قطب الملك حاجبيه وسحب ديالا من يدها بقوة وخرج إلى ساحة القصر..توقعت ديالا ان تجد جيشا قوامه ألف محارب على الأقل نظرا لتهديدها بإحراق هذا القصر الضخم لكنها لم تجد سوى رجلين ضخمي البنية وإمرأة سمراء البشرة بجديلة طويلة تبدأ من مقدمة رأسها
انحنت سمراء البشرة للملك بإحترام وقالت بجدية
"تكن لك ميدوسا قائدة العائلة الحامية كل الإحترام لكنني لن اغفر لك حدوث مكروه للأميرة"
"أي اميرة تقصدين..هذه؟" قال الملك بسخرية وهويسحب ديالا جاعلًا اياها تقف امامه
انحنت ميدوسا مجددا بإحترام امام ديالا وقالت بتوقير واضح
"اهلا بعودتك ايتها الأميرة ديالا"
"كيف تعرفين اسمي..؟" قالت ديالا بإستغراب ثم اتبعت مجادلة
"انا لست أميرتكم تم اختطافي من قبل مخلوقاتٍ غريبة لأجد نفسي في عالمكم...والان ماذا؟ اميرة؟ ارجوك توقفي عن الهراء!"
كانت ديالا تمتلك شخصة قيادية تجعلها امثل شخص لمنصب الأميرة وقد كانت لتوافق على الفور لو طلب منها ان تصبح اميرة مملكة ما لكنها لم تتقبل فكرة موت امها بسببها..وأنها يجب ان تتحمل مسؤولية فقدان المملكة لها ... لم تتقبل فكرة ان عائلتها الصغيرة لم تكن سوى مجموعة مختطفين يريدونها لمصالح شخصية !
غضبت ميدوسا من رفضها العودة للمملكة وامسكت سكينًا كانت تخفيه تحت ردائها وتقدمت نحو ديالبا بعيون حادة
"اين وشمك؟" قالت بحدة لتنظر اليها ديالا بخوف واضح فأعادت بنبرة احد من سابقتها
"لديك وشم في منطقة ما من جسدك اين هو!!"
اشارت ديالا بخوف إلى ساقها دون ان تنطق بأي شيك لتقوم بتمزيق فستانها الأبيض بوحشية . ظهر على ساقها وشم لأفعى سوداء ملتفة حول خنجر...لم تعلم ديالا السبب لكن الدههشة كانت بادية على وجه ميدوسا
استدارت ديالا تحاول ستر الجزء العلوي من ساقها بخجل بعد ان دفعتها ميدوسا ليراها الملك
"أليس وشم العائلة الملكية كافيًا لإقناعك سمو الملك!"
"وشم العائلة الملكية ! اخبرتني امي بأن وشمًا كهذا مجرد تقليد قديم بالعائلة"
"أتقصدين الغولة الأنثى الغبية التي كانت تصرخ بك كلما هددتيها بالرحيل"
تفاجأت ديالا بمعرفة ميدوسا بهذا التفصيل لتكمل صاحبة الجديلة
"اعلم بحياتك مع لينور وبراين..لكن الأفاعي والذئاب والتنانين فصائل ملعونة لايمكنها التدخل في عوالم اخرى وإلا فقد قوتها للأبد..لهذا لم نستطع انقاذك منهم ، هربت الغيلان بك إلى عالم البشر مستغلة نقطة ضعفنا هذه وانتظر ملكهم بلوغك سن الثامنة عشر بفارغ الصبر ليقتلع جوهرة الزمرد داخل عينك اليسرى..لأن اقتلاعها قبل كذلك سيبطل قوتها "
انهت كلامها بنبرة حزينة تعبر عن حسرتها لفشلهم في انقاذ اميرتهم بينما ديالا بالجهة الأخرى تعجز عن تقبل جميع تلك الحقائق الموجعة فقد اغرورقت عيناها بدموع لم تخفى عن اعين الملك . سحبها الملك من يدها جاعلًا اياها خلفه وقال محتجًا
"الأنسة ديالا ضيفتي..ولن اسمح لأحد اجبارها على شيء لاتريده ، نطلب من حضرة قائدة العائلة الحامية امهالها بعض الوقت لتقبل تغير الوضع عليها"
نظرت ديالا بتفاجئ لوقوف من كان يسخر منها في صفها . انحنت ميدوسا بإحترام متقبلة طلب الملك الذي لايمكن تجاهله وانصرفت هي ومن معها على الفور.
استدار الملك ببطئ للطفلة البكاءة خلفه وقال بهدوء لم تعتد عليه
"ستمنحك بعض الوقت كما وعدت"
"لقد افسدت فستاني الذي اعجبت به...تمنيت ارتداءه للأبد." قالت بحزن تتحسس اطراف فستانها المشقوق بهمجية
صمت قليلًا ثم قال يبعثر شعرها الأسود
"إنه مجرد فستان ايتها الأميرة البكاءة"
غضبت من استهانته بمشاعرها وانصرفت متجاهلة اياه تعود لغرفتها
دخلت إلى غرفتها بعقل مرهق لايكف عن التفكير بكيفية حدوث كل هذا في وقت قصير جدًا..أمها التي تحب تصرفاتها الطفولية والغبية في بعض الأحيان لم تكن سوى غولة تابعة تنفذ اوامر ملك مستبد..وأبوها كثير النوم الذي احبت الطريقة التي يمسح بها على رأسها كان غولًا ايضا لايمد لها بأي صلة قرابة ، اما أمها الحقيقية كانت هي سببًا في موتها بكونها إبنة سافل لم يقدر حبّ زوجته له . كم هو متعب أن تكتشف بأنك عقدة في مشكلة كبيرة لاعلم من اين تبدأ حلها..كم هو متعب أن تكتشف بأن الكثير من الناس بحاجة إليك بينما انت لم تجد من يمنعك من التداعي !
توجهت بتثاقل إلى خزانتها تبحث عن ملابس اخرى..تخاطب نفسها بقولها إنني أتداعى ! اختارت فستانًا مثل زرقة السماء وجلست امام المراة تعدل شعرها المبعثر... لم تستطع منع دموعها من السقوط وانهارت تحاول جمع شتات نفسها..تصارع شهقاتها الحقيرة التي لاتكف عن التعالي..لم تحاول ابعاد شعرها الملتصف بوجهها ولا غسل وجهها المحمر بل استمرت بالبكاء واضعة رأسها على المنضدة المليئة بالعطور.