عسراء3

11 1 1
                                    

لم يكن لديالا خيار غير ان تتبع الرجل بالعيون الحمراء الذي قال بان اسمه لوسيفر

سمعت ديالا عواءه لتستدير وتجد لوسيفر عاد لهيئة الذئب مرة اخرى حانيا راسه لها بطريقة فهمت منها انه يريد "توصيلها" .اعتلت سوداء الخصل ضهر لوسيفر وامسكت بوبره الكثيف خشية السقوط مرة اخرى..فالجرح الذي براسها لازال ينبض بشدة  . انطلق لوسيفر ومن معه بالقطيع بسرعة جعلت ديالا تتمنى لو انهم يتوقفون قليلا ليمكنها التنفس على الاقل

"لا..لااستطيع التنفس..توقف"

قالت ديالا بصعوبة تصارع صوت الرياح الباردة التي تكاد تفجر اذنيها ليتوقف لوسيفر لثوان دون الرد يتمتم بعض الكلمات الغير واضحة بصوت ذئب..ثم ينطلق مرة اخرى . هذه المرة لم تشعر ديالا بنفس شعورها السابق..الهواء اصبح يدخل بسلاسة عبر انفها ليمللأ رئتيها والرياح حولها اصبحت دافئة وكأنها تحتضنها ، هل كان ذلك حدثًا خارقًا للطبيعة ام انه...سحر!

ابتسمت ديالا بإتساع لإمكانية حدوث ماحدث قبل قليل بفعل السحر الذي يكون في مثل رواياتها المفضلة وأخذت تتأمل ذلك الهلال الضخم متنسايةً ماحدث قبل لحظات...أوليس القراء اقرب إلى الجنون؟

وصل قطيع الذئاب مع شروق الشمس إلى...قصر فائق الجمال يرتدي البياض...ينفجر من بين هندسته المثالية شلالان يستمران إلى اسفل التل الذي ينهض القصر فوقه.

ينفجر من بين هندسته المثالية شلالان يستمران إلى اسفل التل الذي ينهض القصر فوقه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظرت ديالا إلى القصر بإنبهار لم تتمكن من إخفاءه.... تلك الشلالات أضفت جمالا لامثيل له ورائحة الأشجار تملأ رئتتيها بشكل لطيف يجعلها تريد الإحتفاظ بتلك الرائحة إلى الأبد. اخفض لوسيفر ضهره لتنزل وهي تعدل ملابسها التي عكر سوادها بقع الطين الجافة.

تقدم حارسا البوابة بإستغراب ينظران لسوداء الخصل بحذر ليعود لوسيفر دون سابق انذار لهيئته البشرية..عاريًا بالتأكيد.

"توقف عن فعل ذلك أيها المنحرف!"

قال ديالا تركله بعيدا ثم إستدارت للجهة الأخرى بغضب مما أثار ضحكات بعض الذئاب حولها 

"ابقي مستديرة إلى ان نرتدي انا والرفاق ملابسنا" قال لوسيفر لتجيبه ديلا على مضض

"حسنا..أيًا يكن."

دخل القطيع عبر بوابة سفلية ثم عادو بعد بعض الوقت..إلتفتت ديالا بملامح منبهرة و وكأنها تريد الكتابة على جبهتها (يال الوسامة) حين رأت رجالا بأجسام ممشوقة وعضلات مفتولة ، كان لكل واحد منهم هالته الخاصة تنتشر في الأرجاء بأنيابهم البارزة التي تزيدهم وسامة . بينما لوسيفر في الجهة الأخرى يشرح الأمر لحراس البوابة...لم تمض ثوان حتى عاد لوسيفر إلى ديالا يطلب منها الدخول.

دخلت وراء لوسيفر وهي تحملق في أرجاء الحديقة الملكية..لفت إنتابهها نافورة ضخمة تتوسط الحديقة .. تناست أمر لوسيفر تمامًا وتوجهت نحوها بشغف

"إنها أسماك!"

قالت بإنبهار بينما ذلك المغرور بالجهة الأخرى يعدل شعره ويقهقه بفخر

"لوسيفر ارتوا..من الواضح انك تركت اعمالك مجددا لتلاحق الفتيات"

إرتخى لوسيفر بطريقة توحي بخيبة الامل جعلت ديالا تحاول كتم ضحكاتها

"من الواضح ان لديك مشاكل في ثقتك بعملي..سيد سيلفا وولف" رد لوسيفر بنفس النبرة وكأنه يتحدى المدعو سيلفا

في الحقيقة..كان "سيلفا" ملفتًا أكثر من البقية ، يملك جسما اضخم بوضوح من بقية سكان تلك المملكة..بشعر أسود قاتم لم تراه عند غيره من الذئاب ذوي الشعور البنية .. يتناسق شعره مع بشرته الحنطية وعيناه العسلية الحادة التي نظر بها إلى سوداء الخصل  فور إنتباهه لتحديقها المستمر.

يتبع....



عسراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن