ألعَقَـدُ ألدَاَمِـسْ | 3

500 49 20
                                    

-هل ظننتِ أنني سأترككِ تفلتين بفعلتكِ؟

سحب مسدسه من خلف ظهره وسدده إلى منتصف صدرها.
اهتزت جفونها ترفًا بأضطراب وبلبلة يرافقها الخوف الذي وقع على قلبها، احتبست في صمتٍ مطبق تشاهد أصبعه على الزناد، تشعر بأنه النهاية.

شعرت بجسدها يبرد، قد تكون هذه الرصاصة تحمل موتها وهي تراقب لحظة خروجه من فوهة المسدس بصمت.

أي حديث قد يحد من ثوران غضبه، بينما تتراقص شرارات الانتقام في عينيه الغارقتين في الظلام.

ضغط على الزناد، واهتزت أوصالها على صوت النار، ثم قفزت صارخةً على السرير، تجلس بهلعٍ.

صدرها ضاق كأنها تتنفس من خرم إبرة، والتفتت حولها مذعورة.

-آآآه، يا إلهي!!

بلل العرق جبينها وذبلت عيناها، تشعر بقلبها يكاد يقتلعه الخوف. نظرت حولها واستغرقت ثوانٍ حتى تعرفت على غرفتها.

تجلى لها أنه كابوسٌ مزعج تلوح خيالاته بعد تأملٍ عميق في وقائع الأمس، وانقضى

انتهى، لكن الخوف باقي.
ما زال قلبها ينبض بجنون، تكاد تقسم صدرها، والخروج.
فماذا لو تحقق وعاد كما في الكابوس!

زفرت بإرهاق، وأبعدت شعرها الملتصق بوجهها، ثم سحبت كم قميص نومها ومسحت به عرق جبينها.

-اهدأي، اهدأي.

ها هي الشمس أسفرت وأنبلج عليها فجرٌ جديد، إلا أن الغرفة كانت مظلمة.

فردت يدها على صدرها بعد برهة تشعر بانضباط أنفاسها، وأبعدت اللحاف ثم ألقت بأقدامها على بساطٍ ناعم من الفراء في الأرض.

-الشكر للرب، أنه كابوس.

سحبت خفها القطني بأقدامها وانتعلته لتنهض، لكنها شعرت بأن قوة جسدها مسلوبة، وأكتافها قد انحنت نحو الأسفل كأنها تحمل أعباء ثقيلة.

دفعَت خصلات شعرها إلى الوراء بتنهيدة عميقة، وكأنها تحمل هموم العالم على عاتقها، بينما أضافت الستائر المغلقة إلى أجواء الغرفة شعورًا من الكآبة والاختناق.

توجهت نحو نوافذ الشرفة التي تطل على الحديقة ومدخل القصر، وفتحتها لتجعل أشعة الشمس الدافئة تتسلل إلى أرجاء غرفتها،
مما أعطى مظهراً مبهراً يبدد الظلام.

خرجت إلى الشرفة تمنح رئتيها هواءً نقياً وتمسكت بسياجها الحديدي، تنظر إلى نقطة معينة بفكرٍ مشتت والنسيم يداعب خصلاتها السوداء.

ألعقد ألدامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن