المواجهة

35 3 0
                                    

كانت حالته تسوء يوماً بعد يوم من الحادثة ، لم يتحمل أحمد فكرة أن ابنه ليس معهم ، ليس مع أمه و لا حتى أخوه، بعد قضاءه شهر بعيداً عن أولاده توقع أن يجدهم على أحسن حال لكن لا ، وجد ابنه مفقود و الآن له أشهر و لم يجده أحد .
لكنه كان لا يظهر ما في داخله لأنه يجب أن يكون قوياً ، يجب أن يتحلى بالصبر فهو رجل هذا البيت ، فزوجته و ابنه أيضاً لم يتحملا خبر خطف أدم ، كانت صبا من شدة حزنها تلوم نفسها على عدم حرصها عليه ، مقتنعة تماماً بأمر و هو أن ذهابهم لذلك الاحتفال كان أكبر خطأ قد فعلوه في حياتهم و كذلك زوجها لديه نفس القناعة ، ليس لأن أختاها أو أمها لم يتحملوا مسؤولية أولادها ، بل لأن صاحب الفندق كان صديق مزيف ، لم يكن أياً منهم يعرف حقيقته حتى حصل معهم كل هذا و اكتشفوا أن له يد بالموضوع ، كيف لصديقهم أن يخدم عدوهم لضررهم ، واضح أنه ليس بصديق ، الجميع سيعرف هذه الحقيقة لو كان مكانهم.
" أنا لم أعد أتحمل ، عليك إخبار أخيك ، يجب أن يفعل شيء حيال هذا !"
" اهدئي عزيزتي ، و بشأن عمر أنه لا يجيب على اتصالاتي ، لي أيام اتصل به لكن لا جدوى ، لا أعرف عنه شيئاً بعد."
فجأة يسأل نزيه بكل براءة :
" متى سيعود أخي يا أبي ؟"
ينظر أحمد لابنه و الحزن واضح على وجهه ، لا يعرف كيف يمكن أن يجيب على سؤاله هذا دون جرح مشاعره.
و فجأة تجيب زوجته ابنها عن سؤاله :
" ألم أقل لك أنه في رحلة مدرسية ؟
سيعود أخوك لا تخاف عليه."
" و أنا ، لما لم ترسلوني إلى الرحلة ؟"
" لأنك مريض يا صغيري ، ألا ترى حالك ؟ أنت منهك كثيراً و قبل قليل تناولت الدواء."
" نعم صحيح ذلك أمي ، أريد أن أنام نعست لكن لا أريد نوم وحدي."
" تعال ، أنا سأنام معك."
و أخذت صبا نزيه لغرفته ليناما معنا و تعتني به.

في الجانب الأخر ها هو توماس ماردر ينفذ مهامه المعتادة ، و المهمة التي يريد إتمامها اليوم هي نقل ذلك الصغير 'أدم' لمكان أمن كي يستطيع بدء خطته القادمة ، و لأن كل جرائم المنظمة الحالية في ذلك المبنى ، فقرر التوجه إليه أيضاً ، كونه يعتقد أنه أفضل مكان لإخفاء ضحيته عن الأنظار.
Flashback :
" هو أخر شخص يمكن أن يفشي عن سرك صحيح ؟"
" نعم ، هو لا يعرف هويتي الحقيقية لكنه لازال يملك دلائل عن جرائمي و كذلك يذكرها كأنها حصلت البارحة."
" و كيف له أن يذكر ذلك توماس ؟"
" كل فترة أقابله بالصدفة ، و كل مرة تلتقي عيني بعينه أتأكد جيداً أنه لم ينسى ملامحي بعد ، الخوف الذي يشعر به عندما أحدق به يذكرني بنفس شعور اللذة الذي شعرت به أول مرة عذبته فيها قبل ١٨ سنة."
" أحمد لا ينسى صحيح ؟"
" صحيح ذلك ، هو أخر من عرف بالحادثة التي حدثت في عام ٢٠٠٩ ، عرف بها بعد ٣ سنوات و عرفت الشرطة بسببه عنها في تلك الفترة ، لذا فهو هدفي قبل أي شخص . و قد أعجبتني فكرتك تلك ، فاستغلال نقاط ضعفه هو أفضل وسيلة واجهته فيها منذ سنوات و كل مرة أصل لهدفي بها.
سترى يا أحمد ، أما أن تفشي سري أو أنا أنهيك."
The flashback ended.

في ذلك المبنى يجهز طحان رجاله ليجدوا عمر :
" الساعة الآن التاسعة ليلاً ، إن لم تجدوه خلال ساعة ستروا ما لم تروه مني قد."
" حاضر سيدي."
" قسموا نفسكم لفرق ، المبنى كبير و تحتاجوا للبحث جيداً في كل مكان."
باشروا في عملية البحث هذه.
" رقم ٤ ، أنت تولى البحث في القبو ، المكان مظلم و جيد للاختباء."
و يذهب فوراً لذلك المكان.
و هو يتوجه له يجد شخص متوجهاً له أيضاً ، يختبئ ليرى من هو و ما الذي يريد فعله ليجد أنه توماس و هو يحمل معه ولد صغير !
قرر لاحاق به ليرى ما الذي يريد فعله ، يضع توماس الفتى على كرسي في وسط تلك الغرفة و يذهب.
بعد ذهابه يدخل للغرفة و يأخذ الفتى منها و يهرب.
يعود توماس للمكان و لا يجد الفتى :
" سحقاً إلى أين ذهب الآن و كيف ؟!!"
و يتوجه فوراً لغرفة طحان و هو غاضب.
يجري رقم ٤ إلى أقرب مخرج ، يستيقظ الفتى بين يديه و يستغرب ، قفز من يديه ليهرب منه لكن الرقم أربعة أمسك به ليكي لا يهرب و خلع له القناع في مكان لا كاميرات فيه و لا أحد يوجد بقربه.
همس له :
" عرفتني الآن ؟"
انصدم أدم فهو بالطبع يعرف من هو و يثق به.
هز برأسه بفرح و ابتسامة بريئة بمعنى أنه نعم يعرفه.
" هيا تعال معي ، لا أريد أحد أن يعرف أنه أنا حسناً ؟"
شار له بأصبعه حسناً.
ارتدى القناع مجدداً و حمله و ركض به إلى أقرب مخرج.
و وراءه كان يوجد رجال من بعيد بالفعل لمحوه ، راحوا يركضون خلف الرقم ٤.
يقول الرقم ٤ لأدم عند المخرج :
" أترى تلك السيارة * و يشير له إليها* أذهب لهناك بسرعة ، أباك ينتظرك."
هز رأسه بفرح و ركض.
و بالفعل وجد في سيارة الشرطة تلك أباه و هو ينتظره.
" بني !"
ركض نحو أباه و عانقا بعضهما.
" قد اشتقت لك كثيراً أين كنت يا بني ؟"
" لا يهم هذا يا أبي."
" هي إذاً لنعود للبيت."
" لكن ماذا عن عمي ؟"
" ماذا تقصدك بعمك ؟"
" ألا تعرف أنه بالداخل ؟"
" عمر بالداخل ؟!"
" نعم ، هو من أوصلني لهنا ، لكن لماذا ؟"
استغرب أدم من خوف أبيه الشديد هذا.
" إذاً لم تكن وحدك من اختفى هنا ، بل عمك أيضاً.
ها قد أتوا الشرطة الأخرين هم من سيتولوا الأمر ، المكان خطير هنا دعني أوصلك و سيعود عمك أعدك."
و ذهب أحمد فقط ليحمي ابنه من خطر المكان.

" رقم ١ هو سبب كل هذه المشاكل في الغرفة السفلية ؟"
" نعم سيدي ، كان يرتدي الشخص بدلة عليها الرقم واحد من الخلف."
" يمكن اللعب بالأرقام يجب أن تنتبهوا !"
" نعم كلام السيد طحان صحيح ، لأن من ذهب إلى تلك الغرفة هو الرقم ٤ و ليس واحد."
" هيا أمسكوا به ما الذي تنتظروه ؟!"
كل رد ب : " حاضر سيدي."
و فصلوا السماعات اللاسلكية ليذهبوا و يتفقدوا الأمر.
و قد هرب الرقم ٤ فعلاً من الرجال الذين وراءه في تلك الأثناء و ذهب ليتفقد تلك الغرفة ففيها الكثير من الأسرار.
بعد أن تفقدها كان عليه أن يفكر بخطة للهروب لأنه كشف.
يحدث نفسه :
" يا لا الهول ، لقد كشفوا أمري ، سمعت الاتصال الذي دار بينهم من سماعتي ، علي فعل شيء."
خرج من تلك الغرفة للهروب ، كان يريد التوجه للمخرج الذي بالجهة الأخرى لكن لسوء الحظ وجد الكثير خلفه مجدداً يلاحقوه.
هرب من المكان و وجد أمامه السلالم و لا شيء أخر فخطرت بباله فكرة.
" لا أعرف إن كان ذلك سينجح لكن سأحاول."
و صدع إلى الأعلى بأسرع ما لديه ، و الباقي مازالوا خلفه ، يهرب بين الممرات ، و يركض ، يسمع صوت صراخ أحدهم من خلفه :
" أطلقوا النيران !"
و بالفعل يبدأ إطلاق النار عليه ليعرقلوا طريقه ، لكنه مستمر في الكفاح ، حتى أستطاع الذهاب إلى مخرج الطوارئ و عندها أضاعوه.
يقولون و هي يلهثون :
" تباً له لقد هرب مجدداً."

صعد عبر درج الطوارئ ، راح يبحث عما يريده لتنفيذ خطته ، قد وصل فعلاً لأخر طابق قبل السطح كما أراد و التعب قد حل عليه بعدها اتجه نحو الباب الذي يمكن أن يعود منه لطوابق الفندق مجدداً ، اغتلس السمع حتى يتأكد أن لا صوت في الطابق هذا ، خرج إليه ، و وجد ما يريد.
" جيد هي حقاً هنا."
كسر الزجاج و أخذها ، نعم أنها تلك الحقيبة نفسها التي لمحها بحلمه ذاك ، ثم انطلق صفير الإنذار.
" لم أحسب حساب ذلك."
هرب بأسرع ما لديه للسطح.
توجه للسطح من مخرج الطوارئ و صدم بقدوم شخص لم يتوقعه ، نعم أنه طحان ، قد تقدم إليه بكل برود بعد أن استقل المصعد للوصول لهنا.
" أنت أغبى شخص أراه بحياتي ، قد أوصلت نفسك للتهلكة بيدك ، أتسائل كيف ستهرب الآن."
" أنا لم أفعل لك شيء فقط لأنك تجهل الحقيقة ، و لو لا هذا لتوليت أمرك من زمن."
" ماذا تقصد ؟ تقصد أنني جاهل حقيقة قوتك ؟ و من أنت أصلاً لتحدثني بهذه الطريقة ؟!"
لم يتعرف طحان عليه لأنه لا يرتدي قناعاً على وجهه فقط بل في داخل القناع مغير صوت قد ركبه من نفسه عندما قرر وقتها الهروب بهذه الخطة.
فخلع القناع و أجابه :
" لا ، أقصد أنك تفعل كل هذا فقط لأنك تظن أنني سبب ، سوء تفاهم فقط بيننا و أنا سأنهيه."
كلما كان يتحدث معه كان يرجع للخلف أكثر و يتقدم طحان للأمام أكثر.
انسدم طحان بحقيقة أنه عمر لكن أكمل الحديث و لا كأن شيئاً كان :
" إذاً لا تريد أن تعترف بحقيقة أنك القاتل صحيح عمر ؟"
" أنا لست بقاتل ، ستعرف كل شيء لكن ليس الآن ، و ستشكرني لأنني عاملتك كصديق كل هذا الزمن."
يصل رجال طحان و يجهزوا أنفسهم لإطلاق النار على عمر لكن طحان يمد له يده مخبرهم بهذه الإشارة إلا يطلقوا النار عليه.
" ماذا تقصد بمعاملتي كصديق ؟!"
" ستعرف عندما نلتقي مجدداً."
و يرجع عمر للخلف و يقفز من السطح للأسفل.
كانت قفزة فجائية فتقدم طحان بخوف و نظر للأسفل ليتحقق من أمره.
كان عمر يرتدي تلك الحقيبة على ظهره ، حقيبة الهبوط الطارئ ، و قد فتحها في الوقت المناسب.
و قد وصلت الكثير من سيارات الشرطة و هيليكوبترات لمهاجمة المبنى ، فنعم
عمر قد استطاع الاتصال بالطوارى في داخل ذلك المبنى.
Flashback :
" لا شك أن الهروب من هنا لوحدي ليس بتلك السهولة علي طلب المساعدة."
يبحث في المعطف الذي يرتديه ليجد شيء يساعده فهذا ليس بمعطفه بل هو معطف رقم ٤ الحقيقي.
و لحسن الحظ وجد هاتف و ليس له كلمة سر أيضاً.
" واضح أنه جديد على عالم الجرائم."
على كل حال كان سيستطيع طلب المساعدة في كل الأحوال من الطوارئ.
و بالفعل طلب المساعدة و نفذوا طلبه.
The flashback ended

بعد أن هبط عمر ، توجه بالفور لسيارة التي كان يعرفها ، نعم أنها سيارة جاستن.
ركب بسرعة بها و هو يلهث.
" وه ، و أخيراً ، استطعت فعلها رغم أنني أصبت."
" واضح أنك لست في أفضل حال."
شغل جاستن سيارته و فوراً انطلق بعمر لكي لا يصبهم مكروه.
" أنا سعيد لأن مجيء لذلك المبنى ساعدني في كشف تفاصيل كثير ستسرك أيضاً معرفتها."
" توقعت أنك في ذلك الفندق الذهبي ، و بشأن ذلك ، تعرف كيف استطعت معرفة أنك هنا اتصالك بي ؟"
" كيف ؟"
" قضية اختفاء أليكس ! ألم تذكر عندما قلت لنا أن أليكس قد قتل في هذا الفندق ؟"
" نعم و ؟"
" قررنا البحث مجدداً عنه و بالفعل وجدنا جثته و ذلك قبل أسبوعين و في هذه الأثناء سمعنا أحدهم يقول أنك هناك ، أنا و اثنان فقط استطاعنا الهرب ، الباقي لقي حتفه من العصابة للأسف.
و عن جاك و جيمس ، هم يعملون معهم ، هم من لاحقوك و هم من كذبوا علينا في البداية و قد تم للقبص عليهم قبل أسبوع ، لأن بعد التحقيق وجدنا أنهم قتلوا أليكس و كانوا يريدون التخلص منك أيضاً."
" كل هذا الوقت و كانوا جواسيس لأولئك ؟"
" نعم ، كلامك صحيح ، أوه قد وصلنا."
" إلى مشفى ؟ مرة أخرى ؟"
" أنت من يقحم نفسه في أمور خطيرة ، ستعتاد زيارته."
" أرجو ألا نقضي الكثير من الوقت فيها لدي الكثير لإصلاحه في حياتي."
"اهتم بصحتك أولاً ثم أصلح الباقي."
" حسناً لنرى ماذا سيحصل هناك."
نتبع في الجزء القادم ✨

The Files 2 : The revegne | الانتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن