الجزء 05

149 29 5
                                    


بعد العشاء خرجت الى الشرفة برفقة يمان.. بعدها اتت اليهما نيل قائلة : هذه مثلجات بالتوت البري التي تحبينها.. بعدما دخلت نيل فتحت المثلجات وبدات تأكل.. ويمان يتأملها.. عندما انتبهت اليه قالت : لما نتظر الي هكذا؟؟ فقال : افكر فقط.. انت عشت الكثير من الاحداث الصعبة.. فقدت والديك في سن مبكرة خطيبك خانك.. مع ذلك لازلت بريئة تفرحين عندما نقدم لك مثلجات بالتوت البري.. فقالت : اجل.. انا قد اطير من الفرح ان قدمت لي مثلجات بالتوت البري.. لكن هذه البريئة مرهقة من الحياة لدرجة قد تبكي لانها بحثت عن هاتفها ولم تجده.. انت تعرف انني فقدت عائلتي لكن لا تعرف كيف؟؟ اليس كذلك؟؟ فقال : لا اعرف..
بدات برواية ماحدث قائلة :..انا عائلتي من اكبر العائلات في المنطقة..  عندما كان عمري 10 سنوات.. هناك من اختطف امي من عائلة معادية لعائلتنا..  لكن خطط للامر وكأن امي من هربت معه بارادتها.. جدي والد امي لم يصدق ان ابنته قد تفعل هذا.. لكن الجميع صدق.. عمي قال ان أبي لم يصدق لكن كانوا اقوى منه..  كون أمي ابنة رئيس العشيرة لم يغير اي شيء.. ولم يستطع جدي ان يجعلهم يتراجعون.. لقد تنازل عن قيادة العشيرة مع ذلك لم يقتنعوا.. اختاروا ان يكون أبي هو منفذ الحكم.. اختبئت بالخزانة..في ذلك اليوم  عندما اتى عمي.. لكي يحاول مع أبي مرة اخرى لكي لا يقتلها.. اعطاه حلا ان يطلق النار عليها بدل ان يذهبوا  لدفنها يعالجونها ثم نهرب من العشيرة.. جميعا.. لكن أبي لم يقبل.. قال لن اسمح ان تعيش ابنتي في خوف دائم.. قال جملة لم افهمها وقتها.. قال : سحري بامانتك.. مع انه كان من كبار العشيرة اي انه لن يدخل السجن.. كانوا سيعطون المال لاحدهم من اجل ان يدخل السجن بداله فهمت بعد ذلك لما قال ذلك.. لقد اطلق النار على امي ثم على نفسه  كل هذا حدث امام عيني
يمان : لهذا خفت صباحا من صوت الرصاص؟؟
سحر : اجل.. ماحدث صباحا جعلني أتذكر تلك الليلة.. بعد سنوات.. قررت ان اثق برجل.. شينار.. كان شاب عاديا لم يكن وسيما جدا.. حاول معي كثير ان اكون معه لكن لم اكن اقبل كنت خائفة.. لان ماحدث مع امي دمر ثقتي بنفسي وبكل من حولي.. لكنه لم يستسلم.. الى ان قررت ان اعطيه فرصة.. وعرفته على عمي واحمد.. لكنهما لم يحبانه.. لم افهم السبب.. طبعا لم يرغماني على التخلي عنه لكن لم يحبانه.. وانا لم اضغط عليهما بالنسبة لي موافقتهما كانت المهمة.. قلت في نفسي مع الوقت سيحبانه عندما يريا معاملته الجيدة لي لكن كان معهما حق.. فقد خانني.. لمدة اربع سنوات كان يخونني وانا مثل الغبية كنت احاول ان اجعل عمي يحبه..
يمان : انت لست غبية أبدا.. انت فقط بريئة.. احببت بصدق.. فقالت : ربما لولم اعش طفولة قاسية لفكرت مثلك.. لكن انا وبعد كلما عشته.. كيف اثق بالرجل الذي حذرني منه عمي وابنه.. اكثر من يحبني في الحياة.. فقال : انا عسكري.. وعملي يحتم علي ان اشك بالجميع.. مثلما كان يقول قائد لي : لا تثق ابدا وان استلزم الامر ان تثق باحد.. فثق بالقدر المطلوب.. مع ذلك انا عندما رأيت زحل زوجتي السابقة اول مرة.. نسيت كل ما قاله القائد.. انا ايضا كنت اقول لنفسي انني غبي.. لكن بعد التفكير.. اي احد كان ليقع بالفخ.. زوجتي كانت عميلة.. اي انها مدربة.. على هذا النوع من المهام.. انت ايضا خطيبك تقولين انه حاول كثيرا.. ولم يستسلم.. انت استسلمت بعد عدة محاولات وليس من اول مرة.. سأعطيكي نصيحة . اياك ان تلومي نفسك على اخطاء الاخرين.. لان هذا يفيد سوى في انك ستمرضين.. وصل احمد في هذا الوقت.. عندما رأته نظرت الى ساعتها ثم قالت : لم أشعر بالوقت وانا اتحدث اليك.. شكرا لك.. لقد افادني الحديث كثيرا..
دخل الى البيت بعد ان غادرا فقال توبراك : يمان؟؟ ماذا حدث باختلاف شخصياتكما.؟؟ ابتسم قائلا : لا اعلم اخي..
توبراك : لا تعلم ماذا ؟؟ لقد كنتما منسجمين بالحديث حتى اننا لم نفرط ان نقاطعكما.. فقال : انها مجروحة اكثر مما توقعت.. زهرة البرتقال.. نظر اليه فقال : عطرها مستخلص من زهرة البرتقال.. كان عطر امها المفضل.. مثلي تماما.. لكن زهرتي الجميلة ذبلت قبل ان تصل الي..
🥀🥀🥀🥀
في سيارة احمد قال لها : ماذا تحدثتما لدرجة ان تنسي الوقت؟؟ فقالت : انت الم تقل عليكما ان تجدا الشجاعة لكي تتحدثا بكل شيء.. ونحن تحدثنا بكل شيء.. اخبرته كل شيء عن عائلتنا وعن مأساة طفولتي.. وعن شينار.. وهو اخبرني عن زوجته..
احمد : انت شجاعة.. فقالت : لا اعلم ان كنت شجاعة ام غبية.. لكن هذه المرة لن استسلم قبل ان اتاكد.. اكملت قائلة : انا اعلم ان يمان شاب طيب القلب وحنون جدا.. انا اليوم لاحظت هذا ايضا.. لكن انا خائفة جدا..  اي كان من سيخرج امامي سأخاف منه حتى لو نزل ملاك من السماء سوف اخاف منه..
احمد : اعلم يا صغيرتي.. ما عشته ليس سهلا.. ولم يمضي وقت طويل عليه.. حسنا انا لن اضغط عليك في موضوع يمان مجددا.. كلما اريده ان تكوني سعيدة وان تتخطي شينار.. وما حدث..
سحر : انا معجبة به.. سبق واخبرتك.. ولا اريد ان اخسر شابا مثله بحياتي.. لكن ليس بيدي لا استطيع ان امنع خوفي..
احمد : هل اخبرته انك خائفة؟؟ فقالت : لا لم افعل لكن اظنه لاحظ الامر.. فقد تحدثنا مطولا بكل شيء
احمد : اليوم هو فعلا خاف عليك.. منذ زمن طويل اعرف يمان.. هذه اول اراه مرتبك بتلك الطريقة.. والاهم اول مرة يأخد ضحية الى بيت اخته لانها خافت من الاشتباك..
في اليوم التالي خرجت من البيت في بعد الظهر لتجد يمان امامها فقالت : انت ماذا تفعل هنا؟؟
يمان : عملت ان احمد خرج في الصباح الباكر وانت ييدأ عملك بعد الظهر.. فقالت : الخطر انتهى البارحة.. في المخيم ونحن الان في المدينة.. لا اظن ان احدا سيأتي الى هنا.. اليس كذلك ؟؟
يمان : لا احد يعلم ماذا سيحدث.. البارحة داهمو المخيم من اجل البحث عن طبيب.. لهذا اتيت.. ابتسمت قائلة : شكرا لك.. هيا بنا اذن.. ركبت السيارة معه.. عندما فتحت الراديو كان هناك اغنية للبحر الاسود.. فقال : هذه واحدة من الاغاني التي احبها طفولتي مرت وانا استمع الى هذه الاغاني.. نظرت اليه.. فقال : انا من البحر الاسود.. فقالت : حقا؟؟ لم اتوقع هذا.. نظر اليها فقالت : يقال ان ابناء البحر الاسود يشبهونه.. في العناد والجنون.. لكني اراك عاقل ولست مجنون..
ابتسم قائلا : هذا يعني انك لا تعرفينني.. لم تعرفينني كفاية..
سحر : انت الان تقول انك مجنون صحيح؟؟ فقال : اقول لا تحكمي على الكتاب من عنوانه.. ابتسمت قائلة : لو تعلم كم انا متشوقة لاقرأ هذا الكتاب.. وفي نفس الوقت خائفة.. فقال : انا ايضا اريد ان افتح لك هذا الكتاب لكنني خائف.. انا اعلم ان الامر لا علاقة له بمن يوجد في الطرف الاخر.. كلانا مجروح لدرجة لو نزل ملاك من السماء لخفنا منه.. ابتسمت بحب قائلة : انا لا اريد ان اخسرك يمان.. لهذا اخبرتك عن عائلتي وعن جرحي.. لكي تفهم سبب خوفي..
يمان : وانا لا اريد ان اخسرك.. اذن اتفقنا.. سوف نقترب من بعضنا بهدوء ولن نستعجل.. لا احد يلاحقنا.. في الحقيقة اختي وزوجها.. فقالت : وانا احمد.. لانهم يريدون ان نكون سعيدين.. مع ذلك يجب ان نتحدث اليهم بصراحة نحن لن نستعجل..
يمان : حسنا.. فلنتحدث اليهم..

زهرة البرتقالOù les histoires vivent. Découvrez maintenant