~١٨~

1K 21 2
                                    

وسعت عيونها بذهول من قفل اتصاله ونطقت : لا اله الا الله لا اله الا الله
قربت ليان برعب وهي من وفاة ابوها تكره طاري الموت ولا تبي تسمع عن احد زي هالخبر نطقت برجفة : نعرفه ماما ؟
هزت راسها أميرة ونطقت : اي نعرفه
هزت راسها وابتعدت من حست دموعها بتخونها توجهت لغرفتها و تقدمت ترف :  ماما نروح لهم ؟
هزت راسها أميرة ونطقت : اكيد نروح دامه شهم ال جارح لازم نعزيهم
وسعت عيونها بذهول من الاسم ونطقت : ش شلون مات ؟
مسحت دموعها أميرة ونطقت : ما اعرف لا تسأليني

بعد صلاة العصر وتحديداً بعد الدفن
جلسوا حاكم و هذال بجانب القبر بعد ما راحوا الكل كل واحد فيهم يبكيه فقدوا اخوهم و عزوتهم و كانوا دايم مع بعض و لا قد تركوه في يوم او هو تركهم وعلى الرغم من محاولات عدي انه يفرق بينهم و يشككهم في بعض الا انهم ما اهتموا ولا فكروا جالس حاكم يناظر بهذال اللي اخذ حفنه من تراب القبر و دخلها بطرف شماغه و ربط عليها و قشعر جسمه من تصرفه جلس يناظر الى ان جاهم شايب ونطق : عظم الله اجركم
ردوا عليه كلهم : اجرنا واجرك
وكمل كلامه من حس بحزنهم اللي يبان على ملامحهم : فقدكم جديد اعرف شعوركم تخافون تعيشون بعده تخافون تضحكون و تخافون تخونونه
هزوا رؤوسهم وهذا اللي يجول بخواطرهم كيف بيكملون بدونه ونطق يكمل : بتعيشون و بتتناسون بس ما بتنسون يمكن ما فقدتم احد بحياتكم لكن انا فقدت زوجتي و عيالي و بناتي مرة وحدة وهذي مصيبة
نطق حاكم اللي قرب منه وحب رأسه : الله يرحمهم و يغفر لهم ويجبرك
هز رأسه الشايب ونطق : اللهم امين و المصيبة ان حلت تحل معها رحمة الله انتم قوو انفسكم لجل اللي وراكم و يالله قوموا ماهو زين جلوسكم لين هالوقت الشمس قدها غابت
همس هذال ونطق : انشهد شمسنا غابت ولا لها شروق
سمعه الشايب و قرب منه واردف : الميت وش يكون لك ؟
هذال بتعب : اخوي
ربت على كتفه ونطق : عط الحزن حقه و كمل حياتك و العوض على الله و لابد ما يعوضك
و مد يده لهذال و رفع نظره له و مد يده و وقفه ونطق لحاكم : روحوا الله يستر عليكم
و مشى هذال اللي متلثم و حاكم معه يسندون بعض و بكل خطوة يلتفت هذال للقبر و الشايب اللي لازال جالس ولا وده يبعد خطوة لكن ماله قدرة و ركب السيارة مع حاكم وكان طريقهم يعج بالصمت لكن خواطرهم ما خلت من التفكير

بيت هذام
نزلت ميساء و مسكت هناي اللي مثل الريشة بين يدينها و نزل نهار يسندها و وقفت البكاء لانها ما تعودت تبكي عند احد و دخلت وكل خوفها درة و ملامتها وهي ما لها خلق لاي شي و دخلت والبيت مزدحم ناس تعرفهم و ناس ما تعرفهم و انهارت حصونها من منظر سمو اللي جالسه بالزاوية و بمجرد ما شافتها ركضت لها و ضمتها و بكت على كتفها و كل من فيهم تشد على الثانية ونطقت سمو : تعالي غرفتي
هزت راسها هناي و تقدمت لصفاء اللي جالسة و بجانبها ورد و وقفت ورد وضمتها و ابعدت عنها و نزلت لمستوى صفاء وطبعت قبلتها على كفها و بمجرد ما رفعت عيونها لها لمحت دموع صفاء و طبعت قبلتها على راسها و ابعدت من حست بصدها و استغربت لكن ابعدت من حست دموعها بتخونها و انتبهت لجلوس درة و الصمت اللي محتلها تقدمت و سلمت عليها وناظرتها درة ولو نظراتها نار لاحرقتها ونطقت : عمه
و بترت كلامها من رفعت يدها درة وسكتتها زمت شفايفها و اقفت من عندها وشافت جو الحريم و السوداوية اللي بالمكان و هالسواد تحسه كله مرتبط فيها تحس هي السبب فيه و راحت مع سمو لغرفتها جلسوا وبعد صمت طويل و مافيه الا شهقات سمو و بكاها و صمت هناي اللي منسدحة على فخذها بتعب ونطقت بعد وقت : تدرين عمي قال لي ابعدي عنه واتركيه بس ما طعته ليتني طعته
شهقت سمو وهي عارفة هالكلام وقت صحى شهم و عارف تفكير ابوه واللي حوله ونطقت : تدرين حذرني شهم وقال لو طاوعتهم رديها لو موتي بعد شوفتها ابيه
رفعت نفسها بذهول ونطقت : ك كيف وش تقولين ؟
هزت راسها سمو ونطقت و دموعها تنساب على خدها : صحى يوم زرته و قبلها كانت تجيه تهديدات يوم الملكة و كان عارف انه بيصير شي و صار و بعدها التهديدات استمرت توصل لابوي وكان مجملها انك لو تروحين بتكون نهايته و عرف شهم و وقت الزيارة ابوي بلغه و تعاندوا قدامي ابوي يمنعك منه لجله و هو ما يبي
استمرت تسمع كلامها بذهول و تحس انها هي السبب بكل شي اول و تالي وكملت سمو : و كلمك ابوي على حسب علمي و عاد انتي رحتي و بعد ما طلعتي كان شهم عارف ان راجح بيجي و فعلاً اتصل الفريق سلطان و بلغ هذال ان راجح بيرجع وكانوا منتظرينه لكن ما جاء
مسكت يدها بذهول ونطقت : دام ما جاء وش صار؟
هزت راسها سمو بالنفي : ما ادري صدقيني لكن بعدها منعوا الزيارة عنه و قالوا تعب و...
بترت كلامها ما ودها تقول مات ما تبي تنطق شي وعقلها ينفيه
ناظرت هناي بغبنه و قهر و ضيقة وهي اللي تسببت بكل شي ونطقت : ليه ما قلتي لي ليه ما حذرتيني ليه خليتوني مرة ثانية اعيش تأنيب الضمير
نزلت دموعها واحرقتها ونطقت سمو : منعني هناي والله منعني راضي لو يموت بين يدينك
صرخت هناي بقهر : مات بين يديني مات وانا السبب مات وتبوني اعيش بدونه مات حرام عليكم وش سويت انا ارحموني خلوني احبه ولا يتأذى ليش دايم تختارين قراراته وتعيشيني بالقهر سمو ليه ؟
بكت سمو وهي ما تقدر تنفي كلامها و قربت تضمها وابعدتها هناي من مدت يدها بحدة ونطقت : عمتي بتعيشني الملامة من جديد جرحي الاول ما برى ليه توجعوني بنفسي ليه تفتحون لي جرح جديد ليه ؟
تألمت سمو من كلامها و فرط التعب اللي تحسه و كل اللي بيدها مسكتها تضمها بقوة على تمنع هناي الا انها ثبتتها و انتبهت لدخول ورد و غند وابعدت نفسها هناي وجلست بصمت وجلست غند ونطقت لهناي : مات اخوي والسبة انتي عاجبك وضعنا ؟
رفعت نظرها هناي لسمو وكأنها تأكد لها ان شعور الملامة هالمرة ما بيكون من درة بس الا منهم كلهم ونطقت سمو بحدة : غند اكرمينا بسكوتك
وقفت غند بقهر و دموعها تسبق حدة لسانها وصراخها : ليش اسكت ؟ اخوي وش علاقته بماضي اهالينا اللي لنا سنين ما عرفناه و وش علاقته بهناي وليش يختارها من بين كل البنات ؟ ليش هي اللي يذوق الضيم عشانها ؟ ليش يختار الموت و يعذبنا ؟  ليش يدخل نفسه بمتاهات و اخرتها نتعذب احنا
ولفت على هناي و وقفت قدامها و ضربت كتفها وكملت : و ليش من بين عذابنا و دموعنا هي واقفه بجمود لا بكت ولا رف لها جفن ما كنه خطيبها
تقدمت لها ورد بحدة ونطقت : غند خلاص يكفينا اللي فينا لا تعذبينا تكفين
بكت غند ونطقت بقهر : ليش ما قلتوا كذا قبل افقد اخوي؟
حنت عليها هناي وركزت نظرها على غند ونطقت : اتركيها يا ورد تقول اللي بخاطرها
استشطت غضب من ردة فعل هناي ونطقت : الله يذوقك نفس المر اللي ذقناه بسببك تبين اعاتبك عشان يخف تأنيب ضميرك تخسين فاهمه

~يا هناي بعد عسّرات الليالي~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن