زهرة البرتقال

الجزء 17

مرت عدة ايام واليوم هو يوم ظهور نتائج تحليل سحر الاخيرة التي تظهر ان كانت ستستطيع المشي ام لا.. كانت سحر متوترة منذ الصباح الباكر.. عندما دخل اليها يمان.. فقالت : اليوم سوف تظهر النتائج الاخيرة.. لهذا انا متوترة جدا.. فسألها قائلا : لكن كل النتائج التي كانت قبلها كانت جيدة لما التوتر. ؟؟
سحر : لا اعرف فقط متوترة..
يمان : حسنا يا صغيرتي.. ماذا سنفعل لنزيل عنك التوتر؟؟ ربما نلعب لعبة معا..؟؟ او نشاهد فيلما.. او ربما اقرأ لك كتابا.. او شعرا..
نظرت اليه قائلة : انت تقرأ الشعر؟؟
يمان : اجل لما انت مندهشة؟؟ حسنا ربما لا أستطيع ان اتحدث بكلام معسول مثل الشعراء لكن انا احب 
كثيرا قراءة الشعر.. حتى هناك شعر احبه كثيرا ربما اقرا لك منه.. هل تريدين؟؟
سحر : حسنا هيا اقرأ لنرى.. فبدأ بالقراءة قائلا : تعالي في وقت يكون فيه التراجع غير ممكن..
لتكون الجراح التي تركتها الاغلال في يدي..  قد بدأت بالشفاء.. ليكن هناك ظلام في عيني حتى يظنون انني اصبحت اعمى.. لتكن خداي جافتان بسبب الدموع وشفتاي متشققتان.. 
تعالي في وقت يكون فيه التراجع غير ممكن..
ربما اكون قد مررت بألف عشق لكن لا احد منهم استطاع ان يكمل جملي.. لا احد ان استطاع ان يربط الليل بالنهار من اجلي.. لا احد منهم استطاعت ابتسامته ان تخترق عقلي مثل ابتسامتك..
دق الباب في هذا الوقت فقاطع هذا قراءته للشعر.. دخل الطبيب وقال : لقد ظهرت النتائج.. تلك اعراض جانبية للعملية فقط.. بعد ايام مع قليل من العلاج الفيزيائي سوف تتحسنين تماما..
بعدما خرج الطبيب قالت : قراءتك للشعر افادتني كثيرا.. لم اشعر بالوقت... لم اتوقع انك تقرأ الشعر فعلا.. نظرت اليه قائلة : انت لم تقرأ لزحل من قبل اليس كذلك ؟؟ فقال : من زحل؟؟ تلك المراة التي حاولت قتلك وانا الان اريد ان افصل جلدها عن عظمها..
سحر : لا تغير الموضوع لو سمحت.. تلك المراة في وقت من الاوقات كنتما منسجمين جدا وتتحدثان بالشعر وكلماات الحب.. ابتسم قائلا : حسنا سأخبرك سرا الان.. انا لم اتحدث بكلام حب لغيرك.. ولم اقرا الشعر لغيرك ايضا.. ربما لانك احببتني كما انا لم تحاولي ان تغييريني.. لم تنتقديني يوما.. لم تسخري من مشاعري.. ربما لهذا السبب لا ادري..
سحر : حقا؟؟ انا ايضا.. هناك عدة امور لم اعشها مع غيرك.. مثلا ان اتحمس ويصبح قلبي يدق بسرعة عندما يرن الهاتف.. ان ابتسم عندما اراك.. هذه اول مرة اشعر بها..
🥀🥀🥀🥀
مرت عدة اسابيع وتحسنت سحر تماما واصبحت قادرة على المشي.. وتحدد يوم الخطبة.. كان الترتيب ان تأتي عائلة يمان ليطلبوا يدها في بيتها ثم يذهبون الى الصالة من اجل الاحتفال..
ارتدت سحر ثوبا ارزق اللون قاتما قصير باكمام طويلة ورفعت شعرها على شكل كعكة.. مع بعض مساحيق التجميل.. دخلت اليها نيل قائلة : خالي سوف يدهش عندما يراك اليوم..
سحر : انا اتساءل خالك كيف وافق ان تأتي الى هنا؟
نظرت اليها نيل بدهشة فقالت : لا تظني اني لم انتبه على نظراتكما انت واحمد..
نيل : اجل انا اصلا وعدت خالي ان اكون مؤدبة.. غيرت الموضوع قائلة : هيا هيا لنعد القهوة..
نزلوا ليعدوا القهوة..
وضعوا القهوة في الفناجين ثم وزعوها على الجميع في الصالة.. بدأ يمان بشرب القهوة من دون ان يعطي اي ردة فعل.. اقتربت نيل من سحر قائلة : انا وضعت الملح فكيف خالي شربها هكذا.. فقالت : لقد غيرتها.. وضعت سكرا عاديا..
بدأ توبراك بالحديث قائلا : لقد اجتمعنا هنا من اجل يمان وسحر.. والان لنقل سبب زيارتنا.. نحن اتينا لنطلب يد ابنتكم سحر لابننا يمان على سنة الله ورسوله.. فقال عمها : حسنا.. لنسأل صاحبة الشأن اذن.. سحر صغيرتي انت ما رأيك ؟؟
سحر : كيفما تراه مناسبا يا عمي.. فقال : حسنا وانا اعطيتكم الفتاة..
🥀🥀🥀🥀
بعد الخطبة ذهبوا ليحتفلوا في الصالة جميعا.. غيرت سحر ثيابها الى ثوب سهرة ابيض اللون بحمالات رقيقة طويل حتى الارض.. عندما دخل اليها يمان قال : انت اصبحت جميلة جدا.. انا الان اريد ان نبقى هنا ولا نخرج ابدا.. لن اتحمل الاعين التي تنظر اليك باعجاب.. ابتسمت له فقال : انا احبك كثييرا فلا تنسي هذا..
سحر : معرفة انك تقول هذا الكلام لي انا كاول فتاة جميل جدا ومميز.. فقال : لانك مميزة.. انت مختلفة ربما لهذا احبك كثيرا.. انا نفسي لا اعرف كيف استطيع ان احبك هكذا..
في الصالة كانت نيل وامها ووالدها برفقة احمد وعم سحر يسلمون على الضيوف.. عند الباب.. عندما لاحظت نيل عند الحمامات مقابلها امراة كانت تراقب ما يحدث.. استأذنت من والدتها ثم ذهبت الى الحمام فلحقها احمد قائلا : مابك؟؟ لما غادرت الباب ؟؟
نيل : هناك من رأيتها كانت تراقب الصالة من رواق الحمامات.. سوف اذهب لارى ما يحدث..
دخلت الى الحمام فوجدت نفس تلك المراة تغسل يديها فقالت : انا لم اعرفك انت من اي طرف العريس ام العروس ؟؟
فقالت المراة : انا من طرف العروس.. فقالت : حقا؟! اذن اتيت مسافة طويلة.. اليس كذلك؟؟ لما بقيت هنا هيا تعالي الى الصالة.. انت لم تقطعي هذه المسافة لتبقي في الحمام.. عندما خرجوا قالت لاحمد : المراة من طرفكم احمد.. فقال : حقا ؟؟ من اي عائلة انت؟؟ لاحظوا انها أرتبكت قليلا غير كلامه قائلا : هيا أبي وامي هنا لتسلمي عليهم.. بعد ان غادروا وصلت رسالة الى هاتف نيل فيها : هذه المراة ليست من طرفنا اخبري والدك.. ليبحثوا بكل مكاان..
ذهبت نيل الى والدها قائلة : أبي هناك امراة كانت في الحمام ليست من طرفنا ولا طرف سحر.. اشارت الى احمد والمراة قائلة : تلك التي تمشي بجانب احمد..
توبراك : حسنا يا صغيرتي انا سأحل الامر الان.. اشار على الفريق ليجتمعوا ثم قال على الاغلب هناك دخلاء تلك المراة الجالسة على طاولة العم عمر.. ليست من اقاربهم.. لقد كانت في الحمام انتم اذهبوا لتفحض حمام السيدات جيدا.. خذوا الاذن من المدير واذهبوا على الفور..
حان وقت خروج سحر ويمان من الغرفة.. خرجوا واتجهوا مباشرة للرقصة الاولى.. على اغنية تحبها سحر كثيرا.. بعد الرقصة لاحظ يمان ان اعضاء فريقه غير موجودين.. استأذن من سحر.. وذهب الى زوج اخته قائلا : ماذا حدث اين الفريق؟؟
توبراك : لا شيء مهم مجرد استطلاع.. انت عد الى خطيبتك..
انتهت الحفلة من دون اي مشاكل وعاد الجميع الى بيته.. في بيت سحر قالت : ماذا حدث في الخطبة شعرت ان هناك حركة غير عادية.. فريق يمان لم يكن موجودا.. حضر في اللحظة الاخيرة..
احمد : لم نشأ ان نخبركم بما حدث.. هناك من دخل الى الخطبة من دون دعوة لاحظناها انا ونيل ثم اخبرنا اخي توبراك لهذا بعث بالفريق..
سحر : من تكون ؟؟ فقال : لا اعرف بعد.. لم اتحدث الى اي منهم بعد.. في الغد سوف نعرف التفاصيل..
🥀🥀🥀🥀
في بيت يمان سأل نفس سؤال سحر لاحمد فقال توبراك : كان هناك دخلاء لكن حللنا الامر..
يمان : من؟؟ فقال : زحل وواحدة مساعدة لها.. لقد قبضنا عليهما لا تقلق.. وهما في التحقيق الان..
يمان : حسنا.. غدا اريد ان اراها..
توبراك : حسنا كما تشاء.. زحل جنت على نفسها.. الان لن تستطيع الخروج ابدا مما اوقعت نفسها فيه..