༺༽البحث عن الدماء༼༻استجمعتْ ديستني ذاتَها وقاومتِ الانهيارَ بصعوبةٍ أمامَ منظرِ الإصبعِ المُبتورِ الذي أرسلَ بداخلِها إحساسًا وكأنَّها تعرفُ صاحبَهُ، رَجَتْ من اللهِ ألّا يكونَ الشخصُ الذي في بالِها!
أمَّا ڤيرمولن فبدا مُتماسِكًا رغمَ الارتباكِ الذي أضرمهُ الحدثُ الحالي في داخلهِ، الكثيرُ من الأسئلةِ تسبحُ في بالِه.
كِلاهُما لم يدرِ ما إذا كانَ إبلاغُ الشُرطةِ أمرًا صائبًا، احتمالُ أن تؤولَ الأمورُ إلى الأسوأ، فتلكَ الحركةُ قد تستفزُّ الخاطفينَ وتدفعُهم لإيذاءِ هولشتاين أكثر، لذا قرَّرا عدمَ الحديثِ في الموضوعِ.
"ماذا قالَ لكِ عبرَ الهاتفِ؟" – همَّ ڤيرمولن بالاستفسارِ من ديستني في محاولةٍ ليكونَ في الصورةِ.
فأجابتهُ بقلةِ حيلةٍ: "لم يُعطني تفاصيلَ ذاتَ قيمةٍ، إنَّهُ يطلبُ منّا أن نُنجزَ مُهمَّةً مُقابلَ حياةِ السيّدِ هولشتاين، وأشارَ أيضًا إلى تورُّطِ أكاديميةِ كلاڤيس في الأمرِ."
زادَ ردُّها من الغموضِ والتوترِ لديهِ، كيفَ يجدُ نفسَهُ بينَ أحضانِ مصيرٍ مُظلِمٍ كهذا دونَ إدراكٍ منه؟ لم تنبُتْ في دماغِه أيُّ فكرةٍ من حيثُ يبدأ، شعرَ وكأنَّ الوقتَ يلفُّ أحبالهُ حولَ رقبتِه ويخنقُهُ رويدًا رويدًا، أيُّ ثانيةٍ تضيّعُ قد تكلِّفهم الكثيرَ.
"أظنُّ أنَّنا سنرتكبُ خطأً جسيمًا إذا فكَّرنا بإبلاغِ الشُرطةِ."
ألهمتْهُ كلماتُها شيئًا، فانقدحتْ في ذهنِهِ فكرةٌ وقال: "أو يُمكننا إبلاغُهم بطريقةٍ أخرى."
بثَّت نظرَها في ملامِحِهِ الحذِرةِ مُتحيِّنةً إياها واندفعتْ بالسؤالِ: "ماذا تقصدُ؟"
فاتَّجه نحو المخرجِ مُفسِّرًا لها الأمرَ: "لدي صديقٌ يعملُ في المباحثِ، سأكلِّمُهُ في الأمرِ، أنتِ اهتمي بأمرِ الطردِ."
شعرتْ وكأنَّها على وشكِ التورطِ في جريمةٍ لوحدِها بسببِ طريقتِه، فأعطتهُ نظرةً لاذعةً متبوعةً بكلماتٍ مُنفعلةٍ: "وما عسايَ فاعلةً بالإصبعِ المُبتورِ؟!"
تنهدَ مُحاولًا إبقاءَ رِباطةِ جأشِهِ، ثم تحدَّثَ إليها بنبرةٍ تبعثُ شيئًا من الأمانِ في داخلِها: "أعرفُ أنَّ الأمرَ مُروِّعٌ، لكن علينا الحفاظُ عليه... دونَ أن يُلاحظَ أحدٌ ما يحصلُ."
مرَّ من عتبةِ البابِ ثمَّ توقَّفَ مُلتفتًا إليها واسترسلَ: "لا تقلقي، الإصبعُ المُبتورُ لن يقفزَ على وجهِكِ ويُفسِدَ حُسنَ صورتِهِ!"
أنت تقرأ
حراس المعرفة | Guards of knowledge
Mystery / Thrillerصحفيَّة استقصائيَّة تجدُ نفسَها وسطَ مؤامرةٍ تُنسَجُ خيوطُها في قلب روتردام العريقَة مع عالِم آثارٍ تُطوِّقهما الصدَفُ معًا بطريقةٍ مُريبةٍ. خلال رحلتها، تشهدُ ما تقشعرّّ له الأبدانُ وما يندَى لَه الجبينُ. لحظةُ خطرٍ واحدةً ستكونُ كفيلةً بانتشالِها...