في صبيحة اليوم التالي، حيث قامت "فيروزة" بالمهام اليومية المعتادة، وأثناء وضعها للملابس المتسخة في المغسلة لاحظت قميص زوجها ملطخاً ببقعة من الدماء، فغلبتها الحيرة حينها وتسألت من أين جاءت تلك الدماء؟، فرأت من الأفضل أن تذهب إلى صاحبه وتستفسر منه عن سبب تواجد هذه البقعة، فلما أُدخلت عليه ومدّت يدها بالقميص نحوه قالت بتسأل:
-ممكن أفهم إيه دا؟.
شعر بالتوتر والارتباك ورد عليه في لهجة متلعثمة:
-دا دم.
-ما أنا عارفة إنه دم، أنا بس عاوزة أعرف إزاي وصل على قميصك.
ثم اقتربت منه أكثر ولمسته بلطف وقالت في قلق:
-أنت كويس حصلك حاجة إمبارح واتأذيت؟.
لمس خديها برفق وأجاب في نبرة لينة:
-أهدي يازوزو أنا تمام ومحصلش ليا أي حاجة.
-طب والدم اللي على قميصك!، شكلك كدا عملت حادثة ومش عاوزني أعرف.
لا.
-أومال!.
بدأ يقص عليها حكاية من مخيلته حتى لا يخبرها بالسبب الحقيقي وراء هذه الدماء، لأنها لو علمت سره سوف يصيبها حالة من التقزز والخوف منه أو بالأحرى أنها ستنهى كل شيء بينهما:
-هحكيلك ياستي إمبارح خلصت شغل بدري شوية عشان أعرف أرجع البيت قبل ما أهلك يجوا زي ما اتفقنا، لكن اللي حصل وقتها ومنعني من المجيء إن واحد صاحبي وقريب مني حصله مشكلة كبيرة، وكان بيتخانق مع جماعة نوش وبهدلوه، فرن عليا عشان الحقه ف أنا روحتله جري وحاولنا نفضي الخناقة وهو كان متشلفط على الأخر والدم دا كان منه، أصل رأسه كانت مفتوحة وأنا خدته على المستشفي وعالجته، ولما رجعنا لبيته لاقينا الناس اللي كان بيتخانق معاهم واقفين له تحت البيت ومصممين يبهدلوه تاني، ف حاولت أنا وناس جيرانه نحل المشكلة ونصلح الدنيا مابينهم، وده السبب في تأخيري عليكم.
-طب ليه ما اتصلتش بيا وعرفتني باللي حصل وأنا كنت هعتذر لأهلي بطريقة شيك عن سبب غيابك؟.
قال مبرراً:
-والله كان غصب عني، نسيت أكلمك وقتها وأعرفك لكني انشغلت بصحبي ومكنش بردو ينفع أسيبه في أزمة زي دي.
برزت شفتيها إلى الأمام بعض الشيء وتفوهت بعبوس:
-ليه معرفتنيش بالكلام دا إمبارح وسبتني أكل وأهري في نفسي.
تبسم ثغره ابتسامة بشوشة وهو يقول:
-هو أنتِ يازوزو أدتيني فرصة أشرحلك موقفي.
-كان نفسي تكون موجود معانا بس مش مهم تتعوض مرة تانية.
-على رأيك كدا كدا الأيام جاية مابينا كتير، ويامراتي ياحبيبتي أنا النهاردة هرجع بدري من الشغل، عشان نقضي مع بعض ليلة تشرح قلبك تعويضاً عن الزعل اللي حصل مابينا إمبارح.
التمعت عيناه بالسرور من كلامه، ثم قالت في لهجة عذبة رقيقة:
-بجد هتعمل كدا عشاني.
أنت تقرأ
"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋
Lãng mạn"إلى من أحببته يوماً وخذلني،، إلى من لا يشبهني ولا يقدر وجودي بجانبه،، إلى من جعلني أشعرُ معه بالإهمال والإساءة،، إلى من جعلني أشعرُ بوجوده بالخوف والقلق والإضطراب،، لقد عزمت اليوم على التخلى عنك وأن أعيدك إلى حيث تنتمى، أعيدك إلى منزلتك الأولى مجر...
