قضية ١ : قضية الفندق الفاخر

55 4 1
                                    

بعد كل ما حصل طبعاً أتت الشرطة للمكان و لمحوا عمر من بعدين لكن لم يعرفوه.
" هي أنت ، لما أنت هنا ؟"
ثم التفت لهم و عرفوه :
" عمر هذا أنت !"
" نعم أذكر أنه كلف بهذه المهمة."
" إذاً ماذا حصل ؟"
يجيبه عمر :
" سيعرف الجميع ما حصل في غيابهم ، لكن الآن عليكم بالباقي."
" حسناً سنذهب و نتحقق من المكان."
تحققت الشرطة من المكان و جمعت الأدلة.
و بهذه الأثناء ذهب عمر و جمع أدلته أيضاً و تمعن في ما جمع من صور و فيديوهات و اكتشف الكثير.
و رأها ، نعم رأى كايرا و هي تخونه مع طحان ، كانت صدمة من صدمات حياته لكن و الآن عرف سبب تصرفاتها الغريبة في الأوان الأخيرة.
Flashback :
تقول كايرا لعمر :
" أعجبك الغداء عزيزي ؟ ، أعدته بكل حب خصيصاً لك."
يقول و هو يأكل بكل إقبال :
" نعم أعجبني و بشدة."
" أنا حقاً ممتنة أنه أعجبك."
و هو يأكل نظر لها ثم وجدها تبتسم بوجهه بطريقة غريبة، ملامحه وجهه تحولت للاستغراب، ثم استدارت للخلف كي تخفي عنه ملامح وجهها.
بعد أن تناول الطعام شعر بالنعاس الشديد ما أنه لم يحل الليل بعد فذهب ليأخذ قيلولة.
و هذا ما كنت تنتظره، بعد أن غفل عمر ، تسللت إلى غرفته و فتحت لابتوبه الذي عليه كل عمله ، كونه كان يثق بها فهي تعرف كلمة السر ، سربت ما استطاعت تسريبه لحبيبها ذاك ( عبد الله) ثم ذهبت و لا كأن شيئاً يكن.

هو لم يلاحظ عملها هذا من الأساس فهذا ليس الغريب في تصرفاتها بالنسبة له ، الغريب أنها كانت تراقب كل تحركاته كأنها جاسوسة ، تسأله أسئلة لا داعي لها ، حتى و هو يعمل في غرفته يلاحظ أنه يوجد شخص ما يتنصت إليه لا شك أنها هي.
The flashback ended

و بعد كل ما تذكره أدرك أنه يجب أن يغير من طريقة تعامله معها و يعرف غايتها الحقيقية من وجودها معه ، فهو لا يثق بأحد بهذه السهولة و يخسر ثقته بمن حوله بسهولة و الآن بدأ يفقد الثقة بها كما فقدها بأعز أصدقاءه عبد الله.

في اليوم التالي أتى عمر لقسم الشرطة و معه كل الأدلة التي جمعها و ضافوها الشرطة لأدلتهم.
انصدموا من الكم الهائل من الأحداث التي حدثت تلك الليلة ، ربطوا الأحداث هذه بقضايا سابقة و وجدوا تشابه كبير في طريقة تنفيذ الخطط في الجرائم الماضية و هذه الجريمة ، أيضاً وجدوا بعض الأوجه المؤلفة ، و لكن ما كان يشغل بالهم هو الهوية الحقيقية لقائد أولئك المجرمين ، و هناك سر واحد يعرفه عمر لكن لا يعرفه الباقي و هو أن صديقه عبد الله له علاقة بالموضوع ، فلم تظهر و لا حتى شعرة له في فيديوهات التي كانت بمثابة دلائل لإتمام التحقيق ، و يعلم عمر علم اليقين أن لهذه المعلومة فائدة كبيرة في إنهاء كل هذا لكن ليس الآن.
" عمر ، أنت ستكون محقق قضية هذا الفندق ، سنترك قضية الطفل جون لمحقق أخر في هذا القسم ، أذهب مع فريق عملك لإتمام الإجراءات اللازمة."
و بفعل ذهب عمر مع الفريق لإتمام المهمة.

أتى مجموعة من الرجال إلى الفندق ليحجزوا فيه ، فنعم ، الشرطة سمحت بعمل الفندق بشكل طبيعي بعد الحادث ، ثم همس واحد من الرجال إلى موظف الاستقبال بكلام لم يكن بمسموع سواء لهم ثم أراه بطاقته الشخصية و دله موظف الاستقبال على مكان معين لذهاب إليه فذهب إليه هو و بقية الرجال المريبين الذين يحملون معهم الشنط السوداء تلك.
أما تعامله مع بقية الزائرين فكان طبيعي تماماً.
كان عمر يراقب كل هذا من بعيد حاملاً هاتفه مدعياً أنه ينتظر دوره في الحجز أو ينتظر شخص ما مرتدياً قبعته و نظاراته الشمسية كي يبعد عن نفسه الشكوك.
و فريق عمر كانوا من الناس العاديين الذين حجزوا غرفة من غرف الفندق كي يستطعوا زيارته متى ما أرادوا بحجة امتلاك الغرفة.
في الليل ، تغير الوضع تماماً ، كان الفندق و كأنه فارغ رغم أنه كان مليء بالناس صباحاً.
كان الوضع مريب ، فقرر عمر و زملائه أن يغادر أحدهم الغرفة و يتفقد المكان ، و تطوع أحد منهم.
بعد ساعات من ذهابه لم يعد، يقول عمر و هو ينظر إلى الوقت بساعته :
" أين هو كل هذا الوقت ؟ لما لم يعد بعد ؟"
ثم سألهم :
" أذهب و أتحقق من الأمر بنفسي ؟"
أجابه أحدهم :
" لكن سيحصل لك كما حصل معه."
رد عمر :
" و إن ذهبت أنا و أحد منكم ، هل يعقل أن نترك أحد منكم هنا لوحده ؟"
" نعم ، أنا أتبرع لأبقى هنا وحدي."
" لا أنا سأذهب و أنتما ابقا هنا.
سأتواصل معكم عبر هاتين."
و شار إلى سماعات كانت على أذنيه.

و بالفعل ذهب عمر إدراجه إلى الأسفل ، و هو ينزل سمع صوت من أحد الغرف لمرأة تبكي :
" أرجوك لا تفعل بي هذا أتوسل إليك لا تفعل هذا بي !"
انصدم ، أراد فتح الباب و إنهاء الأمر لكن بمجرد سماعه لصوت عدة رجال عرف أنه ليس الوقت المناسب.
و لكن المفاجئة أن هذا لا يحدث فقط في غرفة واحدة بل في عدة غرف و هذا ما استنتجه عمر من سماعه للأصوات.
خوفه ازداد ، و لكنه يريد حقاً معرفة أين رحل صديقه ، شغل سماعة و أخبر أصدقاءه الأخرين بصوت خافت عن القصة و هو يتوجه نحو ذلك المكان الذي أثار شكوكه من بداية زيارته للفندق لكن لم يجيبوه.
" أيعقل أنه حدث معهم مكروه ؟!"
نقر على السماعة بعضة مرات ثم قال :
" مرحباً ، أين أنتم ؟"
و ما أن وصل للمكان حتى رأى ما لم يصدقه ، نعم أنه صديقه مقتول أمام الباب نفسه الذي دخله الرجل ذاك الصباح.
تقدم ليتفحص ما إذا كان حياً أم ميتاً و إذ وجده قد مات بالفعل.
حمل سلاحه و جهز نفسه لأي اعتداء يمكن أن يواجهه في لحظة فتحه للباب و قبل فتحه اغتلس السمع فسمع هذا الكلام :
" إن كان ما تقوله صحيح فهو في المبنى الآن."
" نعم ، يمكننا بسهولة الإمساك به إذاً."
" مثل ما قال لنا رئيسنا ، يحب أن يحشر أنفه في كل شيء."
" كم هو مضحك."
ثم ضحك الاثنان.
تراجع عمر عن قرار اقتحام المكان لأن ذلك لن يسبب له سوى المشاكل.
فالتفت ليعود خطواته إلى الغرفة التي حجزوها و يخبر زملائه عما حدث كي ينهوا ما يجري في هذا الفندق سريعاً.
و إذ وجد خلفه أشخاص أخافه وجودهم ، ظن أنهم أصدقاءه للوهلة الأولى إلى أن ركز و وجد أنهم يرتدون لابس أصدقاءه فقط، يرفعوا مسدساتهم في وجه عمر و يقول له أحدهم :
" سلم نفسك يا أيها الجبان !"
ثم يخرج أحد أخر من الغرفة تلك و يرفع عليه مسدسه أيضاً :
" عرفت أنك كنت هنا ، غبي ! تظن أنك ستكشف مخططاتنا لكن ما ستكتشفه فقط هو طريقة موتك."
حدث نفسه :
" ثلاثة ضدي ما العمل ؟!"
نظر إلى جيبه و عرف ما عليه فعله.
و فجأة لم يستطعوا رؤية شيء :
" ما كل هذا الدخان ، و أين ذلك الأحمق ؟!"
" أعتقد أنه أستطاع الهرب ككل مرة !"
" لا ، لا يجب علينا أن نعده يفلت منا بكل سهولة ، أمسكوا به !"
و بالفعل اتفقوا على ملاحقته.
ركبوا سيارتهم ، و أخذوا يبحثوا عنه ، و في هذه الأثناء هو بالفعل قد هرب و نجى بنفسه.
بعد ساعات من البحث :
" هذه المرة قد أفلت منا ، لكن الكل الآن سيعرف بالأمر ، و نضيف شخص جديد إلى قائمة المطلوبين للمنظمة."

بعد كل ما حدث ، في اليوم التالي ، أجرت الشرطة فحص شامل للفندق ليكملوا تحقيقهم ، لكن للأسف لا يوجد دليل على أفعال المجرمين يوم أمس سوى شهادة عمر و ما أفاده للشرطة.
" أأنت متأكد مما رأيته ؟"
" نعم أنا متأكد مما رأيته و سمعته ، ثم أن اختفاء الثلاثة الذين كان معي دليل قاطع على أنه حقاً قد حصل جرائم في هذا المكان !"
" لكن عمر ، الجثة التي أخبرتنا عنها لم تكن موجودة في مكانها ، و كاميرات المراقبة التي لاحظتها و قلت لنا أنها ستفيدنا لم تسجل شيء مما تحدث عنه.
و أيضاً ، جاك و جيمس ، الاثنان الذين كانوا معك قد عادوا قبلك في الأمس ، و قالوا أنو أليكس الذي تتعدي أنه مات ، لم يكن معكم في عملية التحقيق لأنه مسافر من الأسبوع الماضي."
" كيييف ؟، لكن ، المفتش يعرف بالأمر ، يعرف أننا كنا أربعة."
" لا تخاف سألته و قال لي أنه لم يتولى إدارة هذه المهمة و لا بأي شكل كان و لا يعرف شيء عنها."
ثم يأتي مدير فريق التفتيش الخاص بقضية الفندق و يقول لعمر بغضب :
" هذه أخر فرصة لك لفعل شيء كهذا ! نحن لا نلعب هنا لدينا أمور أولى من تصديق كذباتك هذه !"
و يذهب.
يحدث عمر نفسه :
" غريب ما حدث ، لما الكل يعتقد أنني أكذب ؟ أعتقد أنه هناك خدعة في الموضوع علي كشفها ، ما يحدث الآن غير طبيعي البتة."

هذه ليست المرة الأولى التي يتهم بها عمر بالكذب ، و لكن دائماً ما كان يكشف أن من كان يدعي أن عمر الكاذب هو الكاذب بحد ذاته ، لكن هذه المرة ، ليس متهم من يكذبه ، أو مجرم ، بل هم أصدقاءه ، فهل حقاً هم صادقين ؟
لا يعتقد عمر أن موضوع تلك الحادثة التي مر بها أمس قد انتهت هنا لكن زملائه اكتفوا بعدم تصديقه و إكمال التحقيق في قضية حادثة الافتتاح و ليس بحادثة الأمس.

يقول المفتش لعمر :
" بسبب تصرفك المبارحة ، ستتولى مهمة قضية جون و جيسيكا من جديد ، لكن إن احتجناك لقضية الفندق من جديد سنعلمك ، و الآن يمكنك الذهاب."

" ستيسي ، أنا خائفة !"
" لما أيميلي ؟"
" أمي قالت لي أني يجب أن أكون حذرة في هذه الأيام لأن خطف الأطفال منتشر ، و الساعة الآن ١٢ في منتصف الليل."
" أيميلي ، صحيح أننا صغيرتان ، لكن أنا و أنت الوحيدتان اللتان تعرفان أين كان أخي جون و أختك جيسيكا يلعبان."
" و ما فائدة القدوم لهنا ؟"
" قال لي رجل على الهاتف مبارحة القدوم إلى هنا و معي حقيبة أبي هذه مقابل أن يعيد لي أخي و يعيد لك أختك."
قالت لها أيميلي بخوف :
" ل.ك.ن ، أحقاً تصدقين الرجال الغرباء ؟ و من ثم ما في هذه الحقيبة ؟"
" لا أعرف ، لكن هو يريدها."
و بالفعل وصلتا إلى المكان المراد.
يقول لهما الرجل بصوت مريب :
" أهلاً بكما يا عزيزاتي ، أحضرتي الحقيبة التي طلبتها منك ؟"
ترد بكل براءة :
" نعم ، ها هي !"
تقول أيميلي بخوف و تساءل :
" لكن أين جون و جيسيكا ؟"
" جون و جيسيكا ، هم معي في السيارة ، أرادوا أكل بعض من الحلوى التي أعطيتهم إياها أولاً و من ثم العودة معكم للبيت ، و قالوا لي ، أنهم متعبين فلا يردوا المشي فعرضت عليهم أن أوصلهم بسيارتي و وافقوا ، هل تريدون أن تناولوا معهم الحلوى أيضاً."
وافقت ستيسي فوراً ، لكن أيميلي أوقفتها.
" لا شكراً ، لا نريد الذهاب معك !"
" لكن ، أريد أخي جون !"
" أخوك ليس في السيارة تلك هو يكذب علينا !"
" بلى ، هو هناك !"
و ركضت ستيسي باتجاه السيارة و لحقت بها أيميلي كي توقفها.
" لا انتظري !"
ثم رأت أيميلي رجلاً يسحب ستيسي إلى السيارة و يخدرها ، انصدمت من المشهد ثم حملها الرجل الذي كان خلفها و خدرها هي أيضاً و أحضرها إلى السيارة.
" الأطفال ، كم من السهل خداعهم *ضحك*"
ثم يقول للسائق :
" اذهب إلى الوجهة قبل أن نكشف."

في اليوم التالي على الأخبار :
" كثير من حالات الاختفاء في هذا الشهر بذات ، تلقى قسم الشرطة عدة شكاوي عن اختفاء أبناءهم أو أقاربهم و أكثر الضحايا صغار بالسن ، أهل تطلب منهم الفديات ، و أهل يخبروا الشرطة عن قتل أبناءهم ، كل هذا و مازال الأمور معقد التفسير ، من يفعل هذا و ما الذي يريده ؟ كل هذا يجري التحقيق به منذ فترة."
يشاهد عمر هذا الخبر و يصدم و بالفعل تصل له رسالة أن عليه زيادة عمله على هذه القضية للضعف فالأمر زاد عن حده ، و بعد قليل سيتوجه ليبدأ بتحقيقه في القضية هذه، قضية اختفاء كل أولئك الناس...
و يتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن