~يا هناي بعد عسّرات الليالي~

~١٦~

وصلت سيارة حاكم للديرة بحكم ان سيارة ابو سعد ما خلصت وطلعهم يشيك على الحلال وبعد ما اخذوا لهم فندق يريحون فيه وصلوا هالوقت وعلى هالمنظر ناظر ابو سعد للتجمع ونغزة قلبه ونطق حاكم بإستغراب : يالله عسى خير وش صاير هنا ؟
مسح ابو سعد على لحيته اللي كساها الشيب ونطق : هالتجمع ما يصير الا بحالتين يا شرف ولا قتل ويارب تكفينا الشر
وقف حاكم السيارة بذهول ونزل ابو سعد ومشى و استقبله احد الاطفال اللي يركض ونطق : بنتك دنست شرفك يابوسعد بنتك دنست شرفك
دارت الارض بأبو سعد و اشتدت عروقه واختفت جميع الاصوات من حوله ولا عاد يسمع الا صوت الطفل وكاد ان يغمى عليه ولا صدق وتعدى الطفل من جنبه يعيد نفس الكلام على اهل الديرة وسنده حاكم اللي انتبه لميلانه و وجهه اللي اسود من الغبنة وقفت وضحى من بين الجموع و ركضت لابوها و حالتها يرثى لها اقبلت عليه وانتبه سعد لثوبها وكتفها اللي بين من لفح الهواء ركض بسرعته يغطيها بشماغه ويسندها عليه وقفت قدام ابوها و نطقت ببكاء ومن حرقتها تحس الدم يجري بعروقها وتحس وجهها يحترق من حرارة دموعها مسكت يدينه بترجي ونطقت : يبه لا تصدق فيني رجيتك لا تصدق فيني انا بنتك انا شهقت من خنقتها العبرة وطاحت على رجوله تبكي نزل عليها ابو سعد وضمها وبكى معها ناظر سعد حوله بذهول ونطق بصراخ و يرتجف وقلبه ينتفض من القهر : من الواطي اللي تجرى عليها من الواطي
نطق احد الرجال : طلعت مع العامل حق شهم وماندري معه ولا تتبلاه يوم شافت الناس متجمعه
انصدم حاكم وانتفض جسمه بالغضب من كلامه و ركض سعد بكامل قوته وغضبه و كأنها نار تلتهب وتحرق اللي حولها وناويه ناويه ولحقه حاكم ونطق : وقف يا ولد الحلم سيد الادب اصبر يا ولد
صرخ سعد وتفجرت عيونه بالغضب واحتقن وجهه باللون الاحمر وضرب صدره بقهر : هذي اختي هذي اختي و ين الحلم والادب واخر عني وخر عني
رده حاكم بقوة وثبته ونطق بغضب مماثل لغضبه : انثبر مكانك حق اختك بيرجع و دامه عاملنا حقها بوجهي و شنبي والله ان يرجع والله
نطق سعد اللي جلس على ركبه بغصة : هذا شرف وسمعة يا حاكم وش بترد ؟؟

ارتخت ملامحه وحن قلبه من كلامه و حن على ابو سعد و بنته والتفت على الرجال ونطق بصوت جهوري : سألتكم بالله وامان الله وعدوها وحدة من بناتكم شفتوا عليها قبل هالنهار شي ؟؟
نطق احد الرجال بسخرية : تخسى بناتنا ما يسون العيبة
فار الدم بعروق حاكم و طرح شماغه بغضب ونطق مرة ثانية بصوت جهوري اعلى من قبل ويميل للصراخ رمى شماغه اللي بيده : اثنيها واعيدها سألتكم بالله وامان الله شفتوا عليها قبل هالنهار شي ؟؟
حطت وضحى يدينها على اذانها من كلامه و كلام اهل الديرة وزاد نحيبها وبكاها وارتجافها بحضن ابوها و نطق ابو عزام : الحق لله يعد ما شفنا عليها شي
مشى حاكم بينهم ويوقف عند كل رجل من رجال الديرة وكل ما سأل يجيه النفي وما ان انتهى منهم و قف بجانب ابو سعد اللي لازالت بنته تبكي بحضنه وهو يبكي فوقها فرك عيونه ابو سعد بتعب ورفع راسه لحاكم وناظره حاكم و نطق بصوت جهوري : ياعم الغلط علينا و حقك تاخذه منا و انا اشهد الله و امام هالعالم كلها ان بنتك بأمان الله و وجهي و شنبي وانا طالبها حليله لي على سنة الله ورسوله
نطقت وضحى بصوت متقطع و بخوف و رعب من اللي جالس يصير ومن الظلم و دفاع حاكم عنها و خوفها من حاكم و المستقبل وحياتها بعد اللي جرى لها : يبه لا لا
بتر كلامها ابو سعد ونطق : جتك انا موافق
شهقت وضحى وحست ان ابوها مصدق فيها و ثقتها انهزت فيه رفعت نفسها وقابلت وجهه ونطقت برجاء : يبه لا ترميني والله اني بريه لا تسوي فيني كذا لا تصدقهم
بكى ابو سعد وحط يده على راسه و حست وضحى بهاللحظة ان امانها و عزها و سندها ماهو مصدقها نطقت ام سعد ببكاء : لا تظلمها يابو سعد ويلك من الظليمه أنا ارسلتها أنا و بنتي عفيفة
بكت وضحى بنحيب وقلبها تقطع من كثر البكاء وزادها سكوت أبوها و قفت وامها تسندها ومعها ام عزام ودخلت البيت و لازال ابو سعد بمكانه نطق سعد بغضب و صراخ : تفرقوا الله لا يبارك فيكم تفرقوا روحوا لاشغالكم الله يشغلكم بأنفسكم ودخل سعد البيت بعد ما صفق الباب بكامل قوته و الكل خافوا من غضب سعد ونطق ابو سعد ويدينه على راسه : ليه يا حاكم ليه ؟
نزل نفسه حاكم بقهر عليها و نطق بخيبة : مصدق فيها ياعم ؟
هز رأسه ابو سعد و مسح دموعه بطرف شماغه : ما شفت ولا سمعت مدري مدري بس ليه تبلش عمرك ببنتي وانت ما تدري ويش الصحيح
نفض نفسه حاكم ونطق بحدة من حكم أبو سعد : ياعم انا كنت ناوي البيت من بابه من قبل ولا صحت الفرصة و العز يوم يغامر الرجل دونه وهذا هو ياعم وما طلبتها الا لاني اعرفك واعرف تربيتك ولاني شاك فيه لو بقد مغز ابره