حياة عمر الجديدة

205 6 6
                                    

يعيش عمر الآن في بلد جديد عليه لكن ليس تماماً ، فأمريكا كانت من إحدى البلدان التي جرب الحياة فيها من قبل في طفولته ، لكن الجديد عليه الآن هو نمط حياته هناك ، صحيح أنه منذ بداية زواجه انتقل للعيش هنالك أي منذ سنتين ، لكن لازال غير معتاد على هذه الحياة.
في الماضي كان يسافر كل فترة و الأخرى للقيام بمهامه و لكن الآن انتقل للعيش في المدينة التي يوجد فيها مركز مقر عمله ، مما سهل عليه الأمر قليلاً.
أمّا زوجته ، كايرا ، فهي فتاة ذات شعر أسود متومج و عينان ذات لون بني داكن ، بيضاء ذات جسم رشيق ، تصغر عنه ثلاث سنوات و لهذا تجدها أكثر رشاقة من عمر ، تعمل في شركة أمريكية و هي بارعة في مجالها.
ما يعرفه الناس عن عمر و كايرا أنهما خلقا لبعضهما ، يحبان بعضهما جداً و يشبهان بعضهما كثيراً ، ليس فقط بالملامح بل بالتصرفات و الآراء ، لكن ما زال هناك اختلاف كبير بينهم في بعض الأشياء ، و لكن لم يؤثر ذلك عليهم لحد الآن.
" أنا ذاهبة إلى العمل عزيزي ، حسناً ؟"
في كل صباح تودعه بنفس الطريقة و قد أحب ذلك.
" لا ، لا أريد شيء منك عزيزتي."
" ساتصل بك في استراحتي حسناً ؟"
" حسناً ، أحبك." ثم ابتسم لها.
" أحبك أيضاً."
و ذهبت إلى عملها.
أما عمر ، فقد أكمل عمله على حاسوبه شخصي ، لديه الكثير من المعلومات لجمعها و الكثير و التقارير لكتابتها فليس لديه المتسع من الوقت لفعل شيء أخر حالياً."

يمشي و بكل خطوة يتقدمها تتسارع نبضات قلبه و ترتجف يداه بشكل أقوى.
لم يعتاد على طريقة المعاملة هذه من هذا الشخص بذات ، كان الأقرب إليه و الآن ما بينهم مجرد مصالح.
يتقرب من الباب و يفتحه ببطئ ليجد الشخص الذي توقعه خلفه.
و بعد أن تقدم إلى أمام طاولة مكتبه ذلك المكان المظلم الذي لا ضوء فيه سواء ضوء كمبيوتر صاحبه ، أخذ يوبخه ذلك الشخص الجالس خلف الكرسي ذاك :
" ألم أقل لك منذ سنوات دعك من ذلك صاحب المشاكل ؟
ألم أقل لك أن ما سيقدمه لك فقط هو المتاعب ثم المتاعب ؟
من سنين و أنا أقنعك ، كلامي هو الصحيح، لكنك لم تدرك ذلك إلا بعد كل هذه المدة."
" نعم أبي ، أعترف أنني أخطأت لكن ، إن كان ما أغضبك مني كل هذا السنين هو ما فعلته قبل كل تلك السنوات ، فذلك الملف ليس حقيقي."
تمهل الأب لثانية ، لم يفهم ما يقصده.
ثم يكمل له ابنه :
" هذا هو الحقيقي ، حرسته كل هذه السنوات فقط لعدم كشف هويتك ، هل تظن أنني أحمق لأفعل شيء كهذا ؟
و أيضاً 'صاحب المشاكل' ذاك لن يكن سواء عدو لي فقط لا غير و سيرى من أكون أنا حقاً ، صحيح الأمر أستغرق سنوات ، لكن هذا أفضل من أن أتهور."
" هذا ولدي الذي أعرفه ! نعم ! كن هكذا كأبيك !"
أحسنت عملاً ، و الآن لدي الشريك الذي طالما أردته و المناسب لإنهاء ذاك الأحمق * ابتسامة شريرة*"

قد تم استدعاء عمر إلى قسم الشرطة الذي يعمل به لكي يعرفوه على الفريق.
كان عددهم كثير جداً ، لكن المهم الآن أنهم يعرفون من عمر و هذا أهم من أن يعرفهم حق المعرفة.
احتسى عمر كوب القهوة الصباحي المعتاد و ذهب متوجهاً للقسم الذي طلب منه تلك التقارير التي كان ينهيها منذ هذا الصباح.
تستقبله واحدة من القسم :
" مرحباً سيدي.
دعني أخذ عنك هذا التقرير.
أجلس هنا.
أنا المحققة راما بالمناسبة.
إذاً هذه التقارير عن قضية الطفل جون صحيح ؟"
" نعم هذا الصحيح."
" بعد أن ذهبت إلى موقع الجريمة مبارحة ، قلت لنا أنه يوجد بصمات يمكن أن تفيدنا.
تفقدنا هذه البصمات و إذ هي لهذه الفتاة."
أرته الملف التعريفي عنها و عرفها.
" أليس هذه البصمات التي كانت على حائط الحديقة الخلفية التي هي حسب بحثنا موقع الخطف ؟"
" نعم."
" هذه الفتاة أعرفها ، أنها جيسيكا ، عمرها ٩ سنوات و قد أعلمت عن اختفاءها بعد يومان من معرفتي بقضية جون.
لكن حسب كلام أهلها فقد اختفت في نفس اليوم الذي اختفى فيه جون.
و كل هذا موجود في تقريري."
" إذاً خطفا معاً، و أماكن تواجد بصماتها في موقع الجريمة دليل على مقاومتها للخاطفين."
" صحيح كلامك. و هل هناك شيء جديد أخر عن هذه القضية ؟"
" لا ، ليس هناك شيء جديد ، لكن سنعلمك أن حدث شيء جديد بخصوص الأمر."
" أشكرك، و الآن أيمكنني المغادرة ؟"
" بطبع يمكنك."
" أراكِ لاحقاً."

اتصل عليها حبيبها ككل مرة ، لكن ليس لأنه يريد الذهاب معها في موعد أو شيء كهذا ، فالالتقاء به صعب بالنسبة لها لكن عوضاً عن ذلك كان يريد أن يعرف منها الأخبار :
" إذاً، أين هو الآن ؟"
" في عمله كما أنا الآن في عملي لما تسأل هذا السؤال ؟"
" أسمعي لا شأن لك في ما أفعل و من ثم اتفاقنا لا تنسيه."
" أوه نعم نعم تذكرت.
لكن حبيبي إلى متى سننتهي من هذا ؟ ألم تتعب من كل هذه السنين التي حاولت فيها الحصول علي ؟"
" لا تخافي حبيبتي قد حصلت عليكي ، لكن لتكوني ملكي تماماً علي إتمام خطتي الأخيرة ضده، أنتي فقط ألتزمي بأوامري و سيقترب ما نريد حسناً عزيزتي ؟"
" حسناً أكلمك لاحقاً."
ثم عادت إلى عملها.

كان عمر جالساً على الطاولة الخاصة به يحدق بالأدلة التي معه عن القضية ، يفكر بعمق و هو يلعب القلم الذي معه بحركات غير واعٍ بها و يحدث نفسه :
"قضية هذا الطفل محيرة ، أسبوع و لم نتلقى أي شيء جديد عنه أو عن تلك الفتاة التي معه، أشفق كثيراً على الأطفال الذين مثلك يا جون ، يعانون من أصعب ظروف لمجرد وجود وحوش بهيئة بشر في هذا العالم لا إحساس لها بكم ، كان أخي واحد من ضحاياهم و لا زال ، ليت لو أني أملك القدرة على إخفاءهم جميعهم."

و من جهة أخرى يتجهز أخ عمر أحمد هو و زوجته صبا لحضور حفل كبير لافتتاح فندق أحد أصحابهم.
" إذاً فهمتم التعليمات جيداً ، لا تزعجوا خالتكم و لا جدتكم و لا أحد في هذا البيت و كونوا مؤدبين كما علمتكم ، حسناً يا صغاري ؟"
" حسناً ماما."
" أنا و أباكم لن نطيل غيابنا ، فقط سنذهب لرحلة للكبار و نعود."
" لكن ماما إن كانت للكبار لما لا يذهب الكبار الأخرين معك ؟"
" تقصد جدتك و خالتك ؟ لأنها رحلة عمل يا أدم و أنا و أباك نعمل بنفس العمل."
" واو ، حقاً هذا رائع."
" إذاً تريدون منا شيء قبل أن نذهب ؟"
" لا أمي لا شيء وداعاً."
" وداعاً."
" أنا محظوظ بأطفالي و زوجتي اللطيفة."
ثم يقرصها من خدها و يضحك.
و تضحك هي أيضاً.
ثم توجها إلى سيارة أحمد ليسافروا إلى أمريكا حيث سيقام الافتتاح.

اتصلت على حبيبها مجدداً بعد أن أنهت عملها و سألته :
" بالمناسبة ، هل سأستطيع رؤيتك في حفل افتتاح ذلك الفندق الجديد ؟
ستكون فرصة لنا لنجتمع مع بعضنا."
" لكن ماذا عن صديقتك بيلا ؟ طبعاً سأحضر معها هي زوجتي ، ليست كزوجك مهووس العمل ذاك."
" لا تتعدى حدودك و تتكلم عن زوجي هكذا ، هو فقط لا يحب مثل تلك الأمسيات.
و عن بيلا ، سأدبر أمرها لا تخاف ، و أيضاً كثير من صديقاتنا سيحضرون لذا ستنشغل معهم و بهذه الأثناء ننتهز الفرصة."
" سنرى بشأن ذلك."
" أنا متأكدة أنك ستبدو الأروع في تلك الأمسية."
" أشكرك على مدحك."
" أراك هناك."

يتحدثوا مع بعضهم و هم يراقبون هدفهم المقصود من بعيد :
" الجزء الأول من الخطة تم ، قد تأكدنا أنه وصل إلى أمريكا هو و زوجته."
" لا شك ، لن يفوت افتتاح فندق كهذا."
" و هنا سننفذ الخطة، و أخيراً سنمحي أخر شخص يعرف بقصتنا بعد فشلنا كل هذه السنوات."
"رئيسنا سيفرح إن نجحنا."
" لا شك سننجح حتماً، و سننتقم منه."
و نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن