ألعَقَـدُ ألدَاَمِـسْ | 12

100 25 75
                                    

منذ تسعة عشر عاماً خلت

-هل تحبين سماع صوتي؟ يمكنني الغناء لكِ.

رفعت دميتها المنسوجة من خيوط الصوف
بين يديها الصغيرتين، وباشرت بالغناء بجميع براءتها وصوتها الذي تلازمه نبرة الطفولة

فجأة، دخل السيد جيمس، وتجلت على وجهه ملامح الغضب بجلاء، سار في أرجاء الغرفة كالعاصفة، يمسح لحيته بيديه وكأن الغضب قد أعمى بصيرته.

جلس على الأريكة، وما إن ألقى نظرة حوله باحثاً عن مصدر الصوت الذي أثار أعصابه، حتى لمح كيارا تجلس جانباً، غارقة في عالم اللعب، تغني بلحن ينساب كالماء.

-كيارا اصمتي، توقفي عن الغناء!

لم تسمعه وكأي طفل لم تلقي بالاً، واستمرت باللعب والغناء.

تأججت مشاعره، فغياب ردها أشعل نار غضبه، فزاد احتدامه عما كان عليه في السابق، حينها، عزم على إفراغ شحنة غضبه المكبوتة بسبب أعماله بها.

أقبل نحو الحمام وهناك، فتح باب الدولاب ليبتسم بخبث

أخذ شفرة الحلاقة منه ثم خرج، جلس على الأريكة مجدداً، وهتف بها بصوت يملأ الغرفة،

-كيارا، تعالي هنا.

عندما سمعته، استدارت فجأة، وعبست ملامح وجهها، بينما انزلقت شفتها السفلية نحو الأسفل، مستشعرة الخوف الذي اجتاحها.

تقدمت إليه محتضنة دميتها، وعندما باتت على مقربة منه سحبها من يدها لتقع الدمية.
أما هي وقع قلبها خوفاً، وأنصتت له بأعين لامعة

-افتحي فاهكِ.

لم تنفذ وظلت صامتة، فاضطر لاستخدام قبضته، اعتصر فكها الهش فاتحاً فمها
ثم بلا شفقة ادخل الشفرة داخله بشكل أفقي

أطلقت أنينا مكتومة، وفمها مفتوح، فلا هي قادرة على تحريك لسانها، ولا تستطيع إغلاق شفتيها، نتيجة الشفرة التي تستقر في جوفها و تمنعها.

-هي غني الآن صغيرتي، هي!

انزلق دموعها من عينيها، وقد غلفتها سحابة من الحزن. سعت جاهدة لرفع يديها، لكن قبضته كانت كالسلاسل التي تكبلها، مثبتاً إياها في الأسفل، غير مفسحٍ لها مجالاً لتساعد نفسها.

-هي غني!

لفظه بنبرة ساخرة، ثم ضحك بصخب بينما هي ازداد بكاؤها
وشعرت بأن لسانها سوف يجرح بمجرد أن تحرك فكها ولو قليلاً. أما سطحه كان قد جرح بالفعل، وشعرت بدمها على لسانها...

......

رفع والاس الملف، وبدأ يتصفح سطوره بتركيز عميق في غرفة والدته، فاتسعت عيناه بدهشة.

-لا أصدق!

ضرب الملفات بأنزعاج، وجلس يهز ساقه بينما يخمش خشبة الطاولة بطرف القلم بانفعال

ألعقد ألدامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن