~٢~

1.7K 46 2
                                    

بأحد المقاهي
جالسة وهي تنتظر هناي وقد طلبت ودخلت هناي بخوف وقالت : بشري وش سويتي اليوم بالقضية كسبتيها ؟
نطقت هناي بغرور وتأشر بيدها : أنا هناي أكيد بكسبها
ضحكت سمو : يلا خذلك فعلت شخصية النرجسية
جلست و فركت يديها ومسكت كوب القهوة بخوف : بس صار لي موقف بعد المحكمة
توترت سمو و قربت للطاولة : وش صار ؟
هناي و احمرت يديها من كثر ما فركتها من الخوف : طلعت وأنا بطريقي لسيارتي طلع بوجهي حسين
وشهقت سمو وكملت هناي : والله مدري من وين طلع بس شفته قدامي وهددني
سمو بخوف : هددك بأيش ؟
مسكت رأسها بتعب وتتلعثم : هددني يقول مصير ابوي أرد من مصير شهم
أكملت و رجفت عيونها و امتلت دموع : يقول هو اول الضحايا سمو ما أبي اعيش اللي عشته مع شهم بأبوي
مسكت يدها سمو بقوة : هناي هدي وش بتسوين بتبلغين عمي ولا تسكتين ؟
مسكت رأسها بتعب وحيرة وحست بضيقة تجتاح صدرها : تكلمت مرة وخسرت ٥ سنين والحين تايهه ولا اعرف اتجاهاتي، لطالما كانت الواضحة برأيها وأسلوبها وشخصيتها لكن ظروفها عاندتها واتخذت طريق ما توده ولا ترتاح فيه
حضنتها سمو ونطقت : بالهون يابنت عمي بالهون
أجهشت بالبكاء وتتمسك فيها بشكل صدم سمو وحست أنها قالت شي غلط : يارب رحمتك قالها لي شهم يوم زرته اول وآخر مره بالسجن وعقبها ما شفته
عضت على شفايفها بقهر ان أسلوبه طغى عليها وقالتها لها بدون لا تحس

بيت اول مرة نزوره
جالسه في مصلاها عقب صلاة الظهر تدعي لعيالها واحفادها قبل نفسها وتخص شهم وتكثر له الدعاء لأنها تدري بحاله وتدري أنهم ظلموه ولا لها سلطة غير الدعاء انطرق الباب ودخل مساعد يمشي على عكازته ونطق : وصلك علم ولدك هذام ؟
هزت رأسها وهي تقوم من مصلاها : أي بالله و عفيه عليه شاف ما منكم رجاء بدأ بالصلح
نطق مساعد ببحة ورجفة صوته بحكم كبر سنه : وأنتي تحسبين لو رحنا بياخذنا بالأحضان ادعي ما يسوي لنا فضيحة عاد الديرة صغيرة والعلم ينتشر مثل النار بالهشيم
ناظرته بحدة : اللي على حق ما يهمه ظنون الناس واللي يخاف الفضيحة مصيرها بتلحقه وشهم رجال ما اخاف عليه مير ياخوفي عليكم منه لأنوى الرجعة
ضحك بسخرية : حفيدك لو بيرجع رجع قبل ثلاث سنين
ناظرت فيه و استغفرت ربها وطلعت من الغرفة

قبل المغرب في المزرعة
دخل النياق في شبكها و دخل المزرعة وبدأ يدندن بصوته وهو يشوف حاكم بالحوش يضبط الجلسة و المعاميل :
ياسامعين المثل والقيل
‏صلوا على المصطفى الهادي
‏يا اهل الوفا ضووا القنديل
‏لعيون من حبها سادي
‏مثل القمر في سجايا الليل
‏ريم الفلا سحرها بادي
‏بنت الوفي ماتبي تفصيل
‏في خاطري شمعة بلادي
‏تطري وعني الهموم تزيل
‏لو كان همي ملا فؤادي
ابتسم حاكم : الله يديم الروقان وش علمك ؟
شهم براحة ما حسها من فترة طويلة : ابد أروق واتجهز للربع وراهم علمً ماهوب طيب
آخذ الفنجال من حاكم ونطق : قولك جدي وابوي بيجون معهم ؟
نطق شهم : الشايب ما ظنيت لكن الأكيد أبوك
عقد حجاجه : وليه متأكد انه بيجي ؟
شهم بنبرة ثقة : حاكم أنا عايش بالمزرعة بس ما تركت الرياض اروح واجي وعلومهم عندي قبل تصير وقبل تدري بها أنت وأنت عندهم
رمى غترته بوناسه : قل انك رجعت لدوامك أنا طالبك ؟
هز رأسه بنعم و ضمه حاكم بقوة لدرجة دزة شهم : ادخل على الله هو تلبسك جني بهالمغرب قم قم خل نصلي بس

~يا هناي بعد عسّرات الليالي~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن