عسراء8

7 0 0
                                    

لم تتحرك ديالا لفترة تواصل البكاء بقلة حيلة ليدق باب غرفتها فجأة ، لم ترد على الطارق فسمعت صوتًا ناعمًا خلف الباب يطلب منها الخروج للغداء مع الملك 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم تتحرك ديالا لفترة تواصل البكاء بقلة حيلة ليدق باب غرفتها فجأة ، لم ترد على الطارق فسمعت صوتًا ناعمًا خلف الباب يطلب منها الخروج للغداء مع الملك 

"اخبريه بأنني لاأريد" قالت دون تفكير تعيد وضع رأسها على المنضدة تفكر بوضعها المزري

طُرق باب غرفتها مرة اخرى..لم ترد على الطارق مجددا ليُفتح الباب فجأة..رفعت وجهها المحمر لتنظر أي وقح هذا يدخل رغم طرده...لكن الوقع ذلك كان الملك بنفسه 

"عدم ردي على الطرق لايعني انني اسمح لك بالدخول" قالت ببرود تتمعن في ملامحه المندهشة..عجز عن النطق وكأنه لايعلم مايفعله بشأن بكائها ، إنه سيء في التعامل مع النساء.

حركت ديالا وجهها نحو المراة ورأت انتفاخ عينيها واحمرار وجهها الدائري..ابعدت خصلات الشعر الملتصقة بخديها واستقامت من مكانها متوجهة إلى الحمام فغسلت وجهها ورفعت شعرها في تسريحة ذيل حصان منخفض دون الإهتمام إلى الخصلات الأمامية النافرة والتي تزيدها جمالا. 

عادت إلى غرفتها فوجدت الملك لايزال بإنتظارها لتقول بنبرة تخلو من المشاعر

"لاتزال هنا..لنذهب"

ليخرج الملك وتتبعه ديالا إلى قاعة الطعام..لم تعد القاعات الفاخرة والزخارف الملكية تدهشها بعد ان كانت تتمنى رؤيتها مع كل رواية  تقرؤها...لم تعد ترى فائدة حجم القصور وجمالها ان كان من يقبع فيها حزينا ضيق الصدر. على تلك الطاولة الطويلة التي تحيط بها كراسي كثيرة..جلس الملك فيها وحيدًا وجلست ديالا إلى جانبه حيث كان الصمت ثالثهما..الملك يضع لقمة تلو الأخرى في صمت تام ورفيقته تحرك الشوكة بشكل دائري حول الأكل شاردة في أمر لايعلمه..لم يخفى عنها رفع انظاره إليها بين فترة واخرى تماثلها لكنها لم تتكلم بشيء.

انهى الملك اكله ونهضت هي فورا دون ان تلمس اكلها وكأنها تنتظر انتهاءه من الأكل . وخرجت من قاعة الطعام تاركة اياه وحيدا...وذهبت هي إلى الحديقة الخلفية تتأمل البحيرة بشرود.

مرأيام طويلة  وديالا لاتزال على حالها..تأكل أقل من الطبيعي ، ولاتسمعك إلا بعد مناداتها عدة مرات . تكثر البقاء أمام البحيرة ونادرًا ماتتكلم.

دخلت ديالا إلى غرفتها بعد العشاء بتجهم..غيرت ملابسها وارتمت على السرير..تنهدت بعمق وعقلها خالٍ من الأفكار ، تحاول النوم لكن لافائدة حتى بعد ان تقلبت مرارا وتكرارا بفستان نومها الأبيض وغيرت وضعية نومها عدة مرات.
طفح الكيل معها وقررت فعل شيء آخر بدل النوم
فتحت باب شرفتها بالطابق الأرضي المطل على البحيرة ..لتجد أحدهم أمامها بملابس عامية ، لقد كان الملك يدور بأرجاء الحديقة وكأنه يتأكد من وجود أحد ، قفزت من شرفتها حافية القدمين وسارت على العشب إلى ان صارت وراءه..نقرت كتفه بخفة ليستدير مفزوعًا
"ظننت انكِ لوسيفر ! توقفي عن اخافة الناس تبدين مثل شبح"
قهقهت ديالا بخفوت لأول مرة بعد سكوتها الطويل جدًا ثم همست 
"ماللذي تفعله بهذه الملابس العامية أيها الملك"
"ليس من شأنك"
قال متهربا فردت ديالا بنبرة مهددة
"إن لم تخبرني سأوقض كل من في القصر"
تنهد بقلة حيلة ثم أشار لها بأن تقترب ثم أخبرها بأنه سيتسلل للتجول في المدينة. شقهت ديالا بتفاجؤ ثم اتبعت
"أريد الذهاب معك"
صمت قليلًا وهو يحدق بعيونها الزرقاء بشرود لتعيد كلامها
"هل يمكنني؟"
هز رأسه بالموافقة شارد الذهن لتشير له بأن ينتظرها
عادت إلى غرفتها مجددا ، انتعلت حذاءها وأحضرت رداءً أسودًا سميكًا ثم عادت إليه
"سنخرج من البوابة الرئيسية..الحراس تحت أمري لذا لاتقلقي"
اومأت بالفهم وتبعته إلى الخارج فوجدت فرسًا أبيض اللون
اسرعت إليه وأخذت تربت على رأسه ثم استدارت إلى الملك
"ماإسمه؟"
"ليس لديه إسم بعد..يمكنك أن تطلقي عليه مايعجبك"
قال الملك وهو يعدل خصلات شعره وكأنه يحاول نيل إعجابها بينما نظرت ديالا إلى الفرس مطولًا ثم قالت تنظر إلى الملك
"وميض..مارأيك في وميض؟"
هز رأسه بالموافقة ثم قال باسمًا
"حسنا..سيكون وميض من اليوم...دعيني أمتطي وميض لكي نسرح بالتسلل أقصد الخروج"

إمتطى الملك وميض ثم ساعد ديالا في الصعود لأنها ببساطة لاتجيد ركوب الخيل
جلس خلفها وإنطلق وبدا وكأنه يحتضنها لكنه لايفعل..كان بوسع ديالا أن تشعر بأنفاسه الدافئة على اكتافها وكانت تبعده عنها بين الحين والآخر قائلة بأنه يزعجها بينما يضحك على ذلك في كل مرة ويخبرها أن تنزل إن لم يعجبها الأمر فتسكت.

عسراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن