المفكرة

36 2 5
                                    

" أخبار صادمة و كثيرة تخص قضية منظمة صيادو البشر ، إذ قتل المحقق عمر الذي كان يحقق في قضيتهم و في نفس المكان قتل مارتن رئيس العصابة الحالي ، و تفاصيل الجريمة ستعلن للعلن لاحقاً ، و قسم الشرطة يأكد انتحار مارك ماردر في سجن لوس أنجلوس ، و تفاصيل كثيرة تكشف عن القضية للعلن ، فأبقوا معنا لتفاصيل أكثر."
بعد أن أخبر طحان الشرطة عن الموضوع و أعلم كايرا بالأمر ، و كايرا لم تتحمل و لم تصدق :
" أنت تكذب علي صحيح ؟ قل أنك تكذب ؟"
يقول بحزن :
" ليت لو أنني أكذب."
" عمر ! * بدأت بالبكاء * لما حصل هذا لما ؟"
" لا أعرف أنا حتى لما ؟ لا أعرف."
" لا أريد هذا لا أريد."
" أهدأي كايرا ، أهدأي أفهمك."
" كيف لي أن أهدأ و حب حياتي قد مات و تركني وحيدة كيف ؟"
" لا أعرف لكن عليكي فعل ذلك ، من أجلك."
" لا أريد السماع أكثر."
و فصلت الخط.

أتى طحان لقسم التحقيق ، فالشرطة ستشتبه به أولاً ، لكونه الوحيد الموجود مكان الجثث ، شرح لهم القصة ، و لحسن الحظ كان هنالك كاميرات تعمل في المخزن أثبتت صحة كلامه.
بعد أن ذهب إلى التحقيق وصل للمشفى التي فيها عمر و أباه.
تأتي الممرضة إليه و تسأل :
" أنت ابن مارتن ؟"
" نعم."
" أباك قد مات للأسف."
حزن طبعاً ، لكن لم يكن لديه خيار أخر أمامه إلا أن يفعل هذا."
" حسناً ، أشكرك لإخباري."
و تستأذن الممرضة بأدب و تذهب.
يتوجه إلى المكان الذي ينتظر فيه أهل عمر حاله ، و حالما يرى أحمد عبد الله يهجم عليه و يختقه :
" أنت سبب قتل أخي أليس كذلك ؟! أنت من قتله ! غبائك هو ما أدى لهذا !"
تحاول كلاً من صبا و كايرا تهدئة أحمد ، تقول كايرا :
" هو ليس القاتل ! أباه من قتله !"
ثم تكمل صبا و هم يحاولوا فك يد أحمد عن رقبة عبد الله :
" أحمد أهدأ ! * ثم يعلوا صوتها* أحمد توقف !"
و يفلت أحمد طحان.
ينظر لصبا و يقول :
" فقط من أجلك صبا ، و ألا كنت قتلته."
" أهدأ أحمد ، قلنا لك هو ليس القاتل ، و أيضاً عمر ذاته سامحه."
" و من أخبرك بهذا ؟"
" كايرا ، عمر قال لها بنفسه هذا."
يقول بحزن :
" عمر ، شخص لا يعوض ، بعد كل ما عانه و سامح الجميع."
تدمع عيون أحمد و يكمل :
" قد قال لي قبل أيام هذا ، أنه يعاني و لا أحد كان بجانبه ، و عندما وعدته بأن أكون بجانبه ، خيبت ظنه مرة أخرى ، ليته لو يعود كما حدث قبل ست سنوات."
تعانق صبا أحمد لتهدأه و هي تمسك دموعها :
" لا بأس عزيزي ، لا بأس ، أهدأ حبي ، أهدأ."
ينظر عبد الله للمشهد و دموعه تسيل من عينيه ، تفهم موقف أحمد و بالعكس وافق على كلامه فمثل ما قال غبائه هو من فعل هذا بعمر ، تذكر
أمراً ما.
Flashback :
قبل ثلاث سنوات :
" لكن لما أنا هنا ، و ما هذه الغرفة ؟"
" هذه غرفة تحقيقي الجديدة جميلة ؟"
" نعم أنها حقاً رائعة !
لكن ما الذي في هذه الخزانة ؟"
" سر ، لكن تدري ماذا ؟ يمكننك فتحها."
" لكن متى ؟"
" عند موتي ، إن لم تمت قبلي طبعاً ، و أحتجت لها ، سيكون ما في هذه الخزانة بمثابة أفضل دليل ، ففيها سيكون كل الحقائق التي أعرفها بعيداً عن الرسمية و مسلتزمات الشرطة للتحقيق."
" و كيف سأعرف كلمة السر للقفل."
" لديك تلميح واحد ، هو تاريخ عيد ميلاد شخصي المفضل ، و بطريقة كتابتي للتواريخ."
"سهلة إذاً."
" نعم لا شك أنك عرفت الحل * ضحك* هي ، لأريك باقي البيت قبل أن تعود كايرا من العمل."
The flashback ended
"كان وقتها بيته الحالي بيته الجديد."
قال عبد الله لنفسه.
ثم قالت له كايرا :
" سنذهب ، لا تريد الذهاب ؟"
" نعم كايرا ، تذكرت شيء مهم ، عمر دلني على دليل لحل كل هذا ، موجود في بيتكم في غرفة التحقيق الخاصة به ، أريد أن أريكي إياه."
" هيا إذاً."
ركبا في سيارة كايرا و توجها لبيتها.
وصلا إلى غرفة التحقيق الخاصة بعمر و وجدا الخزانة ، و قال طحان :
" ها هي ، لكن نسيت ، ما تاريخ عيد ميلادك ؟"
" لما تريد معرفته ؟"
" لأفتح الخزانة ، قال عمر أن رمز القفل هو تاريخ عيد ميلاد شخصه المفضل و بالطبع هو أنتي."
تأثرت كايرا ثم قالت له :
" حسناً ، هو في اليوم الثامن من شهر أذار عام ألفين و ثلاثة."
و فتحت معه الخزانة و تفاجئ.
" كان تخميني صحيح."
" إذاً ماذا يوجد فيها ؟"
" هذه المفكرة ، قد قال لي أن فيها كل أريد معرفته عن مسيرة تحقيقه و مشاعره و حياته إلى أخره في فترة عمله."
قرأا المفكرة و تأثرا ، اكتشفا حقائق عن عمر لم يكن ليعرفها أحد ، قد كتب عمر في المفكرة كثيراً من الأشياء الصادمة و منها :
" كان سيتم إقصائي عدة مرات من عملي ، لأنني أعمل بشرف و دون أكذب أو أرضى بروشة ، أعتقد بعض من معي أنني مجنون ، و البعض كاذب ، و البعض الأخر مريض نفسي ، أهنت لأنني أقول و أدافع عن الحق ، فقط لأنني لم أكذب مرة."
و أيضاً كتب عن حادثة ٢٠٢٥ و التي لم يعلم بها أحد :
" بعد كشفهم لمخططاتي خطفوني ، و عذبوني شهرين متواصلين كي أسلم نفسي لهم بكل أنواع التعذيب التي يمارسوها ، لكن لم أقبل ، و هربت منهم و قتلت وقتها أعداد كبيرة منهم و قد أحصوها الشرطة أنهم عشرين شخص و منهم رئيسهم ريتشارد ريتش ، و ظننت أنني و أخيراً أنتهيت منهم ، و سأستطيع إصلاح نفسيتي للتي تحطمت ، لكن بعدها سجنت لشهرين من أجل لا سبب ، لأن الأخرين منه رشوا الشرطة ، و رغم كل هذا أخفيت الموضوع لسلامتي و سلامة من حولي مِن مَن أحبهم و لم أبوح بشيء لهم و أصلحت نفسي بنفسي من جديد."
و أشياء كثير كتبها تعبر عن رحلته الصعبة هذه.
أخذ معه طحان المفكرة و شاهد النفايات كان فيها الكثير من الأوراق المحروقة و قالت له كايرا :
" تنظر لهذه ؟ هذه مجرد آثار حرق عمر للأدلة التي معه و التي تتدينك ، لأنه سامحك و عرف أنك عرفت خطأك و ندمت عليه."
أبكى طحان هذا جداً ، تذكر كل ما بينهم و ازداد ندمه أكثر و رد :
"كما قال أحمد : ليس هنالك أطيب منه."
قالت كايرا :
" تريد الآن المغادرة ؟ تأخر الوقت و بيلا تنتظرك بتأكيد ، أعرفها صديقتي تخاف عليك كثيراً. "
" حسناً قادم."
و قبل أن يغادر لمح بجانب سلة النفايات ورقة من نفس نوع أوراق المفكرة ، قام بيطيها و وضعها بجيبه ليقرأها لاحقاً.

مع كل الأدلة التي معه بدأ بكشف كل شيء للشرطة و باشرت الشرطة باعتقال واحد تلو الأخر من العصابة ، فهو الآن ليس لديه فقط مفكرة عمر و تقاريره ، بل لديه كمبيوتر أبيه ، رئيس المنظمة.
و نشرت الأخبار الكثير من التفاصيل و التحديثات ، منها حادثة ٢٠٢٥ و سجن مارك لينك ، و أسماء أعضاء شوهد لهم نشاط مؤخراً.
و بعد عدة أيام من العمل ، تم القبض على الجميع و الحكم عليهم كلهم ، و تم إغلاق مشروع هذه العصابة ، بعد ٢٦ سنة من تواجدهم ، من ٢٠٠٥ إلى ٢٠٣١ ، انتهى هذا المشروع ، و صمم تكريم للمحقق عمر على جهوده في حل أصعب قضية في أمريكا ، و الكل شاهد الآن على مدة طيبته و حبه لوطنه و تضحيته له.

بعد كل هذا ، عاد طحان إلى البيت و إل غرفته مباشرة ، أتت إليه بيلا لتواسيه جلست بجانبه و قالت :
" قد حظيت بسنة شاقة ، لكن كل هذا انتهى ، استطعت و أخيراً فعلها و مشف الحقيقة."
" نعم بيلا ، لكن أنا خسرت أعز الأشخاص لدي ، إلا أنتي ، أنتي موجودة معي و لله الحمد."
" صحيح ، أنا دائماً هنا بجانبك ، و مستعدة لجلسة مواساتك اليوم و الليلة بكاملها."
" أوه ، كم أحبك يا عزيزتي."
"و الآن غير ثيابك و هيا لنتناول الغداء."
كان يريد فعلاً تبديل ملابسه لكنه تذكر تلك الورقة التي كان يريد قرأتها فتحها و كان عليها كتابة بخط عمر يقول فيها :
" في ٢٠٣١ نهايتي ، أستطعت بالفعل الاقتراب من هدفي كل هذه السنين و هو محي منظمة صيادو البشر عن الوجود ، لكن نسيت حياتي ، نسيت أن الحياة لمرة واحدة فقط ، تمنيت لو أنني قضيت حياتي بسلام مع من أحب ، تمنيت لو سمعت نصيحة أمي عندما قالت لي أن أعمل كمهندس بدلاً من محقق لأن حياتي ستتضيع بسبب المشاكل و كان معها حق.
تمنيت لو عشت حياة جميلة ، هادئة و عادية بدلاً من أني ضيعت الكثير من عمري فقط لكشف السر وراء ما وجدته بالصدفة قبل سبع سنوات ، نعم تلك الملفات."
و غمرت الدموع عبد الله بعد قرأته لهذه الصفحة.
و كذلك كان جميع من يحب عمر حزين بسبب خبر وفاته و بعد فترة عادوا لحياتهم الطبيعية ، لكن لم ينسوا عمر ، و كلما تذكروه ضحكوا مرات و بكوا مرات أخرى.
و انتهت القصة ✨

🎉 لقد انتهيت من قراءة The Files 2 : The revegne | الانتقام 🎉
The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن