~يا هناي بعد عسّرات الليالي~

~١٢~

بيت أبو سعد
جالسة تتقهوى وسانده ظهرها على الجدار و نسيم الهواء يلفح شعرها و هدوء مرة تفكر ومرة تناظر بالجو و تحاول تشتت تفكيرها وقاطع هالسكينة صراخ سعد ونطقت بزهق : جعلني ما أعدمك خلني اجلس خلني أشوف أموري
جلس عندها سعد : صبي قهوة و جهزي لي الثوب الجديد اللي فصلته اكويه
مدت له الفنجال ونطقت : على وين ان شاءالله ليكون بتعرس ؟؟
توسع ثغره ومسح على صدره : ان قالها الله لأسوي عرس لا قبله ولا بعده بس الحين بروح الرياض
صغرت عيونها : وش عندك بالرياض سعيدان مانبي مشاكل زين انك ركدت
شرب الفنجال جغمة وحدة ورماه بقوة : وضيحان اسكتي عني اعوذبالله عجوز مصغرة تحاسبين على كل شي
تنهدت بتعب منه : طيب وش عندك بالرياض ؟
سعد : أبوي عنده مواعيد و نجيب أمور البيت جهزي الثوب وبكرا الصبح بإذن الله نمشي
هزت راسها ونطقت : دام تمشون بكرا فارق من وجهي الحين خلني أروق
وقف و نفض يدينه ونطق : قشراء الله يعين اللي بيأخذك
خزته بقوة ونطقت : وش عليك من اللي بيأخذني
نزل بمستواها ونطق بلكاعه : بقول له يسامحنا
دزته وضحى وضحك بأعلى صوته وضحكت معه ونطقت : عاجبني بيت أبوي ودلاله
عدل نفسه و ابتسم من تغير جوها : اي هذي وضيحان وراه النكد استأنسي تدرين وش يقول
و بدأ يغني :
ياللي شمس الدنيا تطلع لما تطلع ضحكة منك
وقاطعته وضحى اللي توسع ثغرها و معروفه ايضاً بجمال صوتها كملت معه :
حسي بالناس الغلابة اللي زيي بعد إذنك
رفع صوته سعد وكملت معه :
بطلي تحلوي اكثر و أوعي وجهك يوم يكشر
واضحكي دايماً يا سكر ياللي سابقه بجد سنك
اضحكي خليني اضحك ضحكتك بترد روحي
ربنا وحدة اللي يعلم بعشقك ازاي يا روحي
توسع ثغرها وضحكت ونست كل اللي تفكر فيه من قرب لها سعد وضمها ونطق : عاد تكفين الثياب
ركض من عندها من مسكت البيز بسرعة  ورمته عليه ونطقت بضحك : خلني ارووووق فارق
زاد ضحكها من صفق بالباب و دخلت ترتب ثيابه

بيت نهار
دخل وصارت ليلى بالنسبة له المهرب الوحيد من أهله ومشاكلهم اللي ما تنتهي ناظر للهدوء اللي بالصالة وانتبه للوقت المتأخر طلع للغرفة و دخل ولا حصلها صاب قلبه الخوف ليكون صار لها شي ركض بسرعة ينزل يشوف الغرف اللي تحت وكل ماله ييصيبه الخوف
اكثر ركض بسرعه يناديها ولا لها اي رد جاء بيطلع الحوش وانتبه لوقوفها بالمطبخ وقف و تلاقط انفاسه من المنظر المهيب اللي شافه توسع ثغره وهي ترهقه وتتعبه بجمالها كانت معطيته ظهرها و رافعة شعرها و حاطه السماعات بأذنها و ترقص رقص خفيف ولابسه توب قصير و شورت و تجهز أكلها نزل شماغه وأغراضه على الطاولة و رفع أكمام ثوبه وتقدم لها ارتعش جسمها من مد يدينه الباردة يغلقها على خصرها انتبهت له وطاحت السماعات ونزل رأسه على كتفها غمض عيونه براحة بوجودها رفع يده وفك شعرها و دفن وجهه يشم شعرها مدت يدها ليده اللي محاوطه خصرها ما تبي تتعلق فيه اكثر هي عارفة زواجه من سمو ولا تبي تتعب نفسها غمضت عيونها من ابعد شعرها و طبع قبلته على كتفها لفت له و قابلت عيونه ونطقت بصوت يكاد انه ينسمع : ما توقعت تجي ما قلت لي زي العادة ؟
نهار اللي لازال هيمان يناظر مبسمها ونطقها للحروف ونطق : لو قلت لك بيفوتني هالجمال و العذوبة
تنهدت بحب ورفعت يدها تلعب بشعره : أنا بكل وقت جميلة ولا عندك غير هالكلام ؟
مسك أرنبة انفها بضحكة وهز رأسه بنفي : عزالله ما عندي غيره
ضحكت وهذا الدلال يعجبها حكت خدها ونطقت : سويت لي أكل وشاي تبي اسوي لك معي ؟
هز رأسه بنفي و رفعها على رف المطبخ و وسعت عيونها بذهول من حركته و حست بحرارة برقبتها اللي احمرت من الخجل نطق : أنا بسوي لي وأنتي هاتي عذب سواليفك و وش سويتي اليوم ؟
أخذت الكوب وبدأت تسولف عليه و بدأ يجهز لنفسه الأكل نطقت : ابداً على أساس بروح الجامعة كنت بأخذ الوثيقة لكن كنسلت و رحت الصالون وبعدها أخذت لي قهوة و كملت اليوم بالسوق و يوم رجعت كنت اجهز أكلي و بنام وأنت وش سويت اليوم ؟
وقف قدامها و لف يده على خصرها وثواني نزلها و آخذ أكله و طلع وقفت تهدي نفسها و المكان اللي صار يشتعل حولها بالحرارة على الرغم من برودة الجو ولحقته جلس بالأرض وسند ظهره على الكنب وجلست قباله فوق الكنب وقربت الطاولة وحطت أكلهم ونطق : يوم عادي لا يخلو من مشاكل ال جارح
ليلى بفضول :  وش صار ؟
رفع أكمام ثوبه ونطق : تتذكرين ولد عمي شهم ؟
هزت رأسها و تشرب من الشاي ونطق : خطب اختي هناي بس للحين ما ملكوا
ليلى : أنت قلت يبيها ويموت فيها ليه ما ملك عليها للحين ؟