هالته المرعبة..
وصمت تلك الغرفة التي لا يُسمع منها سوى دقات الساعة كأنّها دقائق الموت
يمعن بصره الحاد في نافذة قصره بينما يمسك بيده النحيلة كوباً من شراب أحمر
ومن شدّة بياض جلده ، فقد بدى وكأنّه لا يشتمل قطرةً من الدم
تحوي عينه اليمنى لوناً ذهبياً كحجر التورمالين الأصفر بينما اليسرى أخذت لوناً أبيضاً فوقه ندبة كبيرة.
كأنّ الحبر قد جف ولم يكفِ لعينه الأخرى فمنحها لون الهَلاك.
وتروي تلك الندبة بعينه قصصاً تبلغ بأي خطورة قد يكون هذا الرجل.
بنظرة واحدة منه..
يخيّل لأي كائن حي بأنه على مقربة من موته او على وشك لقاء مبلغ كِتابه
تلك الأعين التي لا تحوي رحمة ولا تبحث عنها
وفكّه البارز الذي بدى وكأنّه قام برسمه لنفسه..
تتدلى عليه قصلات شعره الأسود الكثيف الى ان تنتهي في منتصف رقبته الطويلة والبارزة عظامها
كلّ التفاصيل التي تخصه مرعبة بشكل مُلغِز
تجرع بشفاهه الشراب الأحمر الذي بيده ثم وجه بصره الناصِب لذلك الشخص الذي يقف قبالته"مولاي تشارلز ، قائد المنظمة السوداء هنا"
انحنى الخادم يختار كلماته بدقة ، فخطأ بسيط قد يودي بحياته وحياة من معه الى الهاوية
دنى صاحب الهالة المرعبة بخطواته التي لا يسمع منها سوى وقع حذائه الغاضب من طاولة خشبية سوداء تتموقع قرب النافذة و وضع عليها كأس الشراب"ادخله"
نطق بصوته الذي لم ينقص رعباً ، فترجل شاب من باب القاعة وتقدم للملك ينحني ثم يستقيم ناظراً إليه.
"خطتنا تسير كما خططتُ لها ، سيدي.
وسكان المملكة كلهم في غضب ثائر"أردف الشاب بنبرة واثقة فانبلجت ابتسامة خبيثة من ثغر تشارلز
"هذا جدير بالشكر ، لقد أبليتَ عملاً جيداً"
"لا شكر على واجب سيدي ، لكن.. أتسمح لي بسؤالك عن خطوتنا القادمة؟"
صمت تشارلز لبضعة ثوانٍ ثم وجّه عينه الذهبية والبيضاء لرقعة الشطرنج التي تتموقع فوق طاولته قبل أن رفع يده ويمسك بقطعة الفارس
أنت تقرأ
أنَـسـترُوليـا | لَـعنة الكتَـاب.
Fantasy_ عيناكِ.. _ مابها؟. _كأنّها وهج استطلع عاقبة العالم فقرر أن يومض.