إحتواء

الفصل الثالث عشر

بعنوان : بدايه جديده
بعد مرور اسبوع
بمقهى بوسط المدينه :

"كم من الوقت احتاج؟ " سألتُ آيبيكي بينما انظرُ لها بخوف، إجابت بعدما ارتشفت القليل من العصير :
- اسمع.. نحن هنا نتحدث عن لغة الإشاره؛ لذا لن يأخذ هذا منك يوم او يومان بل أكثر.
انظر ، لقد مر اسبوع ونحن ما زالنا بالأساسيات سيأخذ الكثير من  الوقت  تقريبًا من ٦ إلى ١٢ شهرًا..
شعرتُ بالضيق قليلاً فلم اتوقع كل هذه المده  و لا أملك الصبر، فأنا لا يمكنني أن اتواصل مع سوسان بكل اريحيه و هذا سيأخذ الكثير من الوقت.
مهلاً..!
ماذا لو كان هنالك تمرين مكثف؟! ،
رفعتُ رأسي ، انظرُ للجالسه أمامي أسألها ذات  السؤال :
- اسمعِ ، ماذا لو كان هنالك تدريب مكثف ؟.. أعني انني سأتدرب كل يوم دون انقطاع.. عشر ساعات يوميًا ، ألن يُقلص ذلك تلك المده ؟!
نظرت لي بأندهاش لتومأ بِرأسها إيجابًا ثم نطقت :
- نعم و لكن لا تضغط على نفسك ، انت جيد و سريع، انت تتعلم بسرعه كبير و هذا مؤشر جيد..
اومأتُ بِرأسي ثم ابتسمتُ  بِراحه كبيره
فأنا سأفعل ما اردته.. نعم ، سيأخذ وقت و لكن لن  يستغرق ذلك الكثير و هذا ما أريده ..
أخرجت آيبيكي بعضٍ من الكتب من حقيبتها ثم وضعتها  امامي ناطقه بأبتسامه :
- هذه ستكون مفيده لك ، أدرس منها بوقت فراغك ،  لقد أخترت الكتب التي  تحتوي على صور تعليميه للغة الإشارة و اسفل كل صوره  شرح مُفصل إلى ماذا تدل الحركات و كيف ستقوم بها  ، أنا مُتأكده أن هذا سيكون جيدًا..
نظرتُ لها  بإمتنان ، لأومأ برأسي ثم نطقت :
- آيبيكي، لا اعلم كيف اشكركِ لولاكِ لن اتمكن على فعل هذا..
ابتسمت  لتنطق :
- لا بأس.. نحن أصدقاء..
نطقتُ :
- اعتذر عما فعلته سابقًا.. لم أكن بوعي ، لقد قطعت تواصلي بكم انتِ و بيرك و صرب .. بسبب حماقتي و لكن  انا فجأه و جدتُ نفسي مُنقطعًا عن العالم الخارجي.. بسببها هي..
قاطعتني ناطقه :
- عمر لا بأس.. انت اعتذرت و لقد اغلقنا ذلك الموضوع ، بيرك يُقدر ذلك ايضًا ولكنه ليس هنا لأنه لديه الكثير الأمور يفعلها ، هذا ما بالأمر. . هيا علي الذهاب
نهضت من مكانها ثم وضعت ثمن العصير على الطاوله و لكني سحبتُ النقود لأنطق :
- لا بأس ، ليكن على حسابي..
ابتسمت  ناطقه :
- تمام.. سيد عمر كما تقول انت..
اومأتُ برأسي ، لتذهب متوجه نحو الخارج ، بقيتُ جالسًا بمكاني أحدق بالمكان  ثم التقطتُ كوب القهوه لأرتشفُ آخر ما تبقى منها ،   لأنهض من مكاني بعدما وضعت الحساب على الطاوله امشي  نحو الخارج.. مُتوجهًا نحو مقهى صرب

بعد مرور عشر دقائق
وصلتُ إلى المقهى ثم دخلتُ و قد كانت سوسان تتحدث الي صرب بلغة الإشاره عن امرًا ما أجهل ماذا يكون ، اقتربتُ منهما لألقي التحيه بيدي نظرت لي سوسان بأبتسامه ظريفه  ثم نطقتُ لصرب مُشيرًا على سوسان :
- سأخطفها اليوم.. اسمح لي..
ضحك الآخر ليومأ برأسه لينظر لها  ثم أشار لها و على ما يبدو أنه يُخبرها سريعًا بما قلتهُ له  ، نظرت لي بأستغراب فأنا لم أخبرها عن هذا، ابتسمتُ انا بينما انظر لها، لتومأ برأسها بفهم ثم توجهت هي نحو الداخل كي تبدل ملابسها ، نظر لي صرب ليسأل :
- كيف يسير الأمر؟
تنهدت  ثم نطقت  :
- جيد و لكن ليس افضل شيئ..
أومأ برأسه ثم نطق :
-  لا بأس ستتحسن مع الوقت.. 
ابتسمتُ و لم انطق بأي شيئ
لحظاتٍ و قد وصلت سوسان، شابكت يداها بخاصتي بينما تبتسم ثم توجهنا للخارج ، تمشي هي بالقرب مني تحاوط ذراعي بيدها الأخرى نمشي بكل هدوء..