تَمُر الأيامُ كَما تَمُرُ اللَحظَاتُ السَعِيدة
سَريعةً لَا يُدرِكُ المَرئُ أنهَا إنقَضتإذ بِزَرقاءِ العَينَينِ تَتَجَولُ فِي إحدَ الحَدائِق بَينَما تُمسِكُ عُودَ غَزلِ البَناتِ الوَرديّ بـِيَدِها ، وتَعبَثُ بِهاتِفها تَتَصفحُ وَسائِل التَواصُل خَاصتَها وتُحادِثُ صَدِيقَاتِها بِحِينٍ آخر
لَكِنَها تَوقَفت عَن مُشاهَدةِ ڤِيديُو لِسَائِقِ دَراجةٍ بَعدَ أن لَمحَت هَيئَةً طَويلةً تَقِفُ أمَامَها
-أنتِ هِي أُورُورَا؟
-آه...أجَل
تَوَردت وَجنَتَاها عِندَ سَماعِ صَوتِه ، صَوتٌ غَليظٌ وعَميق ، جَسدٌ طَويلٌ بِمَنكَبينِ عَريضَين ، وجهٌ بِمَلامِحٍ حَادةٍ جَميلةٍ
بَالَغت بِالتَدقِيقِ وَوصفِ مَلامِحهِ لِنَفسِها ، لِدَرجةِ أنها أطَالَت حَتى أجابَت عَلى سُؤالِه التَالِي عَن حَالِها
-أنا...بِخَير ، لَكِن مَن تَكُون؟
-أَنا الرَجلُ الّذي صَدمتُكِ بِسَيارَتِه قَبلَ ثَلاثَةِ أسابِيع ، أعتَذِرُ لَكِ عَن هَذا ، كَان عَليَّ الإنتِظارُ حَتى إستِيقاظِك والإعتِذارُ مِنكِ سَلفًا
لَكِن الأُمُورُ لَم تَكُن لِصالِحي-آه..
أومَأت لَهُ بَينَما تُلَفلِفُ شَعرَها عَلى أصابِعِها بِهُدوء ، هِي لَا تَعلَمُ مَاذَا تَقولُ تَاليًا ، لَكِن مَا تُريدُه هُو أن يَبقى هَذا الوَسيمُ لِمَزيدٍ مِن الوَقتِ أمَامَها
-إذا أُورُورَا ، هل عَانيتِ مِن أمرٍ آخَرَ عَدى عَن إصَابةِ رأسِك؟
-أجَل ، تَمَزُقٌ صَغِيرٌ بِالكَبِد ، لِكِنهُ...إلتَحمَ مُجدَدًا
-هَل أنتِ بِخَيرٍ الآن؟
سَألَ بَعدَ أن أطلَقَ قَهقَهةً طَفيفةٍ عَلى تَعبيرِها بِكَلِمةِ 'إلتَحم' عَن شِفاءِ جُرحِها
وكَانَ قَد إستَأذَن لِيُغادِر لَولى أنهَى إستَوقَفتهُ بِطَلبٍ فاجَئهُ
-هَل يُمكِنُني أخذُ رَقمِ هَاتِفك؟
-لِمَاذَا؟
-لِأجلِ...لِأجلِ أن..تَطمَإن عَليَّ ، لِأنَنِي مَازِلتُ أُعَاني مِن أَلمٍ فِي ظَهرِي...
(الاهتمام ما ينطلب ، اورورا الخفيفة)
أعطَاهَا إيمَائةً صَغِيرة مَع إبتِسَامة جَانِبية لِيُخرِجَ بِطَاقةً سَودَاء كُتِبَ عَلينَا إسمُه ورَقمهُ يَمينًا فِي الأسفَل إلى جَانِبِ رَسمةِ سَيفٍ مُجَنحٍ عَلى يَسارِ الوَرقة
وَيُعطِيها إيّاها
أنت تقرأ
السَيفُ المُجَنّح
Short Story-تعهدتُ أن أكونَ لَكِ الدَعمَ والقُوة وأن أملَأ حَيَاتَكِ بِالحَنانِ الّذي فَقدتِيه وأشخاصكِ القَريبينَ الّذين رَحلو، أن يبقى سيفي في يدي سَاهِرًا لأجلِك، وأن تظلي دائمًا تحت جناحي وفي أمان حضني -سُونغ مِينغِي -كَانغ أُورُورَا