وافق حسام وخرج بهدوء والتعجب على وجهه مرسوم إتجه نحو المطار للعودة إلى الديار ،في طريق عودته أتت مظيفة الطيران بعد أن رأته مهموما لتسأله:"ما همك يا ولد "، أجابها:"همي هو سيفار"،قالت والتعجب مرسوم على وجهها:"سيفار!!؟" أجابها متحمسا:"نعم،هل هل تعرفينها"،قالت:"لا أعرفها جيدا ولكن أعرف شخصا يعرفها حق المعرفة سأرسلك له فور وصولنا للشمال"، عند وصولهم وفور نزوله من الطائرة،وجدها بإنتظاره في المطار لترشده للمكان عندما أعطته العنوان ووصفت له الشخص ومنزله، عرف أنها ترسله إلى جده الذي لم يره منذ زمن بعيد،قال لها:"حسنا سأذهب مباشرة إليه لأني أعرفه حق المعرفة". عاد للمنزل ليلا ليسأل أباه قائلا:"ياأبتي كيف حال جدي،هل يمكنني الذهاب إليه غدا ؟هل تسمح لي....." أجابه والده:" نعم يا بني إفعل ماشئت إنه جدك،أنت منه وله"... في صباح اليوم التالي إتجه حسام لبيت جده،عند وصوله دق الباب مرة فلم يفتح،فدقه مرة أخرى فتحته جدته مرحبة به،قبل رأسها وقال:"كيف الحال ياجدتي"،أجابته:"أدخل لشرب القهوة "،قال:"أجل يا جدتي،هل جدي في البيت؟"قالت:"لنشرب القهوة حتى ينتهي من الاستحمام". جلس حسام يحتسي قهوته حتى دخل جده فهو شيخ عجوز في 70 من عمره كاد الشيب أن يأكل رأسه،تبدو عليه علامات التعب والشيخوخة بتجاعيدها المرسومة على وجهه،فقام حسام من مكانه إحتراما لجده وقبل رأسه وقال:" كيف حالك يا جدي" أجابه الجد مباشرة قائلا:"أيحتاج والدك شيئا لما أتيت؟هل تريد شيئا مني؟،قال حسام:"أريد أن أسألك وأذهب يا جدي"قال:"تفضل قل ما تريده"اجاب :"أريدك أن تحدثني عن سيفار،قال الجد:" ومالك تريد معرفة سيفار!؟أتريد زيارتها مثلما أراد والدك أن يفعله منذ سنين؟"ثم تنهد وقال أيضا:"لاأنصحك بالذهاب إليها لأنها خطرة جدا و....."قاطعه حسام قائلا:"قيل لي انك زرتها من قبل وتعرفها حق المعرفة،فحدثني عن تجربتك، قال الجد:"يابني أنا لا أعرف شيئا عنها قد يفيدك،لكنني ذهبت فقط في ممر الدخول ثم إرتعبت فعدت أدراجي أنا وأقراني في ذاك الزمان، لكني سمعت أن من يدخلها لاخروج له منهاوأنها مليئة بالجن والعفاريت"،قال بحماس:"حدثني أكثر يا جدي"، قال الجد:"نعم يا ولدي نحن دخلنا سيفار البيضاء والتي كانت مثل المتاهة فيها رسومات الإنسان ماقبل التاريخ رمالها حمراء صخورها نارية فيها آثار كثيرة،جبالها ليست عالية كثيرا وإلتوائية الشكل،فيها ممر ضيق متوجه نحو الباب الأسود الذي يدخلنا إلى سيفار السوداء"،قال حسام:"أهي إثنان أم ماذا؟"أجاب الجد:"نعم يابني فهي تنقسم إلى سيفار البيضاء وسيفار السوداء،ويسمى الممر الذي حدثتك عنه بالمنر اللانهائي نسبة لطوله على ما أعتقد أو لأن من يدخله لا يخرج إلا بأعجوبة فهو عبارة عن متاهة ضبابية ضيقة،هذا ماأعرفه يا ولدي"،قال حسام:" شكرا لك يا جدي سأبذل قصارى جهدي لأحقق حلمي وحلمك،والان استودعك بالله إلى الملتقى يا جدي.
إتجه حسام نحو منزلهم جمع كل مستلزماته ليتجه نحو سيفار لكنه كان مترددا،إتصل بمنى وقال:"هل يمكنك الذهاب معي؟" أجابت منى ودون معرفة إلى اين سيذهبان قائلة:"نعم سأذهب معك"، فأخبرها بالمستلزمات التي يريدونها و يحتاجونها من أجل سفرهم،وبعد أن ودع عائلته وخرج ليلتقي بمنى ويذهبان معا، ركبا الطائرة متجاه إلى الصحراء الجزائرية، دخلت أمه إلى غرفته لتنظفها وجدت رسالة مكتوب عليها:<< يا من يقرأ كلماتي أرجو أن تسامحوني لأني لم أخبركم بالحقيقة ولكني الأن وبينما أنتم تقرأون هذه السطور أنا في طريقي إلى سيفار 'مدينة الظلال'، وإن لم أعد أنا ومنى أرجوكم يا عائلتي أخبرو أهل منى أن يسامحوني>>. إنهمرت الام بالبكاء وأخبرت باقي أفراد العائلة. في جريق حسام ومنى أخبرها بكل شيء يريد فعله وأنهم سيدخلون سيفار السوداء إندهشت في بادئ الأمر لكنها تقبلته......، وصلوا إلى الصحراء.