نهاية العدو

27 2 1
                                    

بعد أيام من حادثة حرقه للبيت ذاك بدأ ينتابه شعور غريب ، شعور و كأن النهاية اقتربت ، شعور كئيب جعله يجلس لساعات وحده و هو يفكر ما هي أهم الأشياء التي عليه تجربتها قبل الوداع ؟ من هم الأشخاص الذين يجب أن يقابلهم لأخر مرة قبل نهايته ؟ كان يشعر بأن النهاية اقتربت و بدأ يصدق الشعور ، لا يعرف لماذا لكن صدقه.
أقام أكبر حفلة مع أصدقاءه في أخر زيارة له ، جلس مع زوجته لأيام و عاش معها أجمل اللحظات التي طالما تمنى عيشها من سنين ، زار أهله و ضحك معهم و استمتع ، استمتع و هو يراقبهم يبتسمون على المائدة الجماعية ، و كأنها أخر مرة يحظى بهذه اللحظات معهم. بعد الغداء ، لاحظ أخاه أحمد حاله و أراد الاطمئنان عليه ، جلس جانبه و حاوره :
" لماذا أنت حزين هكذا ؟"
" كانت أخر أيام صعبة علي ، أيضاً أعتقد أنها النهاية."
" ما الذي تقصده ؟ لا ، لا تقول ذلك ، ستعيش أيام جميلة أخرى تعوض بها الأيام السيئة."
" لا أعتقد ذلك."
" لا تحزن عمر ، أنت تحتاج بعض المواساة."
و عانقه أحمد ليخفف عنه ، و بدأ عمر بالبكاء ، بكى من قلبه ، الحرقة كلها بدأت تخرج ، و عادت له مرة أخرى عندما أدرك أنه سيخسر كل هذا.
يقول لأحمد بحرقة :
" كيف لي لأفارقكم ؟ لا أريد هذا !"
" لا تقل هذا ، نحن هنا معك لما أنت هكذا ؟
و لما لم تطلب مني هذا الحضن إن كنت تحتاجه ؟"
" لم تكن موجود معي لأطلبه ، أنت لست دائماً بجانبي لديك أشغالك ، و وقتها لم يكن لدي أحد أساساً."
الكلمات هذه أضاقتك صدر أحمد كثيراً ، حرقة عمر واضحة ، واضح أنه عان حقاً.
" لا تخاف لا بأس ، أنا الآن هنا بجانبك و سأبقى بجانبك متى ما أحتجت لي ، في المرة القادمة لا تخجل و اتصل علي و سآتي فوراً لأواسيك."
و ظل أحمد يواسي عمر حتى ارتاح ضميره ، و عاد كل شيء طبيعي و أكملوا الزيارة بفرح.

بعد أيام من ذلك ، في نفس اليوم الذي اتفقا عمر و طحان على التقابل فيه معاً ، اتفقا ماردر و لينك أيضاً على المواجهة ،
و قبل حتى أن يقابل مارك ماردر مارك لينك بدأوا بالقتال ، كان قتالهم حديث الناس في شوارع المدينة ، وصل الموضوع إلى الأخبار التي تقول عن الحادثة :
" سيارات مسرعة ، و رصاصات منتشرة ، ضحايا عديدة ، من حادثة قتال بين اثنين من أشهر المجرمين و الذين هم مارك لينك الذي خرج توه من السجن و مارك ماردر الذي كانت تبحث عن الشرطة و الذي بالفعل بدأ قتاله هذا بعد هروبه من السجن ، رجال الرجلين بالكاد قتلوا جميعهم ، و محلات و أماكن تفجرت بسبب الحوادث التي ارتكبوها بسيارات المطاردة الخاصة بالطرفين ، و الآن دوريات الشرطة تدخلت ، و هي تطارد الآن الطرفين ، لكي يقضبوا على مارك ماردر و مارك لينك و أكبر عدد من رجالهم من جديد.

وصل عمر إلى المكان الذي وعد به طحان باللقاء به ، و دخل من الباب الأمامي و كان عبد الله بالفعل ينتظره في الداخل.
" مرحباً ، أرى أنك وصلت أخيراً."
" نعم ، الطريق بعيد عن بيتي.
إذاً طحان ، لأنك صديقي و أريد مصلحتك ، فقررت حل سوء التفاهم الذي بيننا ، أنا أعرف أنك لا تبالي لما أقول الآن لكن فقط شاهد هذا الفيديو."
شغل عمر الفيديو ذاته الذي أراه لكايرا و أعطاه لعبد الله ، صدم لأنه قد رأى صورة من هذا الفيديو البارحة في كمبيوتر أباه لكنه لم يتوقع أنه فيديو قتل أمه.
تأثر ، عرف أن شعوره بالذنب كان نابعاً من شيء حقيقي ، عرف أنه في كذبة لسنين ، مل هذا الوقت ظن أن عمر هو القاتل ، لكنه كان مخطئاً.
" أعتذر لك عمر ، نايبة عني و عن كل من أذاك بسببي ، أنت على حق ، أنا مخطئ و أستحق أن تفعل بي كل ما تريد ، يا لي من شرير."
" لا عادي سامحتك ، موقفك كان نفس موقف كايرا تماماً."
" كم أنك طيب ، فعلاً قد أضعت صديقاً مثلك ، أنا لا أستحق أن أكون معك."
" لا تستحق ، فأنت عرفت خطأك ، و الآن تريد إصلاحه صحيح ؟"
" نعم حقاً أريد إصلاحه ، أعدك أن نهايتهم ستكون على أيدنا."
" ستساعدني في القضاء عليهم ؟"
" بالطبع."
كانا يريدان العناق عناق الصلحة لكن فجأة ، أطلق على صدر عمر طلقة من قناصة قد أصابت قلبه و قتلته.
أصبح عمر مقتولاً بين يدي طحان و دمه قد لطخ ملابسه و يداه ، كان كثيراً جداً."
" عمر !"
قالها بحرقة ، لم يستطع تمالك نفسه و بدأ بالبكاء ، يحاول إيقاظ عمر و هو يبكي و يقول :
" عمر ، أرجوك لا عمر أستيقظ ! لا تتركني !"
فجأة يخاطبه صوت مألوف له :
" شكراً لخطتك بني ، قد حققنا هدفنا صحيح ؟ * ابتسامة شريرة*"
ينظر عبد الله للأعلى و وجد والده حاملاً تلك القناصة التي قتل بها عمر و هو يبتسم بانتصار ، تعابيره لا توحي بالندم نهائياً ، و الذي وصل لهناك بفضل الباب الخلفي للمخزن الذي يؤدي بسهولة للسلالم تؤدي إلى أرضية يحيطها سور تشبه الشرفة لكنها داخل المخزن أستطاع منها التصويب على عمر من فوق و قتله دون أن يحسوا به.
يرد عليه عبد الله بحرقة :
" مختل ، * و يعلو صوته * أمي معها حق عندما قالت عليك مختل ! كيف لك فعل ذلك ؟! كيف لك أن تقتل أكثر شخصين أحبهم بهذه السهولة ؟"
" قد فضلتهم علي."
يتحدث إليه و هو ينزل للأسف عنده.
يلتفت عبد الله لأبيه و يرد عليه :
" لأنك أنت من أخطأ ، لو أنك تعاملت مع خيانة أمي لك بطريقة أخرى لما كان حدث كل هذا !"
" إذاً تريد الانتقام ؟ * يضحك مستهئزاً به*"
يقولها بحرقة :
" نعم سأنتقم."
" ليس قبل أن أقتلك أنت أيضاً."
و قبل أن يقتله أباه ، أخذ المسدس من جيب عمر و أطلق على أباه و قتله ، و انبطح أباه على الأرض ميتاً ، راقب عبد الله المشهد برعب ، فالآن هو في المخزن وحده مع جثتان ، اتصل فوراً بالشرطة و الإسعاف كي يتصرفوا ، أملاً أن ينجو عمر و يعود للحياة و علم أنه الآن بدأت مهمة إنهاء تلك المنظمة واحداً تلو الأخر و التي تولى أمرها نيابة عن عمر الآن...

صوت صفارات الشرطة بدأت بالعلو و هي تقتحم المخزن و بدأت مباشرة بالتحقيق بالأمر ، و في الجانب الأخر من المدينة كانت أصوات صفراتهم تنتشر معلنة عن حدث القبض على مارك ماردر و مارك لينك.
" بعد كل هذه السنين من المطاردات ، و بعد خروجهم من السجن في نفس اليوم ، تم القبض على مارك لينك و مارك ماردر و العودة بهم للسجن مجدداً ، و هذه أخبار أسعدت المدينة لأن القبض عليهم كان حلم كل مواطن يعيش في لوس أنجلوس بعد مل ما حدث."
شاهد مارك ماردر هذه الإخبار على الشاشات التي قابلها في طريقه للسجن ، راح يفكر بأيامه القديمة ، أيام عائلته ، و أصدقاءه ، و حياته الجميلة قبل أول جريمة له ، قبل أول جريمة كان سببها عميه بالمال و المناصب و سهولة كسبها ، و بعد أن سمع هذه الجملة من القاضي .
" حكم على القاتل المتسلسل مارك ماردر رسمياً بعد قتله لمئات الناس و منهم أخاه توماس ماردر و أباه و أمه بالسجن المؤبد."
كانت لا تخرج من عقله ، كان يلوم نفسه على كل ما حدث ، و تكرر كلمة ليتني فعلت و ليتني لم أفعل في رأسه ، عادت له كل ذكرياته السيئة بعد أن استذكر كل الجيدة منها و قرر :
" أنا لا أستحق الحياة بعد الآن."
وجد بجانبه حبل في زنزانته و أخذه و خنق به نفسه و انتحر.
و هكذا كانت نهاية مارك ماردر و بدأ الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بسبب كل هذه الأخبار الصادمة المتتالية التي حدثت في لوس أنجلوس...
و نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن