جست رقبتها بأصبعها بأرق، كونها لم ترقد بسلام في مخدعها مُنذ أن راودها ذاك الحلم البغيض، الذي ظلّ يُطاردها طوال الليل، ونزع النوم من عيناها انتزاعاً، والآن ارتخت عضلات جسدها في مقعدها مسترخية، حيثما جاء "رائف" يخطو إليها ثم ما لبث إلا أن جلس قربها وهو يقول:
-أنتِ بخير؟.
التفت ببصرها نحوه وأجابت:
-تقدر تقول نوعاً ما.
قطب مابين حاجبيه في حيرة وتعجب:
-شكل الكابوس اللي شوفتيه إمبارح مقصر عليكِ!.
-شوية صغيرة مش كتير يعني.
-مش ناوية تحكي إيه اللي شوفتها وخلاك تقومي من نومك مفزوعة بالشكل الرهيب اللي كنتِ فيه.
اِحتجّت بلطف قائلة:
-إطلاقاً دا من خامس المستحيلات إني أقول أو أفكر في تفاصيله، وبحاول على أد ماقدر أمسحه من ذاكرتي.
-يكون أفضل، لأن مش حابب كابوس مزعج زي دا ينكد على مراتي الحلوة.
ردّت عليه في لهجة تحملُ قدراً من الغرور والعظمة تناسب فتاة جميلة مثلها:
-مفيش حاجة تقدر تنكد عليا.
قال بإرتاح مداعباً قبل أن ينهض من مكانه ويذهب إلى مقر عمله:
-أيوة ياواد ياجامد كدا أنا أطمنت عليكِ، ودلوقتى أقدر أروح شغلي مستريح.
-وأنا هحاول أنام شوية لأني مرهقة جسدياً.
-ماشي ياحلوة.
☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد ما أهتمت "زهرة" ببشرتها وصارت رطبة هنية، بدلت ردائها بثوب أكثر بهجة وزهور، ولطخت شفاها بالحمرة، لأنها ستقابل بعد قليل ذاك القائد الذي يحكم جميع بقاع قلبها، تبسمت برقة وحينها ظهرت أسنانها وكأنها حبات من اللؤلؤ، لكنها لم اقتربت منه بسرورٍ أفسد كل شيء، عندما نظر لها بعينان غاضبة وكأنه يخترقها برصاصة مميتة، فلما انتهى من التفحص الدقيق مقيماً قال في عبث:
-ممكن أفهم الخصلتين اللي باين من الطرحة إيه وضعهم!.
تسألت بعدم إدراك لفعلتها:
-مالهم مش فاهمة.
وضع كلتا يديه على خصرهُ وحدثها بقولهُ ساخراً:
-هما لسه مقتنعوش بالحجاب.
ثم أضاف وهو ينظر إلى عنقها الظاهر من حجابها وقال هُزواً:
-ورقبتك مالها هي كمان لسه مدخلتش الإسلام، طب هيدخلوا امتى عشان أبقى عارف.
ظنت أنه يُمازحها لهذا لمست طرف جاكته وقالت في مرح:
-شكلك رايق على الآخر وبتهزر كمان.
حدقها في غضب وسخط وقال بصوتٍ عالِ نسبياً:
-أنا مابهزرش دلوقتى ليه مبينة شعرك، مش المفروض إن الهانم محجبة ولا إيه ظروفها!.
-بحبحها شوية وما تعقدهاش ياراجل.
-أنتِ اتهبلتي ولا إيه.
أردفت في عصبية عارمة:
-مالك بتزعق كدا ليه.
أنت تقرأ
"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋
Romance"إلى من أحببته يوماً وخذلني،، إلى من لا يشبهني ولا يقدر وجودي بجانبه،، إلى من جعلني أشعرُ معه بالإهمال والإساءة،، إلى من جعلني أشعرُ بوجوده بالخوف والقلق والإضطراب،، لقد عزمت اليوم على التخلى عنك وأن أعيدك إلى حيث تنتمى، أعيدك إلى منزلتك الأولى مجر...
