترك لها ميدوسا الوقت للإنبهار وسحبتها منيدها بسرعة يدخلون القلعة في إستعجال

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم تترك لها ميدوسا الوقت للإنبهار وسحبتها منيدها بسرعة يدخلون القلعة في إستعجال..سارت بها ميدوسا في أروقة بدا انها لاتنتهي لتصل فجأة إلى قاعة بباب ذهبي كبير..دفعته ودخلت هي أولا ثم ديالا..التي رأت طاولة كبيرة مستديرة الشكل ، يجلس حولها رجلان وإمرأة . نهض الجميع قاطعين نقاشهم الذي لم تسمع منه إلا تمتمات اخيرة قبل دخولها حتى انها لم تتبين معناها 

انحنى جميع من بالقاعة للأميرة بينما اغمضت هي عيناها بشدة ترتب افكارها ثم تزفر بعمق..تقدمت بهدوء قاتل وبادرت بالحديث قبل اي احد من الحاضرين

"أعلم انه في غياب اصحاب الدم الملكي المملكة تنهار دون توقف..وأنني كنت غائبة عن الساحة طول السنوات الماضية منذ ولادتي ، لكنني الآن اقسم بإسمي ديالا ريفيان أنني سأحطم جمجمة كل من يحاول ايذاء شعبي وإفساد أرضي"

لم يعلق احد على كلامها لبرهة..اما هي فقد توردت وجنتاها من الإحراج إلى ان بدا جميع الحااضرين بالتصفيق حتى أن احدهم وهو رجل ضخم البنية اسود البشرة بدأ في البكاء وآخر بشعر أشقر وطول فارع مبالغ فيه يحاول مواساته 

"كوني قوية دائمًا وستجدين الجميع يفديك بالنفس والنفيس" همست ميدوسا في اذنها بإبتسامة وهي تربت على كتفها ثم ادارت وجهها تحاول اخفاء دمعة هربت الى وجنتها ليقول اسود البشرة ساخرا 

"ظننت ان ميدوسا لاتعرف معنى الدموع" 

ركلته فتاة اخرى بشعر احمر وعيونٍ خضراء وصرخت في وجهه

"ابتعد عن اختي ايها الغوريلا" 

تعرفت ديالا بعدها على الحاضرين..الرجل ذو البشرة السوداء آدم اما الأشقر فيدعى أميروالفتاة بالشعر الأحمر اسمها تاليا

استعاد الجميع جديتهم وجلسو حول الطاولة . تكلمت ميدوسا بصرامة تخاطب الحاضرين

"اظن الجميع يعلم سوى سموها بأن مجلس الحكم اللعين قرر إبادة العائلة الحامية بحجة الخيانة..لم نرد ان نجبرك على القدوم لكن مملكتنا ستنهار بإنهيار العائلة الحاكمة"

صمتت ديالا قليلا بينما الجميع ينتظر اجابتها لكنها استقامت ببساطة من مكانها وقالت وهي تمدد اطرافها بتعب 

"اجمعي اقوى مقاتليك..أريد ان يصل خبر تخطيطنا للهجوم إلى اعضاء المجلس ، سنهجم خلال يومين...ميدوسا اين يفترض بي ان انام؟ انا متعبة"

اومأت ميدوسا بالموافقة واصطحبتها إلى غرفتها...صارعت ديالا أفكارها حول الملك ورحيلها المفاجئ إلى ان اخذها النوم بين احضانه.

استيقضت في الصباح الباكر فرأت فوق الجانب الآخر من سريرها ملابس كانت عبارة عن قميص ابيض سميك وبنطال اسود..بالطبع، من سيذهب للحرب بفستان؟ خرجت من غرفتها وذهبت إلى القاعة نفسها من اليوم السابق وبالفعل وجدت ميدوسا وآدم منهمكين في نقاش وهم ينظرون إلى خريطة كبيرة ممدة على الطاولة الدائرية 

رفع كل منهما نظرهم نحوها ثم قال آدم يخاطبها

"سموكِ..أي طريق ترينه أنسب للهجوم؟" . تقدمت ديالا واخذت تتمعن الخريقة والطرق المرسومة عليها كانت جميع الطرق الثلاث المرسومة تناسب التسلل لهذا نظرت ديالا إليهما وقالت بجدية

"ولاواحدة...سنذهب مباشرة"

نظر المستمعان إليها بدهشة لتقول ميدوسا "افهم من ذلك انكِ تريدين التحام الجيوش..لأي غرض؟"

ابتسمت ديالا بسبب فهم ميدوسا السريع ثم قالت تشير للخريطة 

"لن تكون المملكة خالية من السكان طبعًا..خاصةً اننا سنذهب في وضح النهار ، وتلك هي الطريقة التي ستنشر خبر هجومنا كالنار في الهشيم فيصل إلى المجلس....بالطبع لن يبقى مكتوف الأيدي بإعتبار انطلاقنا دعوة صريحة لصراع داخلي مدمر وستجهز كامل الجيش حتمًا للبدء في ابادتنا"

 "ومالغرض من كل هذا"قال آدم بعدم فهم لترد ميدوسا تتمعن في ملامح ديالا الجادة

"اصمت..لسموها ماتريد قوله للجيش الملكي "


................................. بدأت تجهيزات الجيش حالًا واتضح ان تاليا وأمير قد افترقو للم شمل جيش العائلة الحامية الذي كان عبارة عن جماعات متفرقة تحمي اجزاء مختلفة من المملكة تقع تحت حكم العائلة الحامية


عسراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن