القطعة المفقودة ٢ : مارك ماردر

30 4 2
                                    

مازالت الشرطة تحقق في هوية توماس ماردر الحقيقية.
" ماذا سأفعل الآن ؟ لم نشهد أي نشاط جديد لتوماس ماردر ذاك."
" ألم تقولي لي أن عمر يمكن أن يساعدك ؟"
" عمر ! صحيح يمكن أن يساعدني طالما كان في بيته أخر مرة."
قررت راما الاتصال بعمر لتسأله عن القضية هذه ، لكن هاتفه لا شبكة فيه.
" لما الآن ؟!
سأرسل له رسالة نصية فيرد علي عندما يراها."

استيقظ عمر على صوت قوي ، نهض ليتفقد الوضع لأنه ظن أنها كايرا ، لكنه وجد أن كايرا نائمة فحل الاستغراب عليه.
" كان صوت من الشرفة."
حدث نفسه ثم راح يلحق مصدر الصوت.
نظر للأسفل فوجد أن سيارة جاره قد حطمت من قبل شخص ما ، و جاره صاحب السيارة يصرخ على الشخص الذي أمامه و الذي لم تكن ملامحه واضحة لعمر.
" ألا تعرف كم سعر هذه السيارة ؟ كم تعبت لأحصل عليها ؟ كيف لك فعل ذلك ؟"
" لكن لم أكن أنا من فعل ذلك سيدي.
كنت أتمشى و من ثم هربت من صوت الرصاص لكي أنجوا بنفسي ، أنظر لسيارتك كيف الرصاص اخترق زجاجها."
و رحل صاحب السيارة غاضباً من كل هذا و عاد إلى عمارته.
و ذلك الرجل ذهب و عند تغييره لاتجاه الطريق لمح عمر وجهه ، نعم كان مارك ماردر و الصدمة أن السيارة التي كان مارك بجانبها هي سيارة عمر ، و التي كانت خلف سيارة الجار التي تحطمت أثر الرصاص.
" ما الذي يريده من مجيئه لهنا ؟"
استغرب عمر.
" سأتحقق من الموضوع عند ذهابي للعمل."
أعاد عمر تشغيل هاتفه المحمول ، و تلقى بالفعل الرسالة النصية من راما و التي كانت :
" عمر أتعرف شيء يفيدني في معرفة هوية توماس الحقيقية ؟"
رد على رسالتها بإرسال صورتين ، صورة الملف التعريفي لمارك ماردر و صورة الملف التعريفي لتوماس ماردر الحقيقي.
و كتب :
" سأدون التفاصيل في تقريري القادم و أضيفه لملفات قضيتك ، لكن الآن الصور هذه تكفي ريثما أنهي عملي على التقرير."

" مارك ماردر هذا يجب أن ننهيه و بأسرع وقت."
" نعم ، سيندم لكل ما فعله معنا."
" و عندما يخرج مارك لينك من السجن سيرى ماردر ذاك مصيره."
في هذه ولاية لم تكن عصابة صيادو البشر فقط الموجودة ، بل هنالك عصابات أخرى و خيانات بين الأعضاء و مشاكل كثيرة و منها قصة مارك ماردر مع مارك لينك.
فلم تكن خيانة ماردر للينك فقط أنه سبب بإرساله للسجن ، بل انضمامه لصيادو البشر كانت خيانة بحد ذاتها ، لأن ماردر وعد لينك بالانضمام لعصابته هو ، لكنه كان كاذباً و قرر الانضمام للأقوى بنظره و هي عصابة صيادو البشر ، لذا فلحد الآن و مازال لينك يريد الانتقام من ماردر و يضع حد له بعد كل ذلك.

" قد حاولوا قتلك مارك صحيح ؟"
" نعم ، لم أتوقع أنهم يتتبعوني حتى في الصباح."
" لكن فعلت ما عليك فعله هناك أليس كذلك ؟"
" نعم ، و حفظت موقع بيته أيضاً."
" لكن كيف عرفت بأمر الموقع ؟"
" سهلة ، طحان ، هو من أخبرني به."
" جيد."

تحقق عمر من سيارته و لم يجد فيها أي عطل ، استغرب فتوقع أن ما فعله هو تخريب السيارة لكنه ارتاح لأن ذلك لم يحدث و لأن إطلاق النار لم يضرها بشيء، و من ثم عاد لتناول الإفطار مع كايرا في بيته قبل الذهاب للعمل.
يتحدث إليها و هو يتناول الفطور على الطاولة :
" إذاً ما مخططاتك لليوم ؟"
" كالعادة ، بعد الفطور سأذهب إلى الشركة و من ثم أذهب مع صديقاتي لنرفه عن أنفسنا قليلاً."
" متى ستتفرغين لي ؟"
" تفرغ لي أنت أولاً ثم نفكر بالأمر."
" خمس ليالي و أنا أعود للبيت و أنام وحدي ، الأزواج الآخرون يقضون وقتاً مع بعضهم بدلاً من الانتظار الذي يدفعني إلى النوم ، إلا إذا كنتي تفضلين شخص أخر."
" لا تغار من صديقاتي ! حسناً ، سأتفرغ لك غداً سأحاول."
" و أخيراً تذكرتي أن لديك زوج."
" اخٍ منك متى تتوقف عن الحركات هذه ؟ على كل حال لقد تأخرت عن عملك هيا تجهز بسرعة."
" حسناً."

" يتوجه الآن إلى عمله سيدي."
" لا تسمحوا له بذلك ، أنا سأكمل مهمتي و أنتم عرقلوه."
يتوجه مارك بسيارته السوداء إلى ذلك الزقاق ، كان معتاداً أن يتوجه إليه لتجارة الممنوعات ، لكن اليوم كانت تجارة مختلفة ، اليوم كانت تجارة معلومات ، ما حدث لمارك قبل ساعات كان السبب لتوجهه إلى هذا الزقاق مجدداً ، فالذي شهده عمر في الصباح من إطلاق النيران كان هدفه قتل مارك و عرف مارك بذلك و عرف أن عصابة مارك لينك هي التي تعدمت فعل هذا به بسبب تعرفه على واحد منهم فقرر تصفية حسابه معهم ، و منه يتطلع على بعض النصائح لإنهاء عمر أيضاً.
طرق على الباب الموجود على الحائط الأيسر من الزقاق و فتح له ذلك الرجل
الذي عندما تراه من النظرة الأولى تعرف أنه رجل مضطرب بلا شك :
" مارك ماردر ؟! زمان عنك يا صاحبي ، أراك في هذا المكان عادة لكن لما أتيت و طرقت بابي أنا بالذات بعد كل هذه المدة ؟"
" قلت لك ، لا أحتاجك إلا عند المهام الصعبة ، إذاً ، هل يمكنك مساعدتي في خطة ضد أكبر أعدائك ؟"
" تقصد ذلك اللعين مارك لينك ؟ نعم بالطبع و لما لا ؟
بمجرد أن يخرج سيرى الجحيم.
هيا أدخل لما أنت على الباب."
أدخله و أغلق الباب وراءه.
" إذاً ديفيد ، أذكر أنك كنت السبب في إنهاء قسم من عصابة صيادو البشر ، القسم الذي كان في تيكس."
" صحيح ، كان رئيسهم يريد إنهاءهم في المقام الأول و ساعده ابنه على ذلك ، و كانت هذه أول خطوة في إخفاق خطة ذاك المحقق عمر قبل ست سنوات."
" لكن ما دخله ذاك ؟"
" من عام ٢٠٢٤ و قد اكتشف بأمر منظمة صيادو البشر و حاول عدة مرات كشف أمرهم للعامة لكن فشل ، و سيفشل فشل ذريع هذه السنة أيضاً."
*يضحك الاثنان*
" و الآن لنبدأ بترتيب أمورنا كي أحقق الهدف من مجيئي لهنا."

نزل عمر من سيارته بعد أن توجه إلى القسم و معه تقريره عن المنظمة ، أحس أنه هنالك شيء غريب و كأنه يوجد شخص يراقبه في الجوار ، تخطى الشعور و تابع مسيره للقسم ، سمع صوت الرصاصة ثم أصيب بقدمه ، لحسن الحظ رأوا حراس الباب الأمامي الحدث و راحوا يساعدوا عمر.
" لما أطلقت النار عليه الآن ؟"
" قال مارك أنه لا جيب أن ندعه يصل و لكن من غباء قيادتك وصل و بكل سهولة."
تشاجر الاثنان حتى عرفت الشرطة بأمرهم و تم القبض عليهم.
" هل أنت بخير عمر ؟"
" نعم جاستن ، لا تقلق بشأني ، خذ ، هذا تقريري عن المنظمة."
" أوه ، لم أتوقع منك إنهاءه بهذه السرعة !"
" إن احتاج الأمر لتقرير أخر فأنا جاهز أيضاً ، مازال هنالك بعض الأسئلة المتعلقة بهم التي لم أجد لها إجابة بعد."
ثم يأتي شخص من الشرطة و يستعدي عمر :
" عمر ، نحتاج لنجري تحقيق معك بما يخص حادثة خطفك ، تعال معنا إلى غرفة التحقيق."
" حسناً قادم."
" و ماذا عن قدمك ؟ إذاً سأساعدك لتمشي لهناك ، طبيب لم يأتي لمعالجتك بعد."
" أشكرك."

جلس عمر على الكرسي و ذهب جاستن بعد إيصاله لإكمال عمله ، أحس عمر بشعور غير مريح عند جلوسه ، و كأنه مراقب ؟
لكن لم يلاحظ شيء غريب أو مختلف أثناء التحقيق فاستمر بالإجابة عن أسئلة المحققين عن الحادثة و بعدها أتى الطبيب ليتولى أمر إصابته.
" ضايقني كثيراً الأمر ، كيف لهم أن يفضلوا التحقيق معي على معالجتي أولاً ؟ أليس من قوانين القسم أن صحة العاملين هنا هي الأهم ؟! ثم إصابة كهذه لا يجب أن يؤجل علاجها تخيل لو أصاب الساقي الشلل ! لكن لن المفتش كان موجود سكتت و لم أنطق بحرف."
" معك حق ، أشياء سيئة كثيراً حصلت في هذا القسم مؤخراً ، تخيل بعد كل هذه الأدلة التي جمعناها ضد جيمس و جاك و أثبتنا أنهم ليسوا برجال شرطة في الواقع ، رُفضت الأدلة ، و مددوا مدة عملهم إلى إشعار أخر ، و كانوا سيطردوني بسبب هذا ! ليس من المعقول ما يحصل."
" هنالك شيء وراء هذا."
" هذا ما أريد الوصول له ، إن طريقة تعاملهم الجيدة مع جيمس و جاك بعد كل هذا ليس بالأمر الطبيعي."
" جاستن ، يجب أن نحقق في الأمر و نكشف السر."
" إلى درجة التحقيق يا عمر ؟
ظننت نقاش طبيعي معهم سيكفي."
" سيكذبوا علينا.
و من ثم كلامك هذا ذكرني بحادثة حصلت قبل أيام في الليل هنا ، أريد المعرفة عنها أكثر."
" حسناً ، تريد مني وضعك في الكرسي المتحرك و جرك لغرفة المراقبة ؟"
" لا ، أريد منك أن تتولى الموضوع.
سيعرف الجميع بمجيئنا لغرفة المراقبة إن فعلت هذا."
" نحن شرطة ، و من ثم يمكننك استغلال حادثة اليوم كحجة للذهاب لهناك."
" صحيح ، يجب أن نتحقق منها أيضاً."
و عند توجههم لغرفة المراقبة اكتشفوا أنها مغلقة.
" الآن تأكدت أنه حقاً يوجد شيء غريب يحدث هنا، ليس لديك أي فكرة عن الموضوع عمر ؟"
" لا ، صحيح أنني محقق لكن هذا لا يعني أنني أعرف كل شيء ، لكن ما يهمني الآن هو بمن علينا الاتصال لنعرف سبب إغلاق الغرفة ؟"
" راما ! راما يمكن أن تعرف لأنها مساعدة المفتش."
" أليست إجازتها اليوم ؟"
" لا ، لقد عاقبها المفتش عند غيابك بسبب دفاعها عن وجهة نظري عن جيمس و جاك."
" لنتوجه لمكتبها إذاً."
توجهها إليه لكنه كان مقفلاً أيضاً.
" سحقاً لهذا ، ما الذي يحدث اليوم !
كل اليوم إصابات و اختفاءات و إقفال غرف ما الذي يحصل حقاً ؟!"
" أهدأ جاستن ، سنسأل الباقي و نجد الحل."
و بعد سؤال الباقي الذين في القسم كانت ردة فعلهم فقط الاستغراب مثل عمر و جاستن تماماً.
و فجأة يأتي لعمر اتصال
في نفسه يقول :
" أنها كايرا."
يجيب على الاتصال :
" أين أنت عمر ؟! هنالك جماعة حاولت اقتحام بيتنا ، لا أعرف لكن يريدون مني فتح الباب أنا خائفة حقاً."
" لا تفتحي لهم مهما حصل ، أبقي مكانك أنا قادم."
و فصل الخط.
" ماذا ؟"
" أنها زوجتي ، يحاول اقتحام البيت يجب أن أفعل شيء !"
" لكن لا يمكنك الحراك و وضعك هكذا سأدع الباقي يتولون الأمر."
" أشكرك."
و بالفعل راح فريق من الشرطة إلى منزل عمر و حاولوا القبض على الخاطفين لكن هربوا.
" يبدو أنهم أرادوا سرقته أو شيء ما."
" نعم ليس الموضوع بهذه الأهمية."

يسأل جاستن الذين تولوا المهمة :
" هل استطاعوا الإمساك بهم ؟"
" حاولنا لكن لا."
" و ما مهمتكم كشرطة إذاً ؟"
" لم نجد لهم أثر لذا لم نستطع فعل شيء ثم توقف عن إعطائنا الأوامر و كأنك رئيسنا، إن كنت تقبل العمل الشاق هذا بمبلغ مالي زهيد فنحن لا نقبل !"
و رحلوا.
" ما يحدث في غاية الغرابة."

بعد أن حدث جاستن عمر عما حصل ، توصلا أن جاستن يجب أن يعرف أين راما أولاً و عمر يجب أن يعود لبيته ليرتاح و يبقى مع زوجته في حال تكرار الحادثة.
يقول عمر و هو يغيظ كايرا :
" ألا تريدين الخروج مع صديقاتك اليوم ؟"
" أخرس ، بعد كل هذا لا أريد الخروج أبداً."
*يضحك عليها*
*تلاحظ ساقه المصابة*
" لكن عمر ، أنت مصاب مجدداً أم هذه الإصابات القديمة ؟"
" لا ، هذه إصابة جديدة للأسف ، لكن من يهتم ،أصبت كثيراً من المرات قبلها."
" لا تقل كهذا الكلام أنا أهتم !"
يصل لكايرا إشعار من هاتفها ما جعل ملامحها تتغير لتصبح تدل على فرحها.
" حقاً ؟ أشك في ذلك."
" ما الذي تقصده ؟!"
" سيحتاج الأمر لساعات من النقاش بيننا لذا دعي الأمر لوقته."
" أتحبني حقاً ؟"
" سؤال أنتي من عليه أن يعرف إجابته ، و لو كنتي تحبني حقاً لكنتي عرفتي لما أنا أعاملك كهذا الآن."
ثم ذهب عمر من الغرفة بكرسيه و هو غاضب.
كانت تصرفات كايرا أخر فترة تزعجه ، تزعجه جداً ، لم يعتاد عليها هكذا ، في هذه السنة حدث الاختلاف الذي غيرها بالنسبة له للأبد.

يتصل جاستن على راما ليطمئن عليها ، العديد من الاتصالات و لم ترد عليه ، كان خائفاً لأنه يعرف أمراً لم يود إخبار عمر به.
Flashback :
Justin's pov :
كنت أمشي في ممرات القسم كالعادة لأتوجه إلى مكتب راما لنكمل العمل على ملف القضية خاصتنا معاً و قبل أن أصل لمكتبها سمعت صوت جيمس في مكتب رئيس القسم.
" يجب أن أتحقق من الأمر ، سيفيدني هذا في قضيتي.
و اغتلست السمع و إذ أصدم بسماع هذا الكلام :
" ندفع لك كم ما تريد من المال ، لكن عليك فعل ذلك ، مارك سيكون غاضباً إن لم تتحقق الخطة و أن تعرف ، غضب مارك عليك يساوي هلاكك."
و عرفت إن هنالك خطة كبيرة من هذا المدعو مارك ضد أحد في الشرطة لدرجة أنه دفع روشة للرئيس ، و الأسوء أنه قبل العرض ، نعم سمعته بإذني يقول :
" طبعاً ، سألتزم بالخطة كما يريدها هو."
The flashback ended

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن