الفصل الرابع

287 25 22
                                    


بعنوان :ذكرى

في سنه ١٩٨٩
تمشي تلك الصغيره شعرها مرفوع للأعلى، مُزيين بِربطه شعر مُلونه، تُغني بينما تواصل مشيها و حقيبتها المدرسيه تجرُها خلفها، توقفت هي ما ان توقفت عجلاتُ الحقيبه ولم تعد تتحرك.
التفت هي تنظرُ للحقيبه بِغضب ناطقه :
- تحركي..
ولكن باتت محاولاتِ هذه الصغيره بِالفشل.. تدخل ولد صغير لِمساعدتها ولكنها رفضت ، عقدت حاجبيها بِغضب لِتضربه على كتفهِ ، نظر الولد لِلبنت بِصدمه.. ليدفعها هو بِغضب لِتسقط على الأرض
لم تفهم هي ما حصل ولكنها ظنت بأنهُ يحاولُ سرقة حقيبتها.. لذا ضربتهُ، وهو لم يفهم ما سبب ضربها له.. لذا دفعها
بدأت هي تبكي ، توتر الولد لِيهمس بصدمه :
-حسناً اصمتِ.. لماذا تتصرفين هكذا؟!
نظرت نحوهُ ناطقه بِغضب عاقدةٌ حاجبيها :
-لماذا ضربتني ؟! انت حاولت أن تسرق حقيبتي مني.. انت سارق!!
نظر الولد لها بِصدمه ناطقًا :
-بالطبع لا.. انا حاولتُ أن اساعدكِ...
نظرتُ له بِبراءه ناطقه :
- حقاً!!
أومأ هو برأسه ثم اقترب هو بعدما اخرج منديل من جيبه ليبدأ بِسمح دموعها بِكُل تركيز ثم مسح على رأسها ما ان انتهى  ، ناطقًا بِلطف :
- نعم،حقاً، اعطيني يدكِ لأساعدكِ
على النهوض عن الأرض
وضعت يدها بيده لِيساعدها على النهوض ، لِيبتسم هو ناطقًا :
- انا عمر...
لِتنطق هي تُبادله هذه الابتسامه :
-انا سوسان..
سألها هو :
- هل نصبح أصدقاء؟
اومأت هي بينما كانت تبتسم..

.
فتحتُ عيناي انظرُ لِسقف الغرفه ، ابتعلتُ ريقي الجاف بِضيق ... عدلتُ من جلستي ثم  ابعدتُ شعري عن وجهي المُلتصق بِسبب تعرقِ لأمسحُ وجهي بِكلتا يداي ، التقطتُ كوب الماء وارتشفتُ القليل منه ..
لقد كنتُ احلم.. ولكنهُ ليس حلم عادي..
انما ذكرى... ذكرى تعرفي على عمر..
هبطتت دموعي.. تمنيتُ حقاً لو  بقيتُ هناك
تمنيتُ حقاً.. لو لم أكبر و بقينا على ذلك العمر
كُنا أطفال.. كُنا بصف الرابع..
بدأتُ ابكي بِشده ما ان تداركتُ الوضع الذي وصلنا له.. لماذا حصل هذا؟ كان كُل شيئ طبيعي لقد كبرنا وعشنا معاً..
لقد انتهى كُل شيئ بيننا..
انتهت صداقتنا...

نهضتُ من مكاني انظرُ لِلساعه كانت السابعه مساءً.. لقد عدتُ من المدرسه ونمتُ على الفور..
هل نمت كُل هذه المده؟
أشعرُ بِالكسل الشديد.. ولكن يُجدر بي ان انهض وان افعل شيء ما.. اخرج، اتمشى، اي شئ..
نهضتُ من على السرير ثم توجهتُ نحو الحمام غسلتُ وجهي ويداي بِالماء، عدتُ إلى غرفتي لأتوجه نحو الخزانه ، التقطتُ اول بِنطال جينز سقطتت عيني عليه، وكنزه عاديه دون أكمام، اخذتهم وارتديتهم على الفور، تركتُ شعري مُنسدل، وارتديتُ حذاء رياضي.. ثم التقطتُ حقيبتي و وضعتُ بها بعضٌ من الكتبِ والاقلامِ و وبالطبع لن انسى مُشغل الاغاني ...
لربما ادرسُ بِمقهى ما لا اعلم.. لنرى ماذا سأفعل..
توجهتُ خارج المنزل بعدما اقفلتُ الباب من خلفي، وضعتُ السماعات داخل اذني وشغلتُ الاغاني.. لإمشي بِخطواتي بعيدًا عن المنزل، امشي ولا أعلم إلى أين سأذهب..

إحتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن