استندَ ڤيرمولن إلى الوراءِ، مُدركًا الآن أنَّ هذا الرمزَ لم يكنْ مجردَ زخرفةٍ عشوائيةً، بل دلالةً على شيءٍ أكبرَ. طفقَت دواليبُ عقلهِ في الدورانِ بسرعةٍ لفهمِ المغزَى.
"كيفَ لمْ أُلاحظْ هذا مِن قبلٍ؟!" همسَ لنفسِهِ وهو مذهولٌ.
بعدَ أن وضعَ العدسةَ جانبًا، أقبلَت عليْهِ علاماتُ الترددِ لوهلةٍ. أخذَ الإصبعَ المبتورَ بالملقطِ وأعادَهُ إلى الحاويةِ الزجاجيةِ المُنتصبةِ على المنضدةِ.
حينَها لاحقَتهُ نظراتُ ديستني المشعةُ بالفضولِ حولَ ماهيةِ ما رآه، فسألَتهُ أخيرًا، وهي تقترَّبُ منه: "ماذَا تَرى؟"
فركَ هو عينَيْه المثقلتين بالإجهاد، ثم أشارَ إلى الحاويةِ بينما يجيبُ: "رأيت ثلاثةَ علاماتٍ من الجمع (+)، ولكنني غيرُ متأكدٍ ما إذا كانت مجرد إشارةٍ إلى عمليةِ جمعٍ رياضيةٍ أو تحملُ معنًى آخرَ أعمقَ، لستُ مختصًّا في الرموز."
ارتفعَ بخارٌ كيميائيٌّ خفيفٌ من محلولِها المكونِ بشكلٍ دقيقٍ من مزيجِ الفورمالينِ والكحول، الذي يحافظُ على سلامةِ أنسجةِ الإصبع، مانعًا إياهُ من التحللِ مع مرورِ الوقت. انتشرت رائحتُه في الجوِّ مما جعل الهواءَ ثقيلًا بعض الشيء.
أسند رأسهُ إلى كفَّيْه للحظة، كأنما يحاولُ التخلصَ من التعب، ثم تابعَ إلقاءَ ما في جُعبته: "كأننا وصلنا إلى مفترقِ طرق... علينا أن نقررَ كيفيةَ متابعةِ الطريق."
فيما اقترحت ديستني وهي تستعيدُ توازنَها: "لمَ لا نعملُ على كلا الطريقتين؟ لنعتبرَ هذا الرمزَ كدلالةٍ على الدمج. يمكننا أن نحاولَ تفسيرهُ كإشارةٍ للجمعِ بين الرموزِ واندماجِها مع بعضِها البعض."
عقَّب هو على ذلك ويدُه تتجهُ لتتحدَ مع القلم: "دمجُ الرموز... إذا أخذناها.." وأشارَ إلى الرموزِ المرسومةِ أمامه في حين سمحَ للحبرِ بالسريانِ على ورقةٍ بيضاء مستأنفًا كلامه:
"وقمنا بدمجِها معًا، سنحصلُ على نجمة. تلك النجمةُ تُمثلُ القوى الأربعةَ الأساسيةَ: الأرض، الهواء، النار، والماء. هذا هو جوهرُ الطبيعةِ، والتوازنُ بينها هو الذي يمنحُ الحياةَ استمراريتَها."
رفع ڤيرمولن الورقةَ عارضًا إياها أمامَ أنظارِ ديستني لترى النجمةَ التي أنهى رسمَها. أجفلت لوهلةٍ وطرحت عليه سؤالًا: "أليس هذا بختمِ المارتينية(١)؟"
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
