~
قبل زمن راسخ يُحكى على ألسنة كبار المملكة.. العائلة الحاكمة لأستروليا والمكوّنة من الملك وزوجته..
ناهيك عن نقاء الملك و حكمته ، كان جميع من في المملكة يحبه ويكن له الاخلاص التام لكونه حاكماً صادقاً لم تُرى منه ذرة ظلم. لاكنّ زوجة الملك والتي تزوجها عن حب دام عشرين سنة.. كانت عقيمة.
نصح الوزراء الملك بأن يطلّق زوجته ويتزوج اخرى لضمان ميلاد ولي عهد يحكم المملكة بعده ، لاكن الملك رفض رفضاً قاطعاً لشدة حبه لزوجته التي لم يرى لغيرها مثيلاً.
كانت كالزهرة الملونة وسط بستان عديم اللون ، كبريق لمع فألمع معه سماءاً حالكة بعرضها ، كانت سموّها لا تقدّر بثمن إلا أنها أدركت ان مستقبل المملكة سيؤول للحضيض ان لم يكن للملك ولي يخلفه. فخاطبته يوماً تطلب منه الزواج من امرأة أخرى لأن القدر لم يكتب لهما مولوداً
غضب الملك كثيراً من طلب زوجته في التخلي عنها رغم المصاعب التي تحداها معاً إلا أنه ألقى فكرته في تبني رضيع ليَرعياه كإبن لهما ، ورغم رفض الملكة في البداية إلا أنه اقنعها في الاخير لينتهي بها المطاف حاملةً لطفل ليس من لحمها ولا دمها ، بل لترعاه ليغدو ولي العهد الجديد ، المسمى تشارلز.
عندما فتح تشارلز عيناه اللتان استحوذتا سوادًا حالكاً تخاله محيطا سحيق لأول مرة ، اذ به يبصر الملك و الملكة يرحبان به بكل حب في أصيل محاكي مختلف تماما عن الذي عاشه في المشفى بعد تخلي والدته عنه.
وعلى غير المعتاد ، عاش تشارلز حياته برفاهية ولم يشعره والداه آناً بالنقص
كانت سموها تعتني به بحنان كأنّه طفلها الذي حرمت منه بينما حرص الملك على تربيته كرجل نبيل يخلفه في عرشه.
وبعد بلوغ تشارلز سنه العاشرة ربيعاً ، أشرقت شمس الامبراطورية حاملةً خبر حمل الملكة بعد سنوات من العقم.
هز الخبز جميع من في المملكة وراحت العصافير تغرد فوق سماء أستروليا التي تعج بالمهرجانات و الحفلات ترحيباً بشمس الامبراطورية الجديد.
عرف الجميع أن اولئك اصحاب الصبر هم من يحضون بالنهايات السعيدة دائماً. وكانت تضرب الامثال بصبر الملك على الملكة رغماً عن حتمية ميلاد ولي عهد.
فعلاً ، ولد الأمير والذي اخذ شعر والدته الأحمر الكثيف و عيون والده الذهبيتان وسط دلال و حب أكثر مما حضى به تشارلز والذي نُسي تماماً بعد ميلاد الأمير الحقيقي لمملكة أستروليا و المسمى ديميتري ، امير النعيم لجمال عيناه الذهبيتان كأنّها حجر الاردواز ناهيك عن شعره الياقوتي كأنّه أتى هدية تجسيدية لوالداه تحمل تفاصيلهما في لوحة فنية صغيرة
عاش تشارلز بقية أعوامه يتنامى جوفه بذلك الحسد و الغضب تجاه أخيه الغير شقيق ، وعندما بلغ ديميتري عامه الثمانية عشر استيقظ صباحاً على فاجعة موت والده قبل ان ينصب ابنه ملكاً بعده ، وإضافة لفاجعة موت الملك قيل بأن الملكة ماتت لشدة حزنها هي الاخرى تاركةً ورائها حبكة متراكمة وصراع حول العرش جرى بين الوزراء
وفي مراسم تعيين الحاكم الجديد رأى الوزراء بأن ديميتري أحق بالخلافة من تشارلز لكونه الابن الحقيقي للملك الراحل إلا أن تشارلز تقدم ملقياً حجته والتي سعقت جميع من في المملكة ، اذ اخبرهم بأنّ ديميتري كان المتسبب الرئيسي في حادثة مقتل الملك الراحل واحضر مُحَادنته ثلاثة شهود أدلوا بأنّهم ابصروا الامير يخرج من غرفة الملك ليلة موته بعدما خنقه بواسطة وسادة لتبدو قضية موته كسكتة قلبية
أُلقي الامير ديميتري في سجن القصر دون الاستماع لتبريراته وراح الوزراء يتناقشون عن المصير الذي سيؤول اليه كلا الاخوان
أنت تقرأ
أنَـسـترُوليـا | لَـعنة الكتَـاب.
Fantasy_ عيناكِ.. _ مابها؟. _كأنّها وهج استطلع عاقبة العالم فقرر أن يومض.