في أمسية اليوم التالي..
وعلى طريقٍ ما كان "عمران" جالساً في المقعد الخلفى من سيارته، منتظراً سائقه أن يأتى له بمعلومات هامة، وعند انشغاله ببعض الأعمال على الحاسوب، جاء السائق قاطعاً لحظة شروده قائلاً:
- حضرتك الأمور ماشية زى ما خططنا له.
نظر إليه "عمران" من نافذة السيارة وقال:
- حد منهم شافك أو لاحظ حاجة؟.
فحرك رأسه نافياً:
- أبداً حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دي.
تسأل "عمران" الرجل:
- فين الكاميرا ؟.
مد يداه له واعطاه الكاميرا ثم قال:
-اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زي ما طلبت مني وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
تبسم الآخر وهو يجيب عليه:
- عفارم عليك يارامز فعلاً أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الآخر في نفس الطريق، ركلت "فيروزة" مؤخرة سيارتها وهي تشعر بالضيق في النفس، كون السيارة حدث لها تعطيل مفاجئ، في حين عودتها إلى المنزل، وإذا بها تلتقط هاتفها الخلوي من حقيبتها حتى تتصل على أحد أشقائها ليخرجها من هذا المأزق، فالجو غير ملائم لوقفتها هكذا على الطريق، وخصوصاً بأن الساعة شارفت على منتصف الليل، ولكن من سوء حظها وجدته فارغ الشحن، وهذا ما جعل شعورها بالحنق يزداد، إلى أن بلغ أقصاه، وفي هذه اللحظة العجيبة والغريبة والتعيسة بالنسبة لها، أصبح الأمر أكثر سوءاً حين دناها بضع شباب، فقال أحدهم بنبرة ساذجة:
-محتاجة مساعدة ياقمر الليل، أنا في خدمتك يانجم الليل.
حدقت بهيئته الغير مهندمة لوهلة، فانقبض قلبها على أثرها، وبدأ لها رجلاً سكيراً كصاحبيه الأثنين، فأجابت عليه بلهجة فظة:
- لا شكراً مستغنيه عن خدماتكم ياشبح المجرة.
وضع الشاب يداه على صدره بطريقة عشوائية مضكحة درامية، وتلّفظ بدعابة:
- مينفعش نمشي ونسيبك لوحدك ياملكة المجموعة الشمسية في حتة مقطوعة زي دي، ولا إيه يارجالة.
فرد عليه نفرٌ آخر ورد عليه في نبرة صوت رقيقة تشبه نبرة النسوة:
- فعلاً ميصحش دا احنا ولاد بلد وجدعان أوي أوي أوي ياشمس المجرة.
انهى جملته وهو يرفع أطراف أصابعه محاولاً لمسها، ولكنها ابتعدت عنه على الفور وهي تشعر باشمئزاز من طريقة لغوهم، فنهرتهم بلهجة تحملُ قدراً من الضيق والصوت العالٍ:
- أيدك لتوحشك يازفت ويلا من هنا طريقكم صحراوي.
فرد عليها الشاب الأول وقال هزواً:
- وليه ماتقوليش طريقكم أخضر أحمر أصفر بمبي، أهو حتى كلهم إشارات مرور، وأنوار كبارية، على الأقل علشان ليلتني تبقى بيضا.
زاد غضب "فيروزة" فصاحت بعنفوان:
-بيضا لما تتفقس في وشك من له، ويلا غوروا من وشي بدل ماأرقع مية صوت وألم عليكم أمة محمد.
أنت تقرأ
"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋
عاطفية"إلى من أحببته يوماً وخذلني،، إلى من لا يشبهني ولا يقدر وجودي بجانبه،، إلى من جعلني أشعرُ معه بالإهمال والإساءة،، إلى من جعلني أشعرُ بوجوده بالخوف والقلق والإضطراب،، لقد عزمت اليوم على التخلى عنك وأن أعيدك إلى حيث تنتمى، أعيدك إلى منزلتك الأولى مجر...
