الفصل الثالث | حفلة التخرج.
فتحتُ أعيُني بينَ جُذرانِ غرفتي البسيطة ، خَصلاتي الكستنائيَّة الطويلة منسابَة فوقَ وجهي و تُعانِق رقبتي حيثُ تُشعرني ببعضِ الدِّفء و الرَّاحة.
أشعَّة الشمس الذَّهبية تتسلَّل عبر ستائرِ زُجاج الشُّرفة لِتُساعدَني على الإستيْقاظ و بالرَّغم من تَعَبي القوي إلاَّ أنَّني فتحتُ مُقلتاي أتنهَّد من أجلِ يومٍ جديد آخَر.
تسَارعت ابتِسامتي في الإرتسام على محيَّاي عندما تذكرت موعِد اللَّيلة ، كَمْ أنا متشوِّقة للْغاية لِحضور حَفلة تخرُّج صديقتي صُوفيا.
خَمس سنواتٍ من تعَبها لم تَذهب هباءً من ثُرى ، فقَد توِّجت قبلَ أيَّام بِلَقب أجملِ محاميَّة في إيطاليَا.
عبثًا غادرتني ضِحكةٌ عَفَويَّة لم أستدرِكها.
-محاميَّة فاتِنة و متوِرطَة في حبِّ تاجرِ مخدِّرات وُشومه المُرعِبة تصِل حدودَ رقبتِه.
ٱخيرًا! أزَلت المَلاءة الرّٕقيقة عنِّي ثم توجَّهت إلى الحمام علىٰ استعداد تامِّ للغرَق فِي حوضٍ دافئٍ من الماء ، وَ ما هِي سوى دقائقَ معدودةٍ حتَّى خرجت منه أغطِّي جسدي بمنشفة زهريَّة، حافية القدَمين.
أحَطتُ بصرِي في أرجاءِ غرفتي التي لا تقل بساطة عنِّي ، مِساحتها الشَّاسعة تمنحني بعضًا من الإسترخاء المميَّز ، أمَّا أزهارُ الأقْحُوان التي زيِّنت بها تمنعني مِن الشُّعور بِالأرق و تَسحب تعبي بِشدَّة.
أمامَ مرآتي الطَّويلة شَرَعت فِي تأمُّل ملامِحي البَاهتة ، سَهَر البارِحة بَدى عليها بجدارة لكِنَّ القليلَ مِن مَساحِيق التَّجميل ستَفي بغرضِ تَخبِئتها.
عِندما كنتُ عَلى وشكِ إسقاطِ المِنشفة عن جسدي فُتِح باب الغرفة فَجأة و ٱنفجر صوتِ أنثَوِيٌّ في الأرجاء.
-آمِيرا.
إنَّها روزيلاَّ خَلفي تَسيرُ بٱتجاهي و قَد بدَتْ على تقاسِيطها اللاتينيَّة و صَوتِها الرَّقيق ذَبذبات الحماس.
-مَا الأمر روز ، لقدْ سقَطَ قلبي بِمعدتي بِسببك.
مَالت عَيناها نحو الأَسف و ضَاقت جُفونها طَلبًا للمعذرة.
-أنا آسفة! إعتقدتُ بأنَّكِ لن تَنزَعِجي لأنَّني إعتدتُ دخول غرفتكِ هكذا.
تنفَّستُ الصعداء بيٰنما أُعيدُ شدَّ مِنشفني حول نهداي.
-لاَ بأس! لكن ما سببُ حماسكِ الكبير؟ تكادُ الأرض لا تحملكِ بسببه.
أنت تقرأ
UNTIL DEATH | حتَّـى المـَوت
Romanceألِكسندر مارتيني ، مُفَكِّك القنابل و العقِيد القائِد للقوات الخاصَّة الإطاليَّة ، رجل من صميم الجليد فِي بذْلة قاسية توحي على صلابته ، أما عيناه فقد نالت من السوء ما يُحطِّم قلبا متمردا نحو خضوعٍ مؤرق. -القانون و اللاَّقانون لا يلتحمان أيَّتها الع...