"آلفريد"
لم يعد للحياة الكريمة سبيل , إما الفرار أو الضياع , لكنني لن أستطيع الهروب لأن هنالك من أحميه..... "
, عاد والدي الى البيت متأخرا كعادته مدندناً ألحاناً وكلماتٍ لا معنى لها... بيده قارورة مشروب قذرة، رماها فجأة نحوي لكنها أصابت الحائط. تفاديتها ببراعة لأنني تعودت على تصرفاته تلك وأصبحت أتوقع حدوثها.
يعلم تماماً أنني أستطيع أن أرد الصاع صاعين وأنني أصبحت بالغاً وجسدي يفوقه قوة، لكنني لا أستطيع أن أكون مثله، لن أفعل.
لطالما كنت أتلقى الضرب بدل أمي المسكينة , لم يرق قلبه لحالها وهي في آخر مراحل مرضها الخبيث الذي فتك بجسمها كله .لم أكره أحدا مثلما كرهته ,بل انني أخاف ان تستيقظ جيناته التي هي بداخلي لا محالة ,وأن يصبح لي طبع عنيف مثله.
علي الآن أن أطعم أمي الدواء بعدما أطعمتها وجبة العشاء..ثم أتجّه للعمل , بئساً لقد أضعت الكثير من الوقت في التفكير.
هرولت مسرعاً الى العمل فقد تأخرت, صاحب المطعم الذي أعمل فيه قد احتل مكانة لم يحتلها الذي يدعى والدي في قلبي ,فقد كان أرق طبعا و أرحم خلقاً منه, يبدأ دوامي الجزئي على الساعة السادسة وينتهي عندما يدقّ منتصف الليل ,لذا علي أن اترك باب المنزل مفتوحا قبل أن أخرج ليلة حتى استطيع التسلل دخولا حين عودتي بهدوء دون أن أزعج والدتي,من المضحك المبكي أن تركي لباب المنزل مفتوحا لا يشكل أي خطر على أمي فالخطر كله يقبع بالداخل ,والدي السكير المشؤوم.
بعد وصولي الى العمل وارتدائي المئزر.كنت قد استغرقت في التفكير حين نادى باسمي فجأة زبون يرتدي بدلة أنيقة وتزين يده ساعة ذات طراز فخم ,رفعت رأسي مستغرباً من عساه يقول اسمي بدل كلمة نادل أو أخ ,من قد يعرفني هنا . تفاجئت حين رأيت وجهه, لقد كان ستانلي, فتى ذاع صيته في مدرستنا وهو سيء الخلق مدلل عائلته الثرية. علمت أنه لم ينوي خيرا بقدومه للمطعم الذي أعمل فيه. فقد كان شخصا لا يتردد على الأماكن البسيطة بل لا يزور الا المطاعم الفخمة ,قدومه الى هنا كان بالتأكيد من أجلي .
"هااااي يا فتى, آلفريدوو أراك سرحت أنا هنا أنتظرك "
هفت ضاحكاً بطريقة مستفزة محركًا أصابع يده السبابة و الوسطى كايماءة مهينة ينادي بيها معلم تلميذه المخطئ .
اقتربت وأخبرته بصوت هادئ مخفياً أنه نجح في اغضابي:
"مرحباً كيف يمكنني أن اساعدك"
أساعدك؟ بل وجب عليك أن تقول... أخدمك,أليس كذلك؟"!"المعذرة
رد قاصدا إغاضتي
احتقن وجهي غضباً واحمرت بشرتي لكنني تمالكت نفسي حتى أتجنب لفت الانتباه و قلت مرغماً كمن غرست في حلقه شوكة :
"المعذرة. كيف يمكنني أن أخدمك سيدي "
"جيد,هكذا تعامل من له فضل عليك ,لقد أتيت الى هذا المطعم خصيصاً كي أجعلك تخدمني ,أنت تعلم أنه عليك ان تطيعني طيلة السنة دون ان تصدر حرفاً,فأنت المدان وأنا المدين,أي سيدك"
قهقه بعد سرده لتلك الكلمات البغيضة ثم بدأ يحرك أصابعه على الطاولة بدماثة وأسقط كأس العصير الزجاجي متعمداً.... محدثاً فوضى فاتسخت الأرضية التي يعلم أنه علي أن أنظفها حتماً وتلطخ حذائه اللامع المصنوع من الجلد .
ثم صرخ مُسمعا الجميع:
"انتبه أيها الاحمق,لقد لطخت حذائي الباهض .نظفه في الحال "
رفعت حاجبي ونظرت باتجاهه محكما قبضتي ثم ...........
أنت تقرأ
رسائل هانا الى آلفريد Hanna's letters
Romantizmرسائل هانا الى آلفريد : هانا فتاة تعيش أفضل حياة يمكن أن تعيشها شابة في عمرها كابنة عائلة غنية ولكن حياتها ينقصها شيء واحد ,تظن أنه سبيلها للعيش فتسعى وتجتهد لنيله. آلفريد في العالم الموازي يعيش أسوأ حياة كابن لرجل سكير عنيف وامرأة مريضة يرثى لحال...