عاد عمر إلى البيت غاضباً ، و أغلق الباب بقوة ، و عادت بعدها كايرا خلفه و فتحت الباب و قالت له بتوتر :
" اسمع ، يجب أن تهدأ و تعرف الحقيقة كاملة ، ألست أنت من يقول أنك يجب أن تسمع القصة من أكثر من طرف ؟"
" نعم ، لكن ما المزيد الذي علي معرفته ؟! أنتي واقعة في حبه لأني أنا الشرير الذي يقتل الناس الأبرياء و هو فارس الأحلام الطيب صحيح ؟!"
" اسمع ، علي إخبارك لما حصل هذا كله ، و من ثم أحكم علي كيف ما تريد."
" اتفقنا ، هيّا أبهرني."
" عمر ، الموضوع جدي ، إذا أنت تعرف أني أساعد طحان نعم ، و أنت تعرف أنني أفعل ذلك من أجل المال صحيح ، و أنت تعرف أنني وقعت في حبه لنا قلته أنت محق ، لكن لم يكن كل هذا السبب الرئيسي ، أنت تعرف أننا نظن أنك القاتل و هذا كله له أدلة."
" كلها مزيفة."
" دعني أكمل ليست هذه النقطة ، و لكن أنت تظن أنني أساعده من أجل أمه ، لا ، أنا لا أساعده لهذا السبب ، أنا أساعده لأن قاتل أمه قَتل أبي ، نعم قَتل كيفن هولد ، أبي ، تعرف أنني أمريكية أردنية لذا فعرقي الأمريكي من أبي ، أبي الرجل الذي قُتل في نفس اليوم من نفس القاتل."
" و لنفس السبب..."
" ماذا ؟"
" نعم ، أباك قد قتل لنفس سبب قتل أم طحان و هو الخيانة التي حصلت ، لم يقتل مارتن أباك فقط لأنه كشف بعض من جرائم لا بل لأنه كان من خانته زوجته جوليا معه."
" تقول عن أبي خائن ؟! و من أين لك هذا الكلام و كيف عرفت أن أب طحان هو القاتل ؟"
" من هذا الفيديو."
أراها الفيديو نفسه الذي يريد أن يريه لطحان و هو مشهد قتل أم طحان و أب كايرا من قبل أبيه.
عندها بكت كايرا ، بكت بكاءً شديد يعبر عن ندمها لما فعلته مع عمر.
" كل هذا الوقت و أنا أقنعك أنني محق ، أنني طيب ، أنني أحبك ، و لا تهون علي خيانتك ، غيرتي عليكي كانت سبب معاملتي معك و سبب حرقي لذلك المنزل ، أكرهك لكن بنفس الوقت أحبك ، لا أريد خسارتك ، لأن قلبي يقول أنه لا زلتي تحبني ، لكن عقلي لا كان يقول لي أنك تكرهيني و تريدين التخلص مني لأنني كنت أعرف أنك تخونني ، كنت أعرف أنني لا شيء بالنسبة لك."
" لا تقول كهذا الكلام ! لم يحدث شيء بيني و بينه ، نعم كنت معجبة به ، لكن ليس بيننا مسمى العلاقة حتى و عرفت أنه يخدعني لمصلحته و قصة مشاعر إعجابي به كانت لأنه كان حبي الأول قبل أن أعرفك و عادت تلك المشاعر بسبب الأوهام التي كانت في رأسي لكني لم أبوح له بشيء و مثل ما قلت أنت ظننت أنه طيب ، أنه الشخص المثالي لي ، لكن لا كان الشخص المثالي الحقيقي معي طول الوقت ، كان جانبي في الوقت الذي لم أدري فيه أنه بجانبي ، أنه أنت ، نعم أدركت أنه أنت ، و قلبك مثل قلبي يحمل مشاعر الحب ذاتها التي كانت فيه من السنين الماضية ، ليس شرط أن تكون حبي الأول لتكون الحقيقي ، و بقاء حبي لك في قلبي و عدم ذهابه أكد لي أنه حقيقي."
" إذاً لما فعلتي كل هذا بي ؟! لا تعرفين أن تعاملك معه كان سبب خطفي و محاولة قتلي تلك التي شهدتيها أيضاً ! لما أردتي موتي ؟"
" أحب أبي كثيراً ، و عند معرفتي بتلك الفيديوهات و التسجيلات الصوتية ظننت أنك حقاً القاتل و لم أفكر بأفعالي وقتها و لكن عندما أدركت الحقيقة و حاولت التوقف ، هددني بأنه سيكشف أمري ، و أنا لا أريد منك أن تعرف الحقيقة إلا مني ، كي لا يحدث سوء تفاهم أسوء مما حدث الآن و لكي أحمي علاقتنا."
" فهمت كل هذا ، لكن كيف سأصدق أن لا علاقة بينكم ؟"
" كان يخدعني و أنا أخدعه ، كل واحد منا يقول يتغزل بالأخر و هو يعلم أنه يخدعه ، فقط من أجل الانتقام.
عمر ، أنا حقاً أحبك أفهمني ، أنت زوجي ، و لم أكن لأبقى معك كل هذه المدة لو أنني لا أحبك."
كان عمر غير مطمئناً ، يصعب عليه تصديق كلامها و لكنه اكتفى من النقاش و قال :
" حسناً سامحتك ، لكن عديني أنك ستساعدني في كشف قاتل أباكي الحقيقي."
و يمد لها خنصره مع ابتسامة لطالما اختفت منذ فترة من وجهه و عادت له الآن.
" أدعك."
و تمد لها خنصرها لتنفذ معه إشارة الوعد و تبتسم ابتسامة مشرقة بعيناها المملوءة بالدموع.
" سأساعدك فلدي الكثير لأريك إياه ، بعدها نعيش حياة جميلة مع بعضنا .
و أنا أسفة جداً لما فعلته معك أعرف أنني كسرت لك قلبك ، لكن سأريك أنني على الحق ، و أنني زوجة تخبك حقاً ، فتعلمت درساً من هذه القصة و هو ألّا أعلق قلبي إلا بك ، تدعني أنك ستعود تحبني كسابق عهدك ؟"
" لم يتغير حبي لك ، لكن أحتاج لبناء الثقة التي بيننا التي هدمت مع كل ما حدث."
" أعرف ، صعب عليك التخطي ، لكن ستفعل."
" هي لنتعشى ، قد جعت صحيح ؟"
" أكيد ، كيف لا و كل هذا الوقت لم أكل شيء."
" إذاً لنغير ثيابنا و من ثم نتعشى."
☆
خائب الأمل ، نعم هو خائب الأمل ، نادماً على كل ما فعله ، يستوعب حجم الضرر الذي سببه لمجرد الانتقام ، ينظر ليديه و يتخيلها ملطخة بالدم ، لم يكن حاله يرضيه بتاتاً ، لم يفكر بأفعاله إلا الآن ، هو يريد حقاً التخلص منه لكن ماذا عن كل الأبرياء الذين بسببه تحولوا لجثث ؟ قصص و حكايات نهاها بيديه دون أن يعلم قيمتها ، حقاً أنه لرجل شرير ، و لكنه لا يعرف من حقاً الشرير هنا ، هو ، أم أباه الذي أقنعه بكل هذا ؟ برودة دم أبيه أصبحت شيء مقزز بالنسبة له ، غضبه من حب لأمه شيء طبيعي لكن أن يصل الأمر إلى هذا المستوى ؟! يصل الأمر إلى أن يتحول إلى قاتل متسلسل عن غير قصد ؟ دائماً كان يبرر لنفسه بعد كل جريمة :
"أنا لست من يريد هذا ، أنا لست من خطط لهذا ، أنا فقط أريد إنهاء شخص يستحق الموت ، أنا غير واعٍ لما أفعل."
غير مدرك أنه حتى الشخص الذي كان يريد موته لا يستحق ذلك أيضاً ، غير مدرك أنه من أساء الفهم هنا.
و قرر أنه سيصارح أباه بعدم رغبته في إكمال هذه المهمة ، حتى لو كان خائفاً من ردة فعله ، لكنه يعرف أن أباه يستطيع فعلها وحده و لا يحتاج له.
و فجأة ، تصله رسالة من الشخص الذي كان يريد الانتقام منه بعد أيام من أخر خلاف حدث بينهم بسبب حرقه للبيت ذاك.
يقول عمر لعبد الله في الرسالة :
" قلت لك أنني سأحل سوء التفاهم الذي بيننا و أنا على وعدي معك ، قبل أن تفكر بقتلي ، عليك حقاً أن تسمعني أولاً ، أنا أعرف قاتل أمك الحقيقي و أعترف ستعرفه أيضاً و تصدق كلامي."
يرد عليه :
" نعم ، من الأساس كنت أريد الاعتذار لك عن كل شيء ، أنا لم أعد أريد خوض كل هذا ، إن كنت قاتل أمي أو لا ، فما فعلته أنا كان خطأً أدركته ، و نعم سأسمعك ، لكن أين و متى تريد مني مقابلتك ؟"
" غداً صباحاً ، مكان اجتماعاتنا السرية المعتادة."
" تقصد مخزن بضاعة أمي صحيح ؟"
" نعم بالضبط."
" أراك هناك إذاً."
☆
خرج مارك ماردر من السجن ، قد خطط فعلاً هو و مارتن كيف ستكون خطواتهم القادمة ،مارتن يهتم بشأن عمر ريثما ينهي مارك ماردر أمر مارك لينك و عصابته.
أحس مارتن بشيء غريب بشأن عبد الله ، فقرر اللاحق به ، و ماكس اتصل بمارتن و قال له :
" عمر يتوجه إلى مكان ما ، لكنه ليس قسم الشرطة ، فله نصف ساعة يقود و لم يتوقف بعد و أيضاً الطريق مختلف."
" نعم و طحان أيضاً يتوجه لمكان ما ، و لكن أين سيارة عمر الآن ؟"
" على الشارع السريع الذي يؤدي إلى منطقة ****"
" نفس المنطقة التي يتوجه لها طحان ، ربما يريد مقابلته ، سأرى بنفسي على كل حال."
☆
خرج مارك لينك كذلك من السجن ، ليتصل مباشرة بمارك ماردر و يخبره :
" كنت حقاً متشوقاً للخروج من ذلك المكان فقط لأقتلك و أعود."
" في أحلامك أن تقتلني يا لينك."
" إذاً قابلني في **** لتثبت لي صحة كلامك ، أنا و رجالي و أنت رجالك."
" أتفقنا."
و نتبع في الجزء القادم ✨
أنت تقرأ
The Files 2 : The revegne | الانتقام
Aksi(تتضمن تلميحات عن العنف) عمر ، رجل في الثلاثين من عمره يعمل كمحقق خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، هو عربي الأصل لكن انتقل للعيش هناك مع زوجته من أجل عملهما. اعتاد أن يتم تكليفه بعدة مهام صعبة في مجال عمله لكن هذه المهمة كانت الأصعب على الإطلاق. ف...