البارت الثاني عشر

320 21 30
                                    

بعنوان :هل سنبدأ من جديد؟
قبل مرور نصف ساعه
(لقاء عمر و سوسان) :
المتحدثه سوسان :
توقفتُ امام مقهى صرب ، تجمدتُ بمكاني ما ان رأيتهُ يقف أمامي بينما ينظر إليّ بصدمه لا تقل عن صدمتي ، فأنا لم اتوقع ابدًا عودته...
لا أصدقُ انني أراه الآن  يقف أمامي هكذا دون حراك ..
تساقطت الأكياس من يداي  من هول صدمتي.. لأتراجعُ بِخطواتي للخلف انظرُ له بعدم تصديق ، 
لوهله ظننتُ انني اتوهم وجوده أمامي
و لكن لا..
إنه حقيقي تمامًا.. لقد التقينا و أخيرًا !!
هبطت دموعه على خديه ليتقدّم نحوي بِخطواته السريعه  ثم ضربني بقوه على كتفي.. عقدتُ حاجباي بِصدمه لأحول نظري نحوهُ انظر له بِألم فلقد آلمني هذا..
بدأ يتحدث إليّ  و لكن لا يُمكنني أن اسمع صوته.. و لا يمكنني أن اقرأ شفتيه كي افهم ما يقوله..كل ما استطيع التواصل به هو لغة الإشاره..
أشعرُ بالضيق و قلة الحيله  على حالي هذا ، انه واقفًا يتحدث إليّ و لا يمكنهُ معرفه انني لا يمكنني سماعه.. هو بعالم و انا بعالمي الصامت ..

بالنظر إلى ملامح وجهه بأمكاني ان أفهم  انه غاضبٌ مني و للغايه .. نعم ، بالطبع سيكون كذلك هذا حقه... ما حصل لم يكن بسيط ، لو بأمكاني الحديث لأخبرتهُ بكل ما حدث و أن لا ذنب لي.. كل ما حاولتُ فعله هو حمايته من ابي.. لم أكن لأتركهُ ان يتأذى بسببِ ابدًا و لكن لقد أذيتُه بشكل أكبر.. كم هذا مؤلم!
نظرتُ له و إلى خيبه الأمل التي تشكلت على وجهه  لتتشكل  غصه كبيره  بحلقي التي تكاد ان تخنقني بهذه اللحظه ،ابتلعت ريقي صعوبه كبيره..

ثم شعرتُ  بالعجز و الضعف بينما انظرُ له و لا أشعرُ بقدماي ،  لا يمكنني البقاء واقفه أمامه أكثر من هكذا  .. لأنني سأنهار و لا اريد ان يراني منهاره و ضعيفه ؛ لذا تحركتُ مسرعه بخطواتي للداخل دون أن التفت خلفي .. خوفًا ان اواجهه مرةٌ أخرى الآن..

دخلتُ الحمام بعدما اقفلتُ الباب من خلفي ، لأجلس على أرض الحمام البارده.. نظرتُ من حولي بسرعه.. احاول تدارك  ما حصل منذُ ثوانٍ فحسب..
لقد عاد... ما الذي سيحصل ؟!
كل جسدي بدأ بالأرتجاف و قلبي ينبض بجنون ..وضعت يداي حول فمي اضغط عليه بكل قوه؛ كي اكتم صوت شهقاتِ.. التي لا يمكنني أن اسمعها بكل بساطه..
اسندتُ رأسي على الباب ابكي بكل حرقه  ،
و كل ما حدث يمر داخل رأسي و كأنه شريط فيلم، ضغطتُ بِقوه أكبر على فمي.. ابكي

لا يمكنني أن امنع نفسي من هذا..
اشعرُ بالتعب الشديد من كل ما مررتُ به..

بعد مرور نصف ساعه :
نصف ساعه قد مرت و انا ابكي فحسب..

فتحتُ عينيّ بتعب لأنهض من مكاني بصعوبه .. أشعرُ برجفه خفيفه لا زالت تمر بأرجاء جسدي ، اسندتُ نفسي على المغسله ثم رفعتُ رأسي انظر للمرآه.. انظرُ لنفسي و لعيوني التي تورمت من شدة البكاء ، فتحتُ صنبور الماء ، وسرعان ما اندفعت المياه، مددتُ يدي لأملأها بالماء، ثم قمتُ برش الماء على وجهي ، أملاً ان تهدأ هذه المياه البارده اعصابي قليلاً..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إحتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن