طلعت شمس الحاضرة بأشعتها الذهبية كأنها وسام ترحيب مُهجة جديدة عِقباها تغاريد العصافير التي ترفرف هنا وهناك بسعادة غامرة وتتراقص الأشجار بدَماثة كأنّها سعيدة بطلوع الشمس بعد ليلة ممطرة أبت فيها السحب الكُف عن امتشاق مشاعرها الكاسفة. فجاء الصباح طارداً ذلك الجو الكئيب وحلّ آخر راح بدوره يُنسي المرء عواصف الليلة الماضية
وبعد تبلل أرضية الغبراء ، هبت نسمات الرياح اللطيفة كأنها ام تخاف على ابنها من البلل.. فراحت تنسف رياحها على الارض في محاولة لتجفيفها.
كانت الساعة السابعة ونصف قد وافت بالفعل بينما تلك الحسناء تخطو خطواتها المتسارعة قاصدةً ثانويتها آملة أشدّ الرجا أن تبلغ محلّها من صفها في أسرع وقت."أين رئيسة الصف؟"
وافت الساعة الثامنة معلنةً إنبلاج الحصة الأولى ، وقبل أن يطفق الاستاذ شرحه راح يجول بنظراته الحادّة وجوه تلاميذه قبل أن يسألهم عن جولييت
"أعتقد أنها متأخرة"
هتفت فيفيان ، والتي كان مقعدها مجاوراً لمقعد جولييت الفارغ
"ولا أرمق ألانا و إدوارد.. أين يمكن ان يكونا؟"
"هذان الشخصان بحق.."
تذمرت فيكتوريا ونطقت إيلورا:
"لا تقلق يا استاذ سيدخلون في اي لحظة."
التفت جميع الطلاب لإيلورا ونظرة الاستغراب تعلو محياهم قبل ان يُفتح باب الصف بقوة ويدخل إدوارد راكضاً تتبعه ألانا وجميع من في الصف في تساؤل
"ايها اللعيـ.."
استوعبت الفتاة هوية من يقف امامها قرب إدوارد فانحنت مهذبةً لكلماتها:
"أهلا استاذ."
انحنت شفتا إدوارد بطريقة بغيضة خالقاً ابتسامة استفزازية لألانا قبل ان يقصد مقعده فيوقفه الاستاذ ناطقاً بنبرة حادة و الغضب بادّ عليه:
"إدوارد! قف مكانك!"
تصنم مكانه ثم التفت بهدوء كأنه يوقن حجم العاصفة التي ستأخذه بتيارها وترميه بعيدا
"أخرجا كلاكما! لا أحتاج قلة احترامكما!"
انفعلت ألانا في محاولة لتبرير نفسها:
"لقد كان خطأه هو!"
"قلت أخرجا!"
"هو من سرق جبنتي!"
"اخرجا!"
"وضعها في شطيرة واعطاها لكلب ضال!"
انفجر الصف ضاحكا ، لاكنّ المطاف آل بهما جالسين في الساحة الخلفية للثانوية قرب بعضهما وكل منهما يلعن الآخر واوراق التعهد بجانبهما.
"لو لم تكن قصيرا فحسب لكنت تغاضيت عن سرقتك"
نبست ألانا معلقةً على طوله والذي يعد بمثابة عقدة نفسية له وهذا ما جعله ينهض من مكانه و يتفاعل مع كلامها كلعبة نارية تم اشعالها
" لست القصير!! بل أنت التي لا تتوقفين عن النمو كأنّك تأكلين طعامك وطعام عائلتك وطعام الجيران و اصدقائك و.."
"أليست تلك جولييت ؟"
قاطعته بينما تحاول تركيز نظرها حول جولييت الواقفة بعيداً رفقة حارس الثانوية وقد بدا وكأنه يعاتبها
"مهلا.. ماذا؟"
إلتفت إدوارد خلفه ثم دقق نظره بصعوبة واردف:
"لا استطيع التعرف جيداً عليها.."
"يالك من اصلع اعمى! اتبعني."
نهضت ألانا من مكانها وخطت خطواتها الخفيفة عقب موقع جولييت بالضبط كأنها جاسوس ذو خبرة سابقة
"مهلا.. لست اصلع! شعري اجمل من شعركِ حتى!"
أنت تقرأ
أنَـسـترُوليـا | لَـعنة الكتَـاب.
Fantasy_ عيناكِ.. _ مابها؟. _كأنّها وهج استطلع عاقبة العالم فقرر أن يومض.