البارت الحادي عشر

496 21 26
                                    

قبل ما تقرأوا.. ممكن تعليق و نجمه

بعنوان :مسجل صوتي
في اليوم التالي
الساعه ٨ مساءً

فتحتُ عيناي بِتعب شديد، نظرتُ من حولي
احاولُ استيعاب ما حدث.. رفعتُ رأسي انظر للساعه و قد كانت الثامنه مساءً
فتحتُ عيناي بِصدمه لأنهض من مكاني بِسرعه انظر للساعه مرةً أُخرى.. نعم انها صحيحه..
لا أصدق انني نمت كل هذا المده.. نهضتُ من على السرير متوجهًا نحو الحمام

بعد دقائق
ارتديتُ ملابسي ثم خرجت من الغرفه متوجهًا إلى الأسفل ، ثم خرجتُ من المنزل
اضعُ يداي داخل جيب بِنطالي ، مشيتُ بضعة خطوات بالحي بينما انظرُ للاولاد الذين يلعبون ، ابتسمتُ لهم و القيتُ التحيه عليهم
لأسيرُ بِخطواتي نحو المكان الذي كنا نلتقي به كل يوميًا صباحًا.. محطة الحافلات..
و لا اعلم لماذا اتيتت إلى هنا بهذا الوقت ؟!
توقفتُ امام محطة الحافلات.. كل شيئ يبدو كما كان لم يتغير الكثير.. لربما بعضٌ من التفاصيل التي لم الحظها من قبل..
ابتلعتُ ريقي لأسند نفسي على العامود انتظرُ مجيئ الحافله ، التفتُ انظر إلى جانبي الأيمن.. مُتمنيًا بِداخلي ان أجدها امامي تمشي بِسعاده بعد أن افتح عيناي ، فتحتُ عيناي و لكن
لم أجدها..
ابتسمتُ بِحزن
وصلت الحافله لأصعد و لا اعلم لماذا دخلت الحافله من الأساس؟.. و لكن دخلت و الآن قدماي تقودني إلى مقعدًا كنا نجلس عليه بالكثير من الأحيان.. جلستُ بِجانب النافذه انظر من خلالها
ينقصني الآن السماعات و مُشغل الاغاني خاصتها..
ثوانً وقد انطلقت الحافله بينما أسندُ رأسي على النافذه

بعد مرور دقائق
توقفت الحافله لأنزل نظرت هنا و هناك و قد تذكرت هذا الشارع يوجد بآخره مقهى صرب..
اتذكر اننا كنا نأتي انا و سوسان إلى هنا كثيرًا ،
مشيتُ بضع خطوات أخرى ثم توقفتُ امام
المقهى ما ان وصلت .. امسكتُ بمقبض الباب انظرُ له بتردد.. فأنا لم اخطط لهذا.. لم أكن ارغب بأن آتي إلى هنا، و هل انا مستعد للقاء احد أصدقائي بعدما قطعت التواصل عنهم..؟
هل سينظر بوجهي من الأساس؟
نظرتُ له من خلف الزجاج و كان يتحرك بمكان الذي يتم اعداد القهوه به..، و ها انا ذا سأفتح هذا الباب و ليحصل ما سحيصل..
لأتوجه بخطواتي نحوه ، ألتفت لي صرب نظر لي بِصدمه ، ليسأل :
- عمر..! هل هذا انت؟
أومأتُ بِرأسي ثم نطق بِحده :
- عمر!!، حقًا..انا لا أصدق.. ما الذي تفعله هنا ؟! ما الذي تفعله بعد مرور سنتان؟ ، لقد قطعت تواصلك عنا ، ما الذي ذكرك بنا الآن ؟
نظرتُ له بِتوتر لانظرُ من حولي بِسرعه ثم نطقت بنبره منخفضه بينما انظرُ له :
- صرب، دعنا نتحدث بالخارج.. لا أرى هنا مكانٍ مناسب للحديث
أومأ بِرأسه لِينطق ببرود :
- دعني اعد قهوه لك و نخرج و نتحدث بالخارج..

اومأتُ برأسي ثم خرجتُ للخارج انتظره ، تنهدتُ واضعًا يداي بداخل جيبي بينما افكرُ بعدة أمور، فمن جهة يُجدر بي ان التقي ببيرك و آيبيكي و ان أخبرهم انني لم اتعمد ان اقطع تواصلي معهم.. وهذا أيضًا ينطبق على صرب علي أن اشرح الوضع للجميع ، و من جهة آخرى علي ان أجد سوسان ، اخفضتُ رأسي اركل الحصى بقدمي بملل ، رفعت رأسي ... بِهذه اللحظه..
شعرتُ انني مجنون.. هل وصل الأمر إلى هذا الحد.. هل انا اهلوس بها الآن ؟
انا أراها امامي تبتسم و لكن تلاشت ابتسامتها على الفور.، نظرتُ لها من الأعلى للاسفل.. تحملُ أكياسٍ بيدها و هنا أدركت تمامًا انها حقيقية..
لن تصل الهلوسه إلى هذا الحد..
سقطت الأكياس من يداها ، لِتبتعد إلى الخلف بخطواتها، ولا زالت تنظرُ لي بِصدمه عاقدةً حاجبيها ..
نعم.. انها سوسان
امتلأت عيناي بالدموع.. مشاعري مُضطربه للغايه فجزء مني مُشتاقٌ لها.. و جزء آخر غاضبٌ منها.. دون أن أشعر بنفسي ، اقتربتُ بِخطواتي لأضربها على كتفها بقوه ، جعدتُ ملامح وجهها بألم تنظرُ لي و عينها امتلأت بالدموع نطقتُ بِغضب :
-لماذا فعلت ذلك بي؟ ما الذي فعلته لكِ لتؤذيني بهذه الطريقه.. هل كنتُ استحق هذا.. ؟
هبطتت دموعي بينما انظرُ لها ، لتهبط دموعها دون قول شيئ ، نطقتُ بحده :
- انا اتحدث لكِ تحدثِ الي.. عندما اتحدث معكِ ردي علي..
تحدثتُ بصوتٍ اعلى و لكنها لم تقل شيئ ، نظرتُ لها بعدم تصديق لها فهي لم ترد علي.. لم تقل اي شي.. حتى انها لم تُعطيني اي اشاره..
بدأ قلبي ينبض بجنون بِهذه اللحظه خوفًا ان ما كتبته بالرساله حقيقي ، نطقتُ بغضب :
- هل تعلمين؟ .. لا تقولِ اي شيئ ، سأقول انا.. انا اكرهكِ.. لا تعلمين كم اكره النظر إليكِ ، انتِ.. انتِ تعيشين حياتكِ بشكل طبيعي بينما انا ابحث عنكِ هُنا وهناك، احترقُ من داخلي ، اراكِ بأحلامي ، وانتِ هنا.. الآن و امامي انظري بداخل عيناي أخبرني بأنكِ لا تُحبيني..!!
دفعتني هي لتتوجه نحو المقهى ، مشيتُ خلفها بخطواتي انطق بحدة :
- لا يمكنكِ ان تتركيني هكذا خلفكِ.. عندما اتحدث معكِ، انا اتحدث معكِ..!!!.. انتِ..

إحتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن