القطعة المفقودة ٣ : قصة عبد الله طحان

29 2 0
                                    

كان عمر جالساً في غرفة التحقيق الخاصة به في بيته فقط يرتبها ، و إحدى دلائل ذكرته بأمر :
" أستطعت وضع مارك في السجن ، لكن لم أستطع حل سوء التفاهم بيني و بين عبد الله."
ثم ينظر لفيديو و يكون فيديو عشاء كايرا و طحان الذي التقته عمر في الفندق وقتها.
" و لم أعرف أيضاً ما علاقته بكايرا ؟ و لما كايرا لتفعل كل هذا ؟"
كان يبحث بين الفيديوهات التي لديه عن الفيديو الذي إن رأه طحان ، سيعرف حقاً من قتل له أمه، فيريه إياه و ينحل سوء التفاهم الذي بينهم و الذي أدى إلى حدوث كل هذا.
وجده و نقله إلى هاتفه ، و سينتظر الفرصة المناسبة ليريه الفيديو هذا.
و راح يحقق في قصة عبد الله.
لم يكن عدو عمر هو طحان و إنما أباه مارتن ، و عمر عدو مارتن كذلك ، لأن مارتن يعرف أن عمر الشخص الوحيد الذي يعرف عن سر عمره ، لذا فكل ثانية في حياة مارتن هي تخطيط لكيفية قتل عمر بأسرع وقت و إنهاء قصته هذه ، كان يقنع ابنه أن عمر صاحب مشاكل و سيء فقط لكي يبعده عنه لأنه لا يريد من ابنه أن يعرف سره.
مارتن ، هو قضية عمر الآن ، رئيس عصابة صيادو البشر و الأقوى بينهم و العضو الأخير الذي لا يعرف أحد عنه شيء أو حتى أنه الرئيس إلا عمر و طحان و أصدقاءه مارك ماردر ، نذير ، و ريتشارد ريتش ، مؤسس العصابة ، و الذي أعطاه منصب الرئاسة عنه و بعدها قُتل في عام ٢٠٢٥.

" أبي ، دخل مارك السجن."
" لا بأس بني ، سيخرج بعد أيام و أنا متأكد.
ذكرتني ، علي الاتصال به."
كان مارك ماردر في السجن فعلاً ، كل ما يفعله هو انتظار أن تنجح خطة إخراجه من السجن ، و لا ليس بالهروب ، بل بالمال ، هو غني جداً الآن فيستطيع فعل الكثير.
تلقى اتصال من مارتن و أجاب :
يقول له مارتن :
" قلت لي أنك كنت تتعقب موقع عمر صحيح ؟"
" نعم فقط سيارته."
" إذاً ، كيف يمكن لنا الآن أن نتعقب نحن عوضاً عنك ؟"
" أسأل ماكس ، هو من يتولى الأمر الآن ، لأنني وضعت هذا الاحتمال هو أن يقبض علي."
" لا بأس ، باشرت بخطة خروجك ؟"
" نعم سيدي ، و عندما أخرج أعدك ، سيكون نفس اليوم الذي يقتل فيه ذاك الأحمق عمر."
" الكل يرجو ذلك."
و أنهوا المكالمة.

توجه عمر لعمله مثل العادة ، و راح ليرى أحوال جاستن و راما مع قضية مارك ماردر و لكي يعطيهم تقريره عن الموضوع أيضاً.
" خذوه ، هذا تقريري عن الموضوع."
" أنت هنا عمر ! أتيت في الوقت المناسب.
أنا و راما مشغولون كثيراً و كل عملنا في القسم ، فنريد منك خدمة صغيرة فقط."
" واضح أنها صغيرة."
" نعم هي عليك سهلة ، المهم ، اليوم سيكون من المسموح إلقاء مع السجناء ، و نريد منك سؤال مارك ماردر هذه الأسئلة * و يمرر له الورقة التي عليها الأسئلة* لأننا حقاً عجزنا عن معرفتها."
يقرأ عمر الأسئلة ثم يقول :
" و هل تعتقد أنه سيجيب عليها كلها ؟"
" لا ، و أعرف لا ، لكن أن تعرف الإجابة عن سؤال واحد أفضل من لا شيء ، و أنت لديك مهارات فهم النص الكامن فتعرف حقاً من كلامه المبطن الحقيقة * و يطبطب على كتف عمر*"
" سأحاول ، يمكن أن اكتشف شيء يفيدني."

و بالفعل ذهب عمر لهناك ، لم يكن مارك طبعاً مسروراً بهذا ، طبعاً لن يسأل عمر مارك تلك الأسئلة بشكل مباشر ، لكن سيحاول إيجاد الإجابات من حديثه هذا.
" إذاً أنت هنا لتعرف حركاتي القادمة ؟ من المؤكد هذا."
" أنت من أقحم نفسه بهذا كله."
" يمكنني قول نفس الكلام عنك ، لما لا تترك كل شيء يحدث على حاله و ينتهي ؟"
" لأن هذا عملي."
" أشفق عليك ، طيبتك هذه ستنهيك."
" و شرك سينهيك حتماً."
" و سينهيك أنت أيضاً و سترى."
و يأتي فجأة نداء من أصحاب المكان :
" انتهت فترة زيارة السجناء ، يرجى من السجناء العودة إلى أماكنهم و أرجو من زائرين الخروج من مكان زيارتهم."
كان على عمر التوجه إلى الخارج ، و هو يتوجه أدار رأسه لناحية مارك و لمح سماعته.
يقول مارك لمارتن :
" نعم ، الآن خرج من عندي ، و هو يتوجه إلى سيارته."
" جيد."

لاحظ عمر أناس غرباء و كأنهم يلحقوا به ، و بالفعل توضح له الأمر ، فغيّر مسيره ، لم يتوجه لسيارته ، و أنما تركها في موقف السيارات الخاص بالمكان و قرر المشي إلى وجهته القادمة.

" يجب أن ننهيه و بأسرع وقت مللت من كل هذا يا أبي."
" معك حق ، الفرصة الذهبية لم تتأتي بعد كي نقتله."
يتصل واحد من الرجال الذين كلفوا بملاحقة عمر بمارتن :
" قد أضعناه."
" كيف ؟"
" لحقناه بسياراتنا ، لكنه قرر التوجه إلى أمكان مشاة ، لا يمكن للسيارات الوصول لها ، فلحقنا به سيراً على أقدامنا و لم يعد له أثر بعدها."
" لا بأس ، هذه فقط البداية."
و فصل الخط.
يخاطب مارتن ابنه :
" لا يعتمد عليهم في شيء."

يصل عمر إلى وجهته ، و هي سيدة قد طلب منها على سوق الفسيبوك طلب و اتفقا على الالتقاء هنا ليأخذه منها لكن ما طلب ؟
Flashback :
في غرفة التحقيق الخاصة به ، كان يبحث عمر عن أي دليل أخر يدين فيه عبد الله و يكشف أنه مع العصابة ، لديه الكثير من الأدلة لكنها غير كافية ، و استسلم ، لم يعد يجد أن طريقة أخرى ليكشف الأكثر ، فراح يتصفح على الانترنت ليضيع بعد الوقت ، فجأة يظهر له فيديو لفتى قام بشراء من متجر على تطبيق الفيسبوك قرص صلب عليه ملفات الزوج السابق لبائعة على هذا المتجر و يوجد الكثير من البائعين الأخرين هناك.
فراح يبحث هو أيضاً عن الموضوع و وجد بالفعل ما يريد.
خالة طحان تبيع قرص صلب فيه ملفات عن زوج أختها المتوفية جوليا ( أم طحان) و ذلك الزوج طبعاً هو مارتن ، و هذا سيساعده كثيراً.
فسارع ليطلبهم و لحسن حظه لم يشتريه أحد بعد و بالفغل طلبهم و اتفقوا على موعد تسليم عمر ذلك القرص.
The flashback ended
أخذ منها ذلك القرص ، عاد إلى سيارته ، و منها إلى غرفة التحقيق في بيته و ثم شبك القرص على لابتوب لا يريده، لأنه دائماً يوجد احتمال أن يكون القرص حاملاً للفيروسات الالكترونية و يتعطل الجهاز بسبب ذلك القرص و هو لا يريد أن يحدث ذلك للابتوبه الشخصي.
و من محتويات القرص عرف القصة كاملة....
لما حدث كل هذا ، و ما قصة العائلة هذه حقاً و يوجد تسجيل صوتي عند انضمام عبد الله لأبيه و بهذا يكون قد حصل على الدليل الذي يريده.
يعرف عمر عن عبد الله أنه رجل يبلغ من العمر الآن ٢٨ سنة متزوج من أمرأة تدعى بيلا و هي إحدى صديقات زوجته كايرا ، كان يعرف عنه أنه رجل طيب ، يحب أصدقاءه ، لا يخلف بوعوده ، و له ذكريات كثيرة معه ، ذكريات جميلة ، شخص بنى نفسه من الصفر لأن عائلته كانت فقيرة و مليئة بالمشاكل ، تحسن وضع المادي للعائلة بعد فترة فجأة و استغرب عمر من الموضوع لكن لم يهتم بالموضوع كثيراً فهو لا يعرف خلفية حياتهم.
لكن الآن و بعد سنين اكتشف أن السبب
و ذلك من ملف المفكرة الموجود في هذا القرص و الذي يبدأ بقوله :
"تزوجت أختي من رجل فقير ، وضعه المادي عسير ، و هي لا تعمل فاضطرت لتحمل الظروف من أجله ، بعدها عملت و جنت مال يكفيها ، لكن ماذا عن زوجها و ابنها ؟
كانت تقلق على وضعهم لكن فجأة لاحظت أن وضع العائلة المادي يتحسن و كأنما هنالك مصدر دخل إضافي ، و كان سبب تحسن وضعهم هو انضمام مارتن للعصابة، فجنى أموال خيالية من الجرائم تلك التي يرتبكها و التجارات غير القانونية التي تعامل بها ، و هذا سبب مشاكل أكبر بين مارتن و جوليا بعد معرفتها بالموضوع و قالت لمارتن :
" أرضى بالحياة مع رجل فقير شريف و لا أن أرضى بالحياة مع رجل غني مختل مثلك."
و لأنها لم تتطيقه و لم تتطيق الحياة معه ، قررت مغادرة بيتهم المشترك و العيش لوحدها في بيتها الخاص ، كانت تريد أخذ عبد الله معها و كان يريد الذهاب مع أمه ، لكن أباه رفض و هددها بقتله أمام أعينها و كان سيفعل ذلك ، فاضطرت لتركه مع أباه للحفاظ على حياته و كان عمره وقتها ١٠ سنوات فقط.
اكتئب عبد الله كثيراً من الموضوع و عند معرفته بموت أمه اكتئب أكثر.
حتى أتى اليوم الذي أخبر فيه مارتن عبد الله عن قاتل أمه و أنّ من قتلها هو المحقق الذي يدعى عمر ، أي أنه أنت ، و عندها تحول اكتئاب عبد الله إلى مشاعر غضب و حقد دفعته للرغبة بالانتقام من عمر لظنه أنه قاتل أمه."
" لذلك صدق أني القاتل ، أباه من أخبره ، قد خُرب ما بيننا كله بسبب ذلك المختل لكي ينجو بفعلته و يلومني أنا."
نعم ، فعمر و طحان كانا أفضل أصدقاء ، و قد حزن عمر بسبب كل هذه الكراهية التي نشأت بينهم.
ثم أكمل عمر القراءة :
"و قرر طحان بعدها الاستعانة بشخص لطالما وثقت فيه ، نعم أنها زوجتك كايرا ، فأراها الأدلة نفسها التي جعلته يصدق أنك القاتل ، كلها عبارة عن فيديوهات مزيفة و تسجيلات صوتية بواسطة الذكاء الاصطناعي ، لكن صدقت هي أيضاً و ساعدت عبد الله في خطته لسبب حتى عبد الله لا يعرف ما هو ، ظن أنه المال ، لكن عندما عرض عليها أن تعمل معه لفترة دون المال لاختبارها قبلت و عملت لأسابيع دون أجر يذكر ، يشك أنها واقعة في حبه و خدعها ، لذا اشترى لها منزلاً بالمال الكثير الذي معه كي يتهيئ لها أنه مقبل على علاقة حقيقية معها لكنه مستغل كبير...
و لا زالوا للآن يحاولوا قتلتك ، فاحذر جيداً ، لأنك الضحية..."
" ملف معدل عليه من يومان ؟
نفس التاريخ الذي تواصلت معها فيه ، لذلك تخاطبتني ، عندما علمت أنني المحقق ذاته ، غيرت الصيغة.
يا لها من معلومات ، و الفيديوهات و الصور أمر أخر ، عرفت كل شيء بخصوص عبد الله و الآن أعرف كيف سأتصرف."
فجأة يسمع صوت فتح الباب.
" أوه نعم ، قد قلت لك ، سأقابلك هناك ، أنا فقط أريد تبديل حقيبتي و سآتي لك عبد الله."
سمع عمر حديثهم و أراد تتبع كليرا ليعرف موقع البيت و بالفعل استطاع فعل ذلك دون ملاحظتها له.
" مثل ما قلت لك حسناً ، لا تفعلي شيء ضده ، أنا سأتولى أمره."
" حسناً."
" قابلني هنا غداً ، وداعاً."
كان هذا الحديث يدور بين كايرا و طحان و لم يسمع منه عمر شيء لأن سياراه كانت بعيدة عنهم و أيضاً كانت عازلة للأصوات الخارجية لذا لم يسمع شيء منه و لكن نار الغيرة اشتعلت في قلبه و لم يستطع إطفائها فقرر صبها اليوم التالي في ذلك البيت نعم ، ففي اليوم التالي قرر و بعد تحققه من عدم تواجد أحد في البيت ، قرر حرقه ، و نظرة الانتصار على عينيه واضحة مع ثوران النيران ، يضحك و هو ينظر للمشهد بفرح ، و بعدها سمع طحان خلفه يركض و يصرخ عليه :
" ما الذي فعلته ؟! حرقت البيت !"
التفت إليه و قال :
" هذا أقل شيء يمكن أن أفعله لأشفي آلام السنين الماضية كلها."
تقدمت كايرا و هي مصدومة من المشهد.
يقول لها طحان :
" انظري ماذا فعل زوجك !"
يتحدث عمر لها بنبرة غاضبة :
" و أنتي حسابك معي ، تظنين أنني غبي أليس كذلك ؟ قولي لي من البداية أنك اخترتيه."
تعابير وجه عمر و لغة جسده عبرت عن خيبة ظنه بها و به و رحل و تركهم أمام الحريق بعد ذلك.
تقول كايرا لنفسها و هي خائفة :
" يجب أن أعترف له بالحقيقة ، الوضع زاد عن حده."
و تجري كايرا لسيارتها لتعود إلى البيت و تحل سوء التفاهم الذي بينهم....
و نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن