فِي سِنٍّ صَغِيرٍ عَلَى تِلْكَ الْحَيَاةِ السَّيِّئَةِ، كَانَ ذَلِكَ الطِّفْلُ يَعِيشُ حَيَاتَهُ وَكَأَنَّهَا مَعْرَكَةٌ عَاطِفِيَّةٌ لَا تَنْتَهِي، مَلِيئَةٌ بِالْخَوْفِ وَالتَّوَتُّرِ.
يَحْمِلُ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَلَمِ فِي مَلَامِحِهِ وَالْحُزْنِ فِي قَلْبِهِ.
يَشْعُرُ وَكَأَنَّ مَشَاعِرَهُ فَوْضَى لَا يُمْكِنُ تَرْتِيبُهَا.كُلُّ تَفَاعُلٍ مَعَ عَائِلَتِهِ يَتَحَوَّلُ إِلَى مَعْرَكَةٍ دَاخِلِيَّةٍ.
أَحْيَانًا يَشْعُرُ بِالْخِيَانَةِ، وَأَحْيَانًا بِالْوَحْدَةِ الْمُطْلَقَةِ.يَشْعُرُ أَنَّهُ مُحَاصَرٌ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَلَاذًا لَهُ، مَنْزِلِهِ الَّذِي حَوَى كُلَّ ذِكْرَيَاتِهِ السَّيِّئَةِ.
فَهَا هُوَ مِينْغِي ذُو الثَّلَاثَةَ عَشَرَ رَبِيعًا يَجْلِسُ فِي زَاوِيَةِ غُرْفَتِهِ وَيَبْكِي، بَعْدَ أَنْ تَمَّ ضَرْبُهُ لِلْمَرَّةِ الْعِشْرِينَ لِلْيَوْمِ مِنْ قِبَلِ وَالِدَتِهِ، الَّتِي لَمْ تَفْتَكْ مِنَ الصُّرَاخِ وَلَعْنِ عَائِلَتِهَا، سَوَاءً زَوْجِهَا وَأَبْنَائِهَا.
وَمَهْمَا حَاوَلَ وَالِدُهُ تَهْوِينَ الْأُمُورِ كَانَ يَفْشَلُ، فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ بِكَمِّيَّةِ الْعُنْفِ الَّذِي يَتَلَقَّاهُ أَوْلَادُهُ وَهُوَ فِي عَمَلِهِ، سِوَى عِنْدَمَا شَاهَدَ هَذَا بِنَفْسِهِ مِنْ نَافِذَةِ الْمَنْزِلِ، عِنْدَمَا عَادَ مُبَكِّرًا وَنَظَرَ مِنَ النَّافِذَةِ، حَيْثُ كَانَتْ زَوْجَتُهُ تَضْرِبُ ابْنَهُمَا الْأَوْسَطَ مِينْغِي بِعَصًا خَشَبِيَّةٍ، وَابْنَتُهُ الصُّغْرَى مِينَا تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَتَبْكِي.
اِقْتَحَمَ الْمَنْزِلَ وَقْتَهَا بِغَضَبٍ وَهُوَ يُمْسِكُ بِيَدِ زَوْجَتِهِ وَيَسْحَبُهَا لِمَكَانٍ مُغْلَقٍ بَعِيدًا عَنْ أَبْنَائِهِ.
- مَا هَذَا! لِمَاذَا تَضْرِبِينَهُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ!
- لَا شَأْنَ لَكَ بِهَذَا! هُوَ ابْنِي وَأَعْلَمُ كَيْفَ أُرَبِّيهِ جَيِّدًا!
- ضَرْبُكِ لَهُ لَا يُرَبِّيهِ، بَلْ يَكْسِرُهُ فَقَطْ!!
- سَوْفَ أَكْسِرُ أَعْنَاقَكُمْ جَمِيعًا! اِغْرُبْ عَنْ وَجْهِي!
وَهَا هِيَ صُورَةٌ أُخْرَى لِمِينْغِي الصَّغِيرِ فِي عِيدِ مِيلَادِهِ الْخَامِسِ عَشَرَ.
وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، صَادَفَ أَنْ شَقِيقَهُ الْكَبِيرَ مِينْجَاي قَدْ هَرَبَ، وَشَقِيقَتَهُ مِينَا اِنْتَحَرَتْ بِسَبَبِ مُعَامَلَةِ وَالِدَتِهَا لَهَا كَمَا كَانَ يَظُنُّ.
أنت تقرأ
السَيفُ المُجَنّح
Short Story-تعهدتُ أن أكونَ لَكِ الدَعمَ والقُوة وأن أملَأ حَيَاتَكِ بِالحَنانِ الّذي فَقدتِيه وأشخاصكِ القَريبينَ الّذين رَحلو، أن يبقى سيفي في يدي سَاهِرًا لأجلِك، وأن تظلي دائمًا تحت جناحي وفي أمان حضني -سُونغ مِينغِي -كَانغ أُورُورَا