الفَصل الثَّاني | خِلسة.
بينَ طريق مزرعتِهِم الغابوي شققْتُ السبيل إليهَا ، أعلمُ أين تقَع لكنني لم أزرها يوماً على عكسِها هيَ التي لا تتوَقف عن المجيء إليّ كلَّما سمحت لها الفرصة.
هواءٌ منعش و رياح عاتيَة تتخلخل بين خصلاتي الحمراء ، ترفع ثنورتي قليلا فأهم لتعديلها بأناملي.
و على حينِ غرة رصَدتُ صوتَ سيَّارة قوي خلفي فأنزويت على الجانب كي أترك لها مجالا للمرور ، حتما كي كلا تدعسني!.
سيَّارة مرسديس سوداء رباعيَّة الدَّفع ، لامعة الهيكَل بل و خاطفة للأنظار مرت بجانبي فلمحت عينَا سائقها ذو البذلة العسكرية التي تحمل رتبة عالية فوق أكتافِه.
نفس الرتبة التي يملكها عمِّي ، عقيد قائد مُخضرم الصَّيت.
خصلاته السوداء التي تترامى على جبهته بعشوائية زادتهُ هالة سوداء مخيفة ، مهيبة و قادرة على ترويع العدو.
لم ينظر إلي بل كنت أنا من تحدق به بإنعام لثوان مسروقة و كم أكره دقة بصري حين يتعلق الأمر بوسيم ما على الرغم من أنني لا أظهر ذلك علنًا!.
لست من نوعِ الفتيات اللَّواتي يفقدن وعيهن لمجرد رؤية رجل فاتن ، لست من النوع أيضا التي يحب أن يكون الرَّجل على قدر مُهمٍّ من الوسامة.
يكفي أن يكون رَجُلاً كما يُلَقَّب ، أن يكون قلبهُ متسِّع لاحتواء آلامي كما احتوى وحش الرواية فاتنته بِيلاّ.
لوحة السيَّارة تَحتَوي على رقمٍ خاص توحي على أن مالكها له مكانة ثقيلة في الدولة ، فلا ريب الآن أن صاحبها قادر على خرقِ القانون دون أن يقدَّم للعدالة.
يمكنه أن يزيح كل المارة و السائقين جنبا كي يمر جلالته ، اللعنة! مثير للأهتمام حقا و مثير للإشمئزاز أيضا.
ما هي سوى دقائق حتى وطأت أقدامي رصيفَ تلك المزرعة الضخمة ، تحيط بها أسوار حديدية مع بوابة عظيمة و أشجار الصنوبر العالية تزيدها جمالا و غموضا.
كان الحراس في كل زاوية من منها ، هنا و هناك في ركن السور ببذلات سوداء قاتمة و عضلات مفتولة بعناية.
ابتسمتُ لأحدهم فبادلني نفسها.
-مرحباً ، أريد مقابلة صديقتي صوفيا.
حرَّك رأسه إيجابا ثم استدار كي يفتح البوابة من أجلي ، سِحر وقع عليه بصري لم أره من قبل.
مساحة شاسعة من الخُضرة تحيط بمسبح نظيف حد المبالغة ، زهور ملونة في كل مكان و أشجار الصنوبر تمتد في بقع بعيدة عن موضع المنزل،
أنت تقرأ
UNTIL DEATH | حتَّـى المـَوت
Romanceألِكسندر مارتيني ، مُفَكِّك القنابل و العقِيد القائِد للقوات الخاصَّة الإطاليَّة ، رجل من صميم الجليد فِي بذْلة قاسية توحي على صلابته ، أما عيناه فقد نالت من السوء ما يُحطِّم قلبا متمردا نحو خضوعٍ مؤرق. -القانون و اللاَّقانون لا يلتحمان أيَّتها الع...