《ليلة أُنس》15

5.1K 112 7
                                        


لا تدري لماذا في حياتها تخسر كل شيء وكأن لا شيء لها في كل شيء، تحسست خاتم زواجها وقالت في حزن وألم:
-ما أقساهُ ذلك الشخص الذي يسرقك من الجميع بلهفة ثم يتركك وحيداً!.

وإذ بها تتذكر حوراهما الذي دار بينهما عندما عادت إلى منزلها، ووقتها كان جالساً متأملاً لشاشة التلفزيون الموضوع في الصالة، وقبل أن تحدثهُ بشيء نظر لها نظرة ذات معنى حين قال:
-كويس إن أبوكِ طلع راجل بيفهم بصحيح لأنه رجعك لبيتك، أصل أنا الصراحة مكنتش ناوي أجيلك.

ضيقت ما بين حاجبيها في عجب:
-يعني أنت مكنتش عاوزني أرجع!.

-لا عاوزك ترجعي لكن القصد إني مكنتش هجيلك واتحايل عليكِ عشان سيادتك ترجعيلي، كنت هسيبك كدا كمان يوم عندهم لحد ماتعرفي غلطك وتجيلي بنفسك.

نفخت من بين شفتيها في تململ وقالت:
-على فكرة بقى أنا مغلطتش.

-أنتِ ياأستاذة غلطتي غلطة كبيرة لما خرجتي من بيتي وبدون إذني حتى لو كنتِ غضبانه مني، ودا ميديش ليكِ الحق ف أنك تخرجي من بيتي وأنا في عز نومي ياهانم.

اتجهت إلى أحد المقاعد الوثيرة وجلست عليها وحملقت به وهي توجه له الكلام:
-عارف يارائف أنا حاسة بإيه دلوقتي، حاسة بفراغ كبير وبوحدة حاسة إني محبوسة في سجن وكل دا بسببك، دي مكنتش حياتي قبل ما اتجوزك، أنا كنت بخرج وبشتغل وبقضي أوقات حلوة مع أهلي وأخواتي اللي مابقتش أشوفهم غير كل فين وفين، ودا لأنك طول الوقت مشغول ومش فاضي، وحتى كمان رافض إني أروح ليهم لوحدي.

-يعني أنتِ مشكلتك معايا أنك عاوزة تشوفي عيلتك ع طول!.

أردفت في يأس:
- عارف إيه المشكلة أنك مش حاسس بوجودي ولا يهمك من الأساس، دا أنت لو بس فكرت لدقيقة هتفهم أنا عاوزة إيه بالظبط.

-أنا مابقتش فاهمك.

تبسمت هزواً وهي تقول له:
-ما دا الطبيعي بتاعك أنك مش فاهمني، أنا يارائف كل اللي محتاجاه منك أنك تؤنسني وتبقى جمبي وتشاركني وقتي وحياتي وتفاصيل يومي، إحنا بقالنا مدة كبيرة ما بنقعدش مع بعض غير بس وقت العشا اللي مابلحقش أقولك فيه كلمة، أنت من بعد أول شهر جواز اتغيرت تماماً وخصوصاً لما نزلت الشغل اللي بقى كل حياتك، ونسيت أنك متجوز ومراتك ليها حق عليك.

-أنتِ عيزاني أسيب شغلي وأفضي نفسي ليكِ طب وبعدها هنصرف منين ونأكل منين!.

وإذ بها تصرح بما تحتاجهُ نفسها من مشاعر واهتمام:
-ياسيدي مش كدا، أنا بس محتاجة منك ساعة على الأقل تحسسني فيها إني مهمة بالنسبالك، ساعة واحدة بس تقعد فيها معايا وتهون عليا الأوقات اللي بقضيها لوحدي في غيابك، ساعة واحدة منك تملى عليا الدنيا، أنا مش محتاجة منك كلام ناعم ولا أنك تدّعى الحب ليا، ولا اهتمام مصطنع بزيادة، أنا نفسي أحس براحة في وجودك وحتى لما أبصلك أقول أيوة أنا عرفت أختار الشخص الصح، الشخص اللي أحس معاه بأمان وسعادة، الحقيقة إني مكنتش بدور على راجل كامل بل بالعكس محدش فينا خالي من العيوب، أنا بس كنت محتاجة شوية حنان وحب منك على شوية طبطبة يكونوا حقيقيين مش مزيفين.

"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن