من.. هيَ؟ -5-

1.4K 50 47
                                    

سقطَ القلمُ من يدي، تجمدت كُلُ أرجاءِ جسدي لِلحظة
شخصٌ كانَ مُمتلئً بالحياةِ.. يقعُ جسدهُ بينَ تُرابِ الكفن؟

للِحظة فَحسب، شعرتُ ان هُناكَ أمرٌ ما.. غيرُ واقعيٌ
لا أشعُرُ بِالحُزنِ، عقلي إستأنفَ فعلًا

بدأت أنفاسي تَجري بِسُرعة
أستنشِقُ الهواءَ بِسُرعةً ولا زالَ لا يَصِلُ لِرئتاي

أنظُر اسفلًا لِحِبر، عيني المُتوسِعة تشرحُ هوّل الصدمةِ
"شفيكِ بسم الله؟" تسألت حبر وهي تَرى شُحوبَ وجهي المُفاجئ

"ليش.. تنتحر اصلًا؟ ماكان فيها شي.. حتى كانت تضحك وتلعب مع البنات امس!" نَبرتي مُهتَزة كأهتِزازِ كياني، لِلحظة نسيتُ ان عليَّ القلقَ على (الم يكُن إنتِحارُها مؤلمًا؟)

"وربي مدري، بس لا تنسين عاد فيه شيء اسمه الاكتئاب المبتسم، كثار يعرفون يخبون حزنهم"
"مدري.. هي كانت لطيفة ماتستاهل تموت بذي الطريقة ابد حتى المنبوذات كانت تصادقهم!"
"ما كأنك أهنتي نفسك بكلمة المنبوذات؟وشفيه لونك انخطف كذا لو كنت شرطي كنت اعتقلتك واعتبرتك محلّ شبهة"
"مو وقت سماجة"

إبتَسمت حبر بِذات إبتِسامتِها الهادئة والصاخِبة في أنً واحد.. أراها تُخرِجُ شيءً ما من جيبِ سُترتها
اليسَ هذا نوعٌ من السيجار؟.. ناولّتهُ لي
"عشانك خويتي اول وحدة ببلاش" إرتفعَ حاجباي
اول وحدة؟ لِما قد أشتري المزيدَ اساسًا؟

قربتُ العُلبةَ لأنفي، أستْنشَقُ رائِحتها.. خليطٌ غريب.. رائِحةٌ غيرُ مُحببة مع أعشابً من نوعً ما

نظرتُ ألى حبر مُجددًا "ايش ذا؟ ريحته مو مثل السجاير العادية"
"لا حياتي ذا اقوى، بتنسين انه عندك هموم لو اخذتيه اصلا لا تخافي يمكن تنسين نفسك بعد"

دبَّ الرُعبُ في قلبي لِلحظة، قد أكونُ مدخنةً لَكن لا أُريدُ ان ينتهيَ بيَ المطافُ في..

ضوضاء الجرس حلّت مُجدداً، يليّها دخولُ الفتيات وجُلوسَهن بأمكانِهنَ، فعلت حبر المثل وتركت طاولتي

خبئت تِلكَ العُلبةَ في حقيبتي، أنظُرُ لها بِحيّرة

___

مرّ الدرس بضجر، لا يُمكِنُني التركيز ولم تدعني الأُستاذةُ أنام ايضًا، إنتهى بي الامر كالزومبي في تِلكَ الحصة

مددتُ يدي أبحثُ عن تِلكَ العُلبة.. الا انني لم أجدها
أيُعقلُ أنَني أعدتُها لِحبر؟

"لين قومي ابغى اكلمك برا الصف" نادتني الأُستاذةُ ويا ألهي.. هذا ليس مؤشرً جيدًا! أمُلُ أنها لن تستدعي والداي

مَعرَكـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن