Crimson -18- قرمزي
" مُنعطف "-
-
السادس و العشرون من أكتوبر و الخَريف لازال مُمتدّاً، والتغيير الصّغير الذي طرأ على المُناخ كان اِشتداد البُرودة بشكلٍ ملحوظ اِستعداداً لفصل الشِتّاء القادم..
الكثير من الأشجار شارفت على اِسقاط و اِستبدال أوراقِها الرّثة القديمة باُخرى جديدة و بعضُ الأزهار كانت في أواخر مراحل ذُبولها..
لم يمضي الكثير من الوقت، مجموع عشر أيّام كان قد مضى على آخر لقاء بَين آيدن و جونقكوك فقط.
بذِكر الآخير، كان في قصرِه في نواحي المدينة، كان معزولاً وسط إحدى الغابات القريبة التّي يطغو علَيها الاِصفرار، الذّي بدَوره بدأ يتحوّل لاِحمرارٍ مُتوهّج.
الغروب كان على وشك الحُدوث، و هو من جناحه الضّخم بالدّاخل كان يُراقبه.
ثياب نومٍ مخملية بيضاء، شعرٌ مبلّل، كأس نبيذ في كفّه الأيسر و سيجارةٌ في الأيمن. كان يبدو مُسترخياً.. و السّبب ليسَ النبيذ أو أيّا مما يمسك، بل كان التدليك الرأسي الذي يحصلُ عليه من الفتاة الشّقراء خَلفه.
أعينُ غزال ظريفة، لون بشرةٍ قمحيّ فاتح، شعرٌ أشقر و ملامح طفولية.
اِبتسمت بينما تلاحظ أنها تتلقّى ردّا اِيجابياً منهُ.
" أظنّ أن تدليكي له مفعول "وضع النّبيذ جانباً و أطفأ السّيجارة ثمّ مدّ يديه ليُنزل كفّيها من على رأسه ناطقاً.
" بات الصداع نصفياً الآن بعد أن كان خفيفاً بفضلكِ "كشّرت على ملامحها و عدم الرّضى بادٍ عليها، اِستدارت لتُواجهه ثمّ جلست بجانبه.
" لم تُقدّر تعبي حتّى! منذ ساعة و أنا أحاول مساعدتك "
رفع حاجبه و كان على وشك أن يُخرج ردّاً ساخراً آخر من فمه قبل أن توقفه قائلةً.
" جونقكوك دعنا نستمتع بهذه اللحظات معاً، اِنشغلت كثيراً بصديقتي لدرجة أنّك لم تفكر فيّ بالآونة الأخيرة "اِبتسم بجانبية و المكر كان خليلاً لملامحه، قرّبها منه و أمسك باِحدى خصلاتها اللّامعة ثمّ أجاب بهدوء.
أنت تقرأ
Crimson
Romance- أنا قتيلُكِ الأوّل، مُدنفٌ مجنونٌ اُختلّت موازينه فأعلنَ إستسلامه و باتَ يهتزّ و يتخبّط من مُجردّ نظرةٍ و إن ألقيتِها عليّ سهواً. فأنّى لكِ التغافل عنّي؟ - قلبيَ الدّامي إختارك كَبلسم لشِفائه، إشفِ جروحي و إن كانت بمقدور النجّوم في السّماء. ٠جيو...