مرت بضع أيام على تلك المناسبة، وقد أصاب الجميع حالة من الاستقرار الهاديء، وفي منتصف نهار اليوم فيما كانوا شباب العائلة مجتمعين، كان "طارق" يراقبها عن قرب وهي تتزين، ثم أردف متكلماً:
-عمالة تحط مانيكير في أيديها ورجليها وسايبة مذاكرتها تولع، وكأنها هتمتحن في قاعة اللؤلؤة.
فمسحت "سهر" على وجهها في غيظٍ من تطفله الزائد لذلك نطقت في ملل:
-يا بخت العيال الصغيرة لو اتضايقوا من حد بيتفوا عليه عادى.
-بقى كدا طيب!.
ردّت عليه وأكملت ما كانت تفعله بتركيز:
-ياعم اسكت بقى متوجعش دماغنا.
تحدثت "لارين" الجالسة بجانبها، وقالت في نبرة يثقلها اليأس:
-مش عارفة اعمل أي فـي الدراسة، مكنتش عامله حسابي إني هعيش للسنة الجديدة!.
رد "طارق" بحماسٍ كى يشجعها:
-ياهبلة الشهادة هي سلاح المرأة وقوتها، فلازم تتعبي شوية لحد ماتمسكي سلاحك.
أجابت عليه في تذمر:
-ياريت تشوفوا سلاح للمراة غير شهادتها لأني تعبت وفرهدت، منه له اللي طالب بمساواة المرأة بالراجل في موضوع التعليم.
-اسكتِ مش اللي طالب بيه كان راجل منيل على عينه.
تلفظت "سهر" مُتذمرةً وهي تحدق في الآخر بعبوسٍ:
-حتى اللي طالب بتعليم المرأة كان راجل دا أنتم صنف غتت أوي.
كان "عمر" ممدداً على الأريكة حين أردف قائلاً:
-لا بس إحنا شدين جامد السنادي.
رفع "طارق" رأسه للأعلى قليلاً ونظر له من نهاية طرف عيناه وقال:
-دا إحنا هنشيل ملاحق بـالبستاشيو، بس اصبر.
-بمناسبة البستاشيو متروحوا تجبولنا خمسة مدلعة.
جذب المنضدة الصغيرة التي بجانبه وألقاها عليه، وهو يقول:
-بلا مدلعة بلا متهشتكة بلا متنيلة خلينا في الخيبة اللي إحنا فيها.
ثم نظر إلى "سهر" وأضاف بهيامٍ:
-حبيبي يا مدلع حبك عندي مولع نفسي أخدك ونخلع ونسيب المذاكرة تولع.
تكلمت "سهر" بحده، وقد أحسّت بالغرور والإرتياح يغمرانِ قلبها في آن واحد، كونها الوحيدة التي بين الفينة والفينة التي تستطيع أن تعكر مزاجهُ وتعذبهُ بهذه الطريقة، وهذا يسعدها:
-ألعب بعيد ياشاطر.
قطب "طارق" جبينه حينما شعر بالحرج الشديد ولكنه قال بلا إكتراث:
-بقى كدا طيب!.
مال "عمر" بجسده إليه قليلاً وهمس له بخفوت ممازحاً:
-على مايبدو أن مشاعرك خرجت عن السيطرة!.
فأبتسم هزواً وقال بخفوت في حنق:
-مشاعري بس أنا كلي خارج السيطرة، بقى أنا اللي ولا مفاتن الدنيا تغريني، تيجي سهر بنظرة تغويني، شوفت خيبة صاحبك.
أنت تقرأ
"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋
عاطفية"إلى من أحببته يوماً وخذلني،، إلى من لا يشبهني ولا يقدر وجودي بجانبه،، إلى من جعلني أشعرُ معه بالإهمال والإساءة،، إلى من جعلني أشعرُ بوجوده بالخوف والقلق والإضطراب،، لقد عزمت اليوم على التخلى عنك وأن أعيدك إلى حيث تنتمى، أعيدك إلى منزلتك الأولى مجر...
