كانت مكتبة الذئاب التي ذكرها الملك كبيرة للغاية..بشكل مبالغ فيه ، وكأن علوم العوالم اجمع اجتمعت في تلك المكتبة.
"من اين نبدأ سيد ملك"
قالت ديالا بإنبهار ليطلب منها ان الذهاب خلفه
سارو طويلا بين رفوف المكتبة التي كان عليها كتابات بلغة غريبة لم يسبق لديالا رؤيتها..كانت تريد سؤال الملك عنها لكنها تراجعت فور ان راته منهمكًا في قراءة تلك الكتابات وتتبعها
"حسنا هنا" قال بعد ان توقف فجأة لتجد ديالا نفسها امام غرفة كبيرة..تملأ جدرانها الرفوف التي تعج بالكتب مختلفة الألوان لتسأل اثناء حملقتها في الأرجاء
"لما هذه الغرفة ليست عبارة عن رفوف متراصة مثل البقية؟"
"هذه غرفة تاريخ الممالك السبع العظمى..هنا يقع كل تفصيل من تاريخ كل مملكة ، بعض الكتب النادرة التي لايوجد مثلها في أي مملكة اخرى محمية تحت حراسة مشددة"
"تاريخ الممالك..تقصد مثل الروايات؟"
"ليس تماما لكن اجل"
اعتلت وجهها ملامح الحماس الشديد وابدت ابتسامة عريضة للغاية.
"ابحثي عن مملكة الأفاعي"
كانت ستنفذ ديالا طلبه لكنها عادت ادراجها بخجل
"لكن..تلك الكتابة ، انها غير مفهومة لي"
كان يمكن للأعمى ان يرى تعابير الصدمة الواضحة على وجه الملك
"لاتعرفين..لكن ، هذه هي الكتابة المستعملة في كل الممالك"
"ماذا!! لم يسبق لي رؤيتها"
فكر الملك قليلا قليلا ثم قال وهو يفرك ذقنه مثل الحكيم
"هممم..لقد فهمت ، انتِ أمية"
وقعت تلك الكلمة مثل الصاعقة عليها..لقد وصف قارئةً بالأمية للتو! ذلك يشبه الطعن في الكرامة اكثر من اي شيء اخر
"انت الأمّي ايها الملك البدين" قالت بغضب واضح وكأنها تريد تحطيم جمجته بين اسنانها لكن يبدو ان الملك انزعج من كلمة اخرى
"بدين..! لقد قضيت وقتًا شاقا في بناء هذه العضلات لتصفني حشرة أمية بالبدين"
"انت الحشرة ! حششرةٌ بدينة"
انصرف الملك بغضب واخذ يمر على الرفوف واحدا تلو الأخر يقرأ المكتوب عليه ثم توقف فجأة عند احدها
"هنا..مملكة الأفاعي"
اقتربت ديالا بحماس واخذت اول كتاب امامها
"اوه نسيت..لايمكنني قراءة طلاسمكم الغريبة"
تنهد الملك بعمق دليلا على خيبة الأمل واخذ الكتاب من يدها وبدا في قراءة اول صفحة
