سُلبت أنفاسي بنظرة من غيمتك
لذا استعدتها مع الكثير من أمطارك
.................................................
.............................................
شبابٌ صاخبون، وحفلاتٍ تمتاز بالجنون، أريكة للتعاطي، وأخرى للسبات مع عناق الفتياتِ.
ما هذا التلوث الذي أراه؟!
دوم هو الملام الوحيد، لم يجدر به أن يحضرني إلى هذا الملهى الليلي، إنَّه عبارة عن مكب نفايات، وهؤلاء الشباب قاذورات وأوساخٍ تلوث العالم.
لن أسمح لذاتي بأن أتحول لحاوية قمامة لا في الحاضر ولا المستقبل.
رمقت دوم بسيوفِ اخترقته، فما لبست دقيقة حتى أخرجني للحديقة، ولسوء الحظ رأيتها هناك.
تاليندا، جالسة على مقعد خشبي.
ناداها أخي فلبت نداءه مباشرة، ثم اتجهت حتى وقفت أمامنا ورحبت بدوم، وددت قتله بعدما علمت أنَّه من جلبها إلى هذه القمامة المزينة، كله من تخطيطه.
شددته عندما راود لين اتصالًا ما واستأذنت وابتعدت لتجيب، همست له حتى لا يصلها صوتي الحانق:
_ ما الذي تفعله دوميانكو؟ إن لم أكن مخطئة فأنت تعرف هذه التاليندا من قبل أن أتكلم معك بشأنها، لا أريد خسارتك أنت الأخر يكفي هو.
تركته وذهبت في مكان وقوف تاليندا، وهويت إلى العشب، أحب الطبيعة وأركان الطبيعة.
لم تتحدث أيًا منَّا بحرف، وسكنت الأصوات كلها، انخفضت قوة الموسيقى؛ فتسلل الفتور لفؤادنا؛ لذا تحدثت لين وليتها لم تفعل؛ فهي ثرثارة وعفوية، وهذا ما أمقته أنا.
_ ليندا هل تعلمين كنت أحدث أخي الآن وقرر بأن يبعث لي أربعة عشرًا من الهدايا؛ لإن يوم ميلادي قد اقترب أخيرًا، كم أميز هذا الشهر عن سائر الأشهر، على الأشخاص حب ذاتهم والامتنان لكل لحظة يمنحها الخالق لهم.
ظلت تتحدث أمَّا أنا سُحبت من الواقع لدوامة بتُّ أخشاها.
أشاهده من شرفتي يتسلل تجاه مقبض الباب، هرول بعدما لمحني أسترق النظر نحوه، يُخفي شيئًا هذا الأخ عنِّي، سامحني أيُّها الرب عليَّ استراق النظر من غرفة المراقبة.
حركت قدماي وبيدي مشروبي المفضل 'عصير الفراولة' أرتشف منه ما أريد حتى وجدت ذاتي أمامها وأخيرًا، دخلت وأغلقت الممر لعدم دلوف أي شخص خلفي.
نظرت إلى الشاشة حيث يقف هناك يخفي هدية في الخزانة الزرقاء، أنزلت رأسي إلى الأرض للتفكير في قيمة هذه الهدية، ولمَ يُخبئها؟!
انتظرت حتى ترك الغرفة وأوصدها بالقفل، ذهبت مهرولة كالحصان الصغير، أبحث هنا وهناك عن المفتاح، أود أن أعرف ما هي المفاجأة المخبأة.
لم أجد ذلك المفتاح قلبت الممر رأسًا على عقب لكن النتيجة ذاتها، جررت أذيال الخيبة خلفي وأرجعت رأسي للوراء مرة أخيرة؛ أود ترك بصمة فشلي بحقدي على تلك الحقيبة.
خيالٌ يلمع في زاوية ما، خلف مزهرية التوازن ذهبت لها والبسمة لا تفارق وجهي، أخذته واتجهت لبوابة الحقيقة، ما كدت أدخل حتى صرخ بي أخي وأغلقها من جديد وانتزع الحل من يدي، لم يرأف بي وأسمعني حقيقة ما زالت داخل أذني لا تفارق عقلي.
_" لا تتركي فضولك ينتشلكِ لعالمٍ لن يرأف بكِ، يا فتاة وإن هزمت أمامه فارتقبي لمَا سيحدث، لو لم يكن الشيء الذي خبأته ذو قيمة لم أكن لأفعل، لذلك لا تكرري فعلتك مرة أخرى، لأني وقتها سأجعل الآلام تمزق فؤادك، وصدقًا سأسعد بهذا كثيرًا تيسي ".
لم أفق من تلك الذكرى إلا بأمطار سمائي، رمقت هذه التاليندا بأسلحة مميتة، وتجرؤ على النظر لي هي غبية لا محالة.
_ تسليندا ما بكِ؟ لمَ تبكين؟ هل أزعجتك!.
_ ولكِ الجرأة حتى تسألين أيضًا، أيتها الغبية، منذ رأيتكِ في المدرسة انهالت عليَّ أبشع الذكريات التي دفنتها ولم تعد لي، لكن برؤيتكِ أتذكره وأتذكرها، ابتعدي عني أيتها الفتاة، وعودي لمدينتك البشعة، اتركيني وخذي ذكرياتي العفنة معكِ.
جريت حتى تباطأت أنفاسي، دموعي تصاحبني كظلي العويل، أجمع العالم على قتلي مرارًا وتكرارًا، لمَ ربي؟! ارأف بي رجاءً، انتعلت حذاء الحفلاتِ وأكملت سيري بدونه، فقط أنا ودموعي وذكرياتِ سامة وتبًا لهذا أيتها السماء الغبية لا تبكي الآن.
ماذا! توقفي يا هذا قلت لكِ توقفي، أيضًا يا سحب ألا يكفي صراخ قلبي وانتحابه!
الكون لم يعجبه شعوري فأضاف ذلك الأكشن أيضًا حتى بات الكوكب كله دموع.
حادث سيارة ومات الابن الصغير فصدمت الأم وانتحر الأب.
وهنا تلك الزوجة التي انتحرت؛ بعدما قُتل زوجها على يد بعض المجرمين.
وهذه الصغيرة التي ألقت بنفسها من الشرفة؛ خوفًا من شجار أبويها.
هذه الحياة وهذا قانونها:
" الألم والأمل وجهان لعملة واحدة اختر ما تريد ولن أحققه بالتأكيد "
•. •. •. •.
عند تلك الصغيرة التي صُدمت مِن حديث تسليندا، رجعت لمنزلها هي الأخرى والماس زين نجومها، في غرفتها أطلقت سراح الأملاحِ التي ألهبت نجومها؛ كادت تُفجرها لسحر النجوم الأزرقِ.
أخرجت هاتفها ويدها تعلم ما تفعله واتصلت بشخصٍ ما كنيته "نجم البحار".
أجاب وعندها شرع بالسؤال عن حالها، توقف بسماع شهقاتها وبكائها المرير، لم تعد قادرة على التنفس، أخذت تبحث عن البخاخة لتبقى قادرة على الحياة.
لم تجد تلك العبوة بعد أن قلبت الغرفة، أمسكت خصلاتها تشدها بجنون، أزاحتها ووضعت يديها في سترتها فتذكرت وجود عبوة إضافية في السترة أخرجتها صوب فمها لتتنفس من جديد.
هبطت لأرضية الغرفة مستندة عليها، وانتحبت هي الأخرى وجلست تنوح بأعلى نبرة لديها، وعلى الجهة الأخرى نراه يقف ممسكًا بأشعة الشمس يكاد يخلعها، الغضب تمكن من كل خلية به.
_تاليندا، اهدئي صغيرتي، تذكري الماء والسماء، أجل هيا، تنفسي تنفسي يا لؤلؤة البحار، أحسنتِ هذه هي تالي الشجاعة، الآن أخبريني من الحقير الذي أبكاكِ هكذا.
_هيوغو، أرجوك عد للولايات أرجوك اترك روما وعد، لن أقدر على العيش بمفردي، أترجاك.
ترجيت أخي وأغلقت الاتصال وكذلك الهاتف؛ حتى لا يحاول إعادة الاتصال وقتها سأبوح بما حدث وهو سيقتلها لا محالة، فقط أريده معي، أكره الوحدة، وأمقت أن يبكي أحدٌ بسببي، ليندا تكرهني للغاية، ليندا أحببتها كأختي حقًا وماذا حدث لها بسببي، دخلت في حالة من الانهيار.
أنا السبب في كل شيء سيء، أنا غبية، حقيرة، لا أحد يحبها، لا أحد يرغب بمصادقتها، كلهم معي فقط لشهرتي، بدونها أنا لا شيء، لن يتذكرني أي شخص.
ليتني لم أخلق، ليتني لم آتِ لهذه الحياة.
•. •. •. •. •.
إيطاليا _ العاصمة روما _
تبًا ما الذي حدث معها!
ذلك القذر أقسم بأن أذيقه العذاب ألوانًا، من جعلها تبكي دموعًا، سيذرفهم دماءً قد بدأوا تلك الحرب الحارقة، سأطفئها بجليد قارصٍ بعدها.
أكره نيويورك، تلك المدينة الساطعة، تلك الذكريات القذرة، ذلك المنزل الأبيض، سكنته أرواحٍ كالحة.
فررت وأتيت لإيطاليا الحارقة، هربت من ماضٍ أصر على خوض معاركِ أخرى، فقط انتهي يا هذا ما خطبك! كلما حاولنا الفرار رجعت وتشبثت بنا.
حسنًا ستكن هذه المعركة الحاسمة، وعندئذٍ سأدفن كل بشري شهد على ذكريات قد مضت وعادت لتأخذ بثأره.
جهزت أوراقي للذهاب إلى الديار مسقط رأسي "الولايات المتحدة" حجزت تذكرة الطيران تبقى أسبوعًا فقط وأعود.
وقت كافٍ لأجهز روحي لما ستشاهده من جديد.
•. •. •. •. •.
نيويورك
بعد أن خرجت من المدرسة وأنهيت شرحي للطلاب الجدد، ذهبت للتبضع اشتريت الذي نقصني وفي عودتي للبيت لم أجد أي سيارة أجرة هذا هو الحظ السيء.
سلكت طريقًا مختصرًا كي أرجع سريعًا، تبًا ما هذا! هناك شخصًا ما يلاحقني، أخرجت هاتفي سريعًا وحاولت الاتصال بالنجدة، لسوء الحظ لا يوجد شبكة هنا.
أسرعت من خطواتي ولم أعد أعرف أي سبيل سلكت أنا، باتت دموعي تتسارع بالنزول ثم وجدت ذاتي بزقاق مغلق لقد حاصرني، ربي أرجوك ساعدني.
_هل تريد مالًا؟ خذ لكن رجاءً اتركني لا، لا تقترب مني أيها القذر.
_إن كنت أود الأموال لذهبت إلى البنك "بيرت" ما أشتهيه هو أنتِ وحتمًا ستكونين لي هذه الليلة.
ألصق جسدي بالجدار وأدخلني لزاوية لا يراها أحد، وبدأ بانتزاع ملابسه، أظن أنَّه مغيبًا عن وعيه، حاولت بقدر المستطاع أن أتجنب ما سيحدث لذا رفعت أصابعي وأدخلتها في عينيه، وللت بالفرار ولكن أمسك قدمي من جديد فاصطدمت بالأرضية، وقفت وحاولت دفع الدوار لأخر نقطة بجسدي.
لن أستسلم لهذا الوضيع، عذريتي أثمن من حياتي، أخرجت دبوس الشعر وغرزته في راحة كفه، ظل يصرخ من الألم وهربت بعدها، خرجت إلى الطريق الرئيسي أوقفتُ سيارة أجرة وأوصلني إلى منزلي، دفعت له أمواله، ودخلت إلى الدار بسرعة شديدة أوصدت جميع الأبواب، وأقسمت على ملازمة بيتي هذا الشهر وعدم الخروج منه.
أنت تقرأ
وهمٌ مستحب
Romance" عليكم بالبكاء قد بدأت لعبة النجاة لا تدرِ في أي لحظة قد تقذفك الحياة لأرض المعركة الجرداء ". °جميع حقوق النشر محفوظة لي، لذا دعونا لا ندخل في أمور ليست لطيفة يا رفاق. _ أثر "ج"