الفصل التاسع

341 21 21
                                    


بعنوان :رقصه المطر

في مساء اليوم التالي

خرجنا أنا و عمر  إلى الساحل  كنوع من المكافأة لِكلانا بعدما انتهينا من الدراسه.. فقد أنهينا أكبر قدر من الدروس التي بدأت تتراكم بطريقةً ما.. اجلسُ بالقرب منه على كُرسي خشبي ، نأكلُ ساندويش الكفته ، واشربُ العيران إلى جانبه،
لانطقُ بينما انظرُ لعمر :
- ما أجمل الجو اليوم.. من الجيد اننا اتينا، كنت أشعرُ بِالاختناق و الضغط بسبب الدراسه
ابتسم  لِينطق  :
- نعم انه كذلك ..
عم الصمت بيننا.. فلا يوجد ما نتحدث  به، نحن تقريبًا نتحدث عن كُل شيئ..
اطلق تنهيدةٍ صغيرة اخرجتني من تفكيري، التفتُ انظرُ له ، ثم نطق :
- صحيح لم نتحدثُ ابداً عن هذا..
نظرتُ له بأستغراب.. فهذا ما كنتُ ما افكرُ به من ثوانٍ.. هل يوجد ما لم نتحدث به؟ ، لانطقُ بِأستفهام:
- ما هو؟
أجاب :
-ماذا ستدرسين بعد التخرجُ من المدرسه؟ 
بالتفكير بهذا  لم يتبقى الكثير ، يجب أن تكوني قد قررتِ هذا.. صحيح؟!
ابتسمتُ  لانطقُ :
-الطب أرغبُ بشده دراسه الطب..

تذكرتُ والدتي بِهذه اللحظه، لتتجمع الدموع بعيوني    وضعت السندويشه جانبًا ، ثم تنهدتُ بِضيق  ،وضع ما بيده ينظرُ لي بأهتمام ،
لأكملُ كلامي بعدما ابتلعتُ ريقي بِصعوبه  :

- كما تعلم، لولا الخطأ الطبي الذي حدث مع والدتي لما ماتت.. أرغبُ و بشده ان انقذُ حياة الناس ، اريد ان..
ابتسمتُ بِأنكسار ، لأكملُ :
-اريدُ ان اصبحُ طبيبه..
سقطت دموعي، اقترب مني لِيمسح دموعي ثم نطق بِنبره هادئه :
- ستكونين اجمل طبيبه.. بأمكانكِ فعل هذا ، انا واثق بكِ..
اغمضُ عيوني، احاولُ ان اتمالك نفسي من عدم البكاء أمامهِ... فذكرى وفاة والدتي قد قفزت إلى ذاكرتي.. لقد كان من الصعبُ تحمل ذلك بِذلك الوقت لقد كنتُ صغيره ، عمري لم يتجاوز ثماني سنين
صوت صفير يخترق أُذناي...
انه صوت جهاز نبضات القلب...
ما زالتُ اتذكرهُ
كم هو مُزعج !!
وضعتُ يداي على اذني احاولُ ان اخفف من حدة  هذا الصوت..  بِهذه اللحظه..
تلاشى هذا الصوت..
" سوسان... "فتحتُ عيوني بِسرعه انظرُ للجالس بجانبي ، يداهُ قد احاطت وجهي بينما  ينظرُ لي بِقلق ، نظرتُ له بأعينٍ ذابله ، همستُ :
- ماذا..؟
نطق بِقلق ولا زالت يداه تحاوطُ وجهي :
-هل انتِ بخير؟
اومأتُ بِرأسي ليشدني إلى حضنهُ، عانقتُه بقوه بينما اغمضُ عيوني دقائق قد مرت و نحن ما زالنا على نفس الوضعيه ابتعدتُ عنه ما ان تداركتُ الوضع ، مسحتُ دموعي  ثم نطقتُ :
-ياللهول اعتذرُ حقاً... ولكني تذكرتُ والدتي..
لا اعلم ما الذي حصل و لكن.. تأثرت
قاطعني ناطقًا :
- لا لا لماذا تعتذرين.. لا بأس..
مسح على شعري بِلطف، ثم نطقتُ بِحزن :
-انا لم انسى ذلك اليوم انه محفورًا داخل ذاكرتي ولكن اضغطُ على نفسي كي ابقى قويه..
نطق هو بنبره هادئه :
-لا يمكننكِ الضغط على نفسكِ، ستُتعبين نفسكِ ، لن يفيدكِ كتمان اي شيئ بداخلكِ ، متى ما اردتِ بأمكانكِ ان تتحدثِ إلي.. ابكي.. افعلي اي شئ.. ولكن.. لا تكتمِ داخلكِ ، اتفقنا؟
اومأتُ برأسي  فهو على حق ، ابتعدتُ عنه ،  ابتسمتُ بِتكلف لأحولُ نظري له ،نطقتُ احاولُ ان اغيرُ الموضوع  :
- وانت ماذا عنك ؟ ما التخصص الذي تُريده؟
ضحك لينظر لي قبل أن ينطق :
- تخيلي أردت أن أكون رائد فضاء..
ضحكتُ  لِينطق  :

إحتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن