༺༽نسخ ولصق༼༻"ربَّاه! ما الذي يُريدُه منا هذا المُختل؟ ماذا فعلنا له؟"
لم تُبقِ ديستني ڤان ليوين على رِباطةِ جأشِها لدى عُثورِهم على إصبعٍ مُبتورٍ آخرَ.. تبدَّدَ الزمنُ من بين أيديهِما قبلَ أن يُتاحَ لهُما سَبْرُ أغوارِ ما فَعَلهُ المَدعُو بالمِيسْتيريو لصَبو تلك الحُجرةِ والمكتبةُ مُغلقةٌ، فهُما الآن يتساءلانِ عن مِقدارِ الأذى الذي سيتعرَّضُ لهُ السيِّدُ هولشتاين ريثَما ينتهي هذا الكابوسُ.
"لقد أشار بأنَّهُ سيبترُ جزءًا من السيِّدِ هولشتاين ويرسلهُ لنا كطرفِ خيطٍ كلَّما ظللنا الطريق!" - خرجَ صوتُ ڤيرمولن يُسبِّبُ القشعريرةَ لِسامعهِ إذ بدا في حينهِ هادئًا وهو جالسٌ، حيثُ تتبلورُ تلك الفكرةُ في دماغهِ.
تساءلت ديستني بقِلَّةِ حيلةٍ: "لم نرتكبْ أيَّ خطأٍ على حدِّ عِلمي، لِمَ أذَاه؟"
كانت على يقينٍ تامٍّ بأنَّهما لم يفعلا ما يستدعي أذيَّةَ السيِّدِ هولشتاين، لكنَّ ڤيرمولن لم يُوافقها الرأي.. خاطبَها من مكانهِ بنفسِ النبرةِ: "ليسَ تمامًا."
※※※
استأنفَ الناسُ في المدينةِ نشاطَهم تدريجيًّا عقبَ مرورِ نحوِ خمسٍ وأربعين دقيقةٍ، لحظتَها وضعت ديستني نفسَها على إحدى المقاعدِ في القاعةِ الفسيحةِ للمكتبةِ حيثُ تتناثرُ طاولاتُ القراءةِ بين أضواءِ النهارِ، إذ ينتصبُ على المنضدةِ مُقابلَها كوبُ قهوةٍ قد حصلتْ عليهِ للتوِّ من الماكينةِ.
شابكتْ أصابعَها بشعرِها مُغمِضةً العينين، تُحاولُ أن تُهَدِّئَ من روعِها بنفسٍ عميقٍ بعيدًا عن الجمعِ الغفيرِ الذي غَصَّت بهِ القاعةُ.. اختلطَ فيه بعضُ الزوَّارِ مع العاملينَ هناك.
وعلى غير العادة..
الهدوء الذي يلُف أرجاء المكتبة يَخْرِقُه همس مُتَوجِّس. إذ تواجد هناك يوريس، صديق ڤيرمولن القديم من المباحث، رُفقَةَ المحقق هانس ڤان ديرلان، إنَّهُما يَقودانِ تحقيقًا رسميًا في اختفاءِ السيِّد هولشتاين.
حيثُ تَوَجَّهَ المُحقِّقُ ديرلان نحوَ الآنسةِ جيسيندا فوربس التي تجلسُ خلفَ الكمبيوترِ منشغلةً بتحديثِ المُنتدياتِ الإلكترونيَّةِ في إحدى زوايا المكتبةِ، على وَقْعِ ضرباتٍ خفيفةٍ من أصابعِها على لوحةِ المفاتيحِ.
حينَ تقدَّمَ المُحقِّقُ برفقةِ مساعدهِ، لم ترفعْ عينَيها على الفورِ، استمرَّت في التركيزِ على شاشَتِها المُضيئةِ.
أرجأتِ الآنسةُ عملَها لوهلةٍ، لترفعَ عينَيها التي لم تخلُ من التردُّدِ، تُقابِلُ الرجلينِ بنظرةٍ مشوبةٍ بالحذرِ، لكنَّها أيضًا حملَت بصيصًا من القَلَقِ المكتومِ، الشارةُ التي رفعَها الرجلُ المُهيبُ الذي يمتثلُ أمامَها كانت كفيلةً بجعلِ كُلِّ شيءٍ منطقيًّا.
أنت تقرأ
حراس المعرفة | Guards of knowledge
Mystère / Thrillerصحفيَّة استقصائيَّة تجدُ نفسَها وسطَ مؤامرةٍ تُنسَجُ خيوطُها في قلب روتردام العريقَة مع عالِم آثارٍ تُطوِّقهما الصدَفُ معًا بطريقةٍ مُريبةٍ. خلال رحلتها، تشهدُ ما تقشعرّّ له الأبدانُ وما يندَى لَه الجبينُ. لحظةُ خطرٍ واحدةً ستكونُ كفيلةً بانتشالِها...