-١٢- من تِلك؟ (النهاية)

924 24 13
                                    

بعدَ أن أنهى كتابةَ رسالتهِ, وأرسلها كذَلِك, لاحظَ كونَ الدائرةِ الخضراء جانب أسمِها قد أخفت, مُعلنًا ان حالةَ النشاطِ خاصتها قد أنتهت
أستنَد على المكتبةِ أمامه, ينظُرُ الى الحاسوبِ أمامه بِفخر

كأنهُ قد أقترَفَ مُعجزةً, كأنهُ أختَتمَ مُقدسةً
كأنهُ أمشى في سبيلِ السحرِ متباهٍ, مُترَبعٌ على جسرِ الغطرسةِ مُتَبذِخًا, ليسَ بِفعلٍ دنيئٍ أقترَفهُ بفعلِ الملل
رغبةً بتهديدِ روحٍ مُعينة.

"لِنرَ, كم من الوقتِ ستَصمدُ الأنسة الرقيقة"
تبَسمَ المُتكلم, يُفكرث بِكمِ الوقت التي ستأخذهُ المُستَهدَفة لِقتله

استنَد يرمي بِجسدهِ لِلخلف, يستَلقي رأسهُ على مُقدمة كرسيهِ
يتَقبلُ مصيره بأذعان

تلامست يدهُ مع الحاسوب امامه, تحترِقُ شاشته, وتَغدو رمادًا
كأنهُ رماها في هشيمِ النيران, غيرُ أبهٍ بِرائحةِ الفحمِ حوله

صوتُ طرقٍ غيرُ ناعِمٍ اطلاقًا صدحَ من خلفِ بابه
أبِتسامةٌ صفراء حلّت على وجههِ, لا تظهرُ حتى تجاعيدُ خديه

"وش ذا الأدب, تستأذن قبل ما تذبحني"
نهضَ ووجههُ بشاشٌ, ذاتُ الأبتسامةِ على وجهه

أدار مقبض الباب, يسمحُ للزائر بِرؤيته
وماكانَ الزائر سوى أمراةٍ بِملامحٍ غيظٍ ومُقت

تحدَثت بِحُنقٍ:
"اعرف الي تسعى وراه, وأعرف انك تبغاني اذبحك الحين"

صفقَ المعني, تطرُقُ يديه بعضها:
"أمراة ذكية!"

كانت على وشكِ الهيجان, تُمسكُ اعصابها على خيطٍ رقيقٍ من الورق:
"الموت رحمة, وامثالك ما يستحقونها"

أظهرَ أسنانهُ, يُظهر الانياب على جانيبِها:
"فعلًا؟ وكيفَ ستُعذبينَ والدكِ؟ ستَرمينني في دارِ العجزة؟"

زهزقةُ طنزٍ تَبعت كلامه, ينظُرُ لفتاتهِ بدونيةٍ وهزءٍ:
"ذكائكِ محدودً, لو كُنتِ نابِغةً لما أتيتِ هُنا"

امالَت بِرأسها, تُبادلهُ نظرةَ التَكفهرِ ذاتها:
"لا والله؟"

مسحَ دموعهُ المُزيفةَ بكفِ يداه, يتظاهرُ بالشَجنِ:
"أرايتِ, عزيزتي؟ انتَ لا تتحدثينَ بِلُغتِنا بعد الأن, كأنكِ رميتِنا في سلةِ السهوِ!"

أشمئزَت تعابيرُها, ينَبضُ صدرُها ابيًا ايةَ مشاعرٍ دافئِة قد تربُطها بمن أمامها:
"ما ساهٍ غيرُكِ, حينَ هَجرتَني في المقابرِ ﻷلقى حتفي, أياك وقلبُ الطاولة!"

رفعَر يداه عاليًا, بِوضعية أستسلامٍ يُسلمُ نفسه:
"أرى انكِ حيةٌ تُرزَق, أستنتَقمين؟"

مَعرَكـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن