مَرّت اللَيلَةُ المَاضِيّةُ ثَقيلةً عَليّهِما دُونَ أنّ يَتبادَلَ احدُهما كَلِمةً مَع الآخَر
إذ كَانَ قَلبُها مُشتَعِلًا بِالغِيرة وَعقلُهُ غَارِقٌ بِالتَفكير
فَبَعدَ هَذا الشِجارِ لَم يُفارِق أحدُهما ذِهنَ الآخَروَها هُوَ يَستَعِدُ لِلذَهابِ لِلنَادِي الرِياضِيّ بَعدَ أن دَقت السَاعةُ التَاسِعةَ مَسائًا
خَرَجَ مِن غُرفَتِه وَوَجدَها جَالِسةً تَتَصَفحُ هَاتِفَها ، وَكانَ قَد قَرَرَ أخِيراً كَسرَ حَاجِزِ الصَمتِ بَيّنَهُما عَلّهُ يُعيدُ الأمورَ لِما كَانت عَليّه
-سَوفَ أعودُ بِوَقتٍ مُتَأخِر ، أغلِقي بَابَ غرفَتِكِ بِالمِفتاحِ قَبلَ أن تَنامِي
وَقد قُوبِلَ كَلامُههُ بِالتَجاهل ، وَ إذ بِها تَنهَضُ مِن مَكانِها بَيّنما عَيّناهَا لا تُغادِرُ الهَاتِف أمسَكَ مِعصَمَها وَسَحبَها لِيَدفَعَ بِظَهرِها بِقوةٍ نَحوَ الجِدار ، وَيُطَوِّقَ عُنُقَها بِيَدِه بِغَضب، كَيفَ أمكَنها تَجاهُلُه؟
-إن كُنتِ تَوَدِينَ الحِفاظَ عَلى نَقاءِ أُنوثَتِك أغلِقي هَذا البَابَ الَّلعِينَ ، قَبلَ أن يَتَسَربَ مِنهُ شَيءٌ مَا يََخدِشُ نَقائكِ
تَجَمَدت أُورُورَا فِي مَكانِها ، فَقد صَدمَت الكَلِماتُ عَقلَها وَقَلبَها بِشدة ، وَغمَرتهَ مَشاعِرُ غَريبة وَمٍنها خَوفٌ عَادَ يَستَوطِنُ قَلبَهَا تِجَاهَه
فَلم يَكُن بِمقدُورِها سِوى الرَدُ بِـإيَمَائةٍ سَريعَةً لِيُفلِتَ عُنُقَها وَيبتَعِد حَامِلً حَقيبَته
وَرَكضَت هِيَ نَحوَ غُرفَتِها سَريعًا لِتُغلِقَ البَاب بِالمُفتاح ، فَبعدَ مَا رَأتهُ مِن مِينغِي لٍِتَوِّهَا سَوفَ تَتَأكدُ مِن إغلاقِهِ ألفَ مَرةٍ ، كَيّ لَا يُعيدَ هُوَ مَا فَعلَهُ لها
وَدونَ أ تُدرِكَ هِيَ كَانت تَبكي ، لِتَرمي نفَسَها في سَريرِها وَتَبكي بِراحَتِها ، فَبَعدَ آخِرِ مَوقِفٍ لَم تَبكي أمَامًهُ مُجَدَدًا ، فَهيَ تَشعُرُ بِالخَجَلِ مِنه...
و بَعدَ إن ذَرَفَت دُموعَها بِحَرقَة وَكأن الدُنيا ضَاقَت بِها ، مَسحَت دُموعَها بِيَدِها وَ نَهضَت بِنَشاطٍ غَيرِ مُتوَقَع مُتَوجِهة مَباشَرة نَحوَ المَطَبخ ، وكأنَها قَرَرَت أن تُعالِجَ آثارَ بُكَائِها بِحَليبِ الفَرَاولَةِ وبِسْكُوِيَتِها المُفَضَّل
وفي لَحظَةٍ مُضْحِكَةٍ بَدَت وكأنَّها انتَقَلَت من جُزْءٍ تراجِيدِيٍّ إلى آخرَ كُومِيدِيٍّ، وكأنَّ بُكَاءَها كانَ جُزْءًا قَصِيرًا قَبلَ العَودَةِ إلى القِصَّةِ الوَاقِعِيَّةِ.
أنت تقرأ
السَيفُ المُجَنّح
Short Story-تعهدتُ أن أكونَ لَكِ الدَعمَ والقُوة وأن أملَأ حَيَاتَكِ بِالحَنانِ الّذي فَقدتِيه وأشخاصكِ القَريبينَ الّذين رَحلو، أن يبقى سيفي في يدي سَاهِرًا لأجلِك، وأن تظلي دائمًا تحت جناحي وفي أمان حضني -سُونغ مِينغِي -كَانغ أُورُورَا