UNTIL DEATH | 01

16.5K 690 295
                                    

الفصل الاول | الظِّل.


بينَ جذرانِ ورشتِي البسيطَة أجلسُ فوقَ كرسيِّ العمل بينما ثنايا عقلي تأخدني إلى سنة مضَت،  إهتزَّ خافقِي بعنفٍ و ارتجفَت أناملي في محاولَة عنيدَة   لإدخال حجرِ المُرجان في خيطِه الذَّهبي، لم أستطِع.

لقَد مرَّت خمس سنواتٍ في لمحِ البصَر و لا تزالُ ذاكرَتِي ترهقنِي تفكيرًا في ذلك اليوم المشؤوم، حينما أخرجوا والدي من عمقِ البحرِ ميِّتا،  جثَّة هامدَة أطرحتنِي منهارة.

كان استخراجُ المرجان من عقرِ المياه المالحة بالنِّسبة له هوسًا لا يطاق، وجهُه البهيُّ لا يزال يجاورني بين الفينَة و الأخرى أينما ولَّيت وجهِي في هذه الورشَة و  ما زال صدى صوت ٱخر كلماتِه يتردَّد في سمعِي حتَّى الآن.

"آميرا،  إبنتِي ستصبح أشهَر صانعة حليٍّ في المدينَة"

ارتجَف صوتِي بينما أردُّ كالمجنونة على كلامه الذي انتشر صداه حولِي.

-أصبحتُ كذلك أبي لكنَّك لست بجانبِي.

رفعت مقلتاي إلى مرآة أمامي،  رأيتُ رماديَّتاي قد امتزجتَا بعروقٍ حمراء تميلُ للبكاء.

لكنَّني لم أفعَل،  لطالما كبحتُ مشاعِري أمامَ أقربِ النَّاس إليَّ و لا سيمَا نفسي.

فتح الباب فجأة ليدخُل شابٌّ في أوائل الثلاثينيات،  تبسَّمت بلا هوادَة و انا أراقِب نظراتِه العطوفة تُجاهِي.

-داميان!.

بذلتُه العسكريَّة البسيطَة لم تستهوي انتباهِي بالقدر الذي انتبهتُ لعمق نظراتِه لي،  إنَّه سندِي و مسندِي الوحيد.

-ما بِها جميلتِي تعيسَة؟ اعتدتُ على رؤيتكِ نشيطَة كلَّ صباح.

تلاشَت ابتسامتِي قليلاً ثمَّ نطقتُ بنبرَة هزيلَة.

-تذكُّرت أبِي.

بيدِه الدافئة مسح على خصلاتي الناريَّة يرفقُ بحالِي الذي طالمَا وجدنِي عليه.

-ما كان اتِّفاقنا آميرا؟.

تبسَّمت مجددا و تلألأت مقلتايَ.

-ألاَّ أبكِي طالما أنت بجانبي.

لم يستطِع كبح رغبتِه في ضمِّي إليه فلم يتوانَ في فعلها لثانية.

-و كانَ اتفاقنا ألا تتعبِي هذه العيون الجميلة و هذا الوجهَ الفاتِن.

UNTIL DEATH | حتَّـى المـَوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن