𝓛𝓐𝓞 ³⁴

875 64 161
                                    


" يحصارني خوف ونعاس، فكيف أنام؟...أجراس تسحق رأسي في أجراس...وأنا الحزن، والغربه، وعيناك "

همست فاليتا بصوتها الشجي...بينما تمسك بندقية الصيد خاصتها. كانت تقف على جرف الجليدي.... وتحتها كان النهر المتجمد يصدر صوتاً عالياً بسبب تدفق المياه

الأشجار السوداء المتيبسه في أسفل الجرف تنظر إليها. اصوت نعيق الغربان ملئت الجو. تسألت فاليتا أن كانو يتذكرونها.... يتذكرون اليوم الذي اطلقت به الرصاص لتحمي الفتى الصغير الذي كان مستلقياً هنا

ريفانو.... لم تتوقع أن الصبي الذي ارسلها آكتين لإنقاذه سيسرق قلبها

أبتسمت ببطئ على ذكراه... ثم رفعت بندقيتها.... وجهت الفوهه ناحية غراب قريب تنوي صيده بينما هدفها الأصلي كان أحداث الضجة... لكي يسمعها آكتين... ليأتي إليها بقدميه

اطلقت الرصاص... وكالعاده لم تخطئ الهدف... ومثل ما حدث قبل سنوات عده،  تصاعدت الغربان كالسيل الجارف الى الأعلى... بنعيقهن المزعج...ورفرفه اجنحتهن القوية... وعلى الرغم من الضجة والفوضى التي حدثت ألا أن فاليتا استطاعت سماع خطوات الأقدام خلفها

همست بخفوت  " آكتين " ولم تمنع نفسها من اعتصار البندقية بين كفها بقوه

واخيراً ستلتقي به...ستجعله يدفع ثمن ظلة الذي كان يلاحقها...اصواته... الكوابيس التي راودتها بسببه... ستجعله يندم!

امسكت البندقية بسرعة، ومثل جندي مدرب أستدارت بدرجه كاملة في حركه واحده بينما بندقيتها معلقة على وجهه

كان بينهما الآف الخطوات...والعديد من الغربان الفجرية

عينيه لم تكن رمادية بارده  ...  بل زمردية دافئه

تصنمت فاليتا عندما رأته... ريفانو بشحمه ولحمه... يقف على بعد عده خطوات منها... عينيه تلمع وهو ينظر إليها...ويداه سبقت شوقه وامتدت قليلاً كأنه اراد عناقها  

على الرغم من أن المسافة بينهما خطوات معدوده...لا يعلم لماذا شعر ريفانو أن الوقت يتجمد، وأن جسده بات ثقيلاً.... كأنه من فرط الشوق لم يتحرك

وبدلاً أن يكون الفاصل بينها عناقاً دافئاً، ألا أن بندقيتها البارده حلت مكان حضنها، وهي ترفعها وتلوح بها أمام عينيه الزمردية

لم تتوقع فاليتا قدومه، وسرعان ما غزاها الخوف من أن يرآه آكتين. لم ترد أن يشهد النهاية.  وجوده يرحك رغبتها الضعيفة في عناقة. إذا كان ريفانو هو نهايتها فهي ستتحمل مشقة الطريق

ولكن...ليس هنا...ليس في هذه الحياة 

شدت على مقبض البندقية، وصرخت به بصوت حاولت أن تجعله ثابتاً

" عد من حيث أتيت ريفانو! أنا لا أريد أن أراك! "

لكنه لم يتحرك...كأنه يخبرها أنه بدأ السير معها ومهما كان ثمن الطريق
سيظل يسير بجانبها 

𝐒𝐀𝐂𝐑𝐄𝐃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن